دبابات روسية على الحدود مع أوكرانيا.
الصورة: RADIO-CANADA / ALEXEY SERGEEV
RCI
أعلنت الحكومة الكندية عن سلسلة من العقوبات الجديدة ضدّ روسيا رداً على تصعيد موسكو العسكري ضدّ أوكرانيا.
وأكّد رئيس الحكومة جوستان ترودو العقوبات على روسيا في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الفدرالية أوتاوا بُعيْد الساعة الخامسة مساءً، غداة اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلان قوات عسكرية مدعومة من موسكو في دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا استقلال هاتيْن المنطقتيْن.
لا يخطئنّ أحد: هذا غزو آخر لدولة ذات سيادة وهذا أمر غير مقبول على الإطلاقنقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
’’استفزازات روسيا السافرة تشكل تهديداً للأمن والسلام في العالم‘‘، أضاف ترودو في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمشاركة نائبة رئيس الحكومة، وزيرة المالية، كريستيا فريلاند، ووزيرة الخارجية ميلاني جولي، ووزيرة الدفاع الوطني أنيتا أناند.
وفي محاولة لثني الرئيس الروسي عن اتخاذ مزيد من الإجراءات، أعلن رئيس الحكومة الكندية عمّا أسماه سلسلة أولى من العقوبات التي تستهدف روسيا.
وتشمل العقوبات منع الكنديين من إقامة أيّ تعامل مالي مع الكيانيْن الواقعيْن في شرق أوكرانيا واللذيْن اعترفت موسكو أمس باستقلالهما.
وسيُمنع الكنديون أيضاً من شراء الديون السيادية الروسية ومن التعامل مع مصرفيْن روسييْن مدعوميْن من الدولة.
وستفرض كندا عقوبات على أعضاء البرلمان الروسي الذين صوتوا لصالح الاعتراف باستقلال المنطقتيْن اللتيْن أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا.
وقال ترودو إنّ العقوبات ’’ستظل سارية لغاية استعادة وحدة أراضي أوكرانيا‘‘.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو معلناً مساء اليوم عن سلسلة عقوبات اقتصادية ضدّ روسيا.
الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / JUSTIN TANG
وسبق لكندا وحلفائها الغربيين أن حذّروا من أنّ تحركات موسكو الأخيرة قد تكون جزءاً من ذريعة أوجدتها روسيا لشنّ هجوم عسكري شامل على جارتها أوكرانيا التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وقالت نائبة رئيس الحكومة كريستيا فريلاند إنّ ما هو على المحك اليوم هو قدرة كندا وحلفائها على ردع العدوان العسكري على أوكرانيا وفي جميع أنحاء العالم.
الحكام المستبدون في العالم يقومون بالمراقبة لمعرفة ما إذا كان تحالف الديمقراطيات لدينا لديه الإرادة والقدرة للدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعدنقلا عن كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الحكومة الكندية
واليوم طلبت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي من نائبتها استدعاء السفير الروسي في أوتاوا أوليغ ستيبانوف ’’للمطالبة بإيضاحات بشأن عدوان روسيا المستمر وانتهاكها القانون الدولي وازدرائها السيادة الأوكرانية‘‘ كما قالت جولي على ’’تويتر‘‘.
كما أعلن ترودو عن نشر ما يصل إلى 460 من أفراد القوات المسلحة الكندية وفرقاطة وطائرة دورية بحرية في لاتفيا، وهي من الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (’’ناتو‘‘) وأصبحت دولة مستقلة عقب انفراط عقد الاتحاد السوفياتي.
وسيتم نشر القوات والمعدات في إطار مهمة عسكرية قائمة هي ’’عملية إعادة التأمين‘‘ (Operation REASSURANCE).
وأثار اعتراف الرئيس الروسي باستقلال ’’جمهوريتيْ‘‘ دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا ردود فعل دولية قوية ورفع التوتر المخيّم على هذا الجزء من أوروبا إلى مستوى أعلى.
وأعلنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا في وقت سابق اليوم عن عقوبات تستهدف المصارف الروسية وألغت ألمانيا الافتتاح المقرَّر لخط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يربطها بروسيا.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف).
الصورة: SPUTNIK/AFP VIA GETTY IMAGES / ALEXEY NIKOLSKY
وكان رئيس الحكومة الكندية قد نشر مساء أمس رسالتيْن متتاليتيْن على موقع ’’تويتر‘‘ معلناً عن عقوبات، لكن دون الإدلاء بتفاصيل.
وقال ترودو أمس إنّ ’’كندا تدين بشدة اعتراف روسيا بما يسمى ’دولاً مستقلة‘ في أوكرانيا‘‘، مضيفاً أنّ ’’هذا انتهاك صارخ لسيادة أوكرانيا والقانون الدولي‘‘ وأنّ ’’كندا تدعم أوكرانيا وستفرض عقوبات اقتصادية وفقاً لذلك‘‘.
كما قال ترودو أمس إنّ حكومته تدين إرسال موسكو قوات عسكرية إلى دونيتسك ولوهانسك.
’’نرفض وندين المراسيم الروسية التي تأمر بإرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا. نحن ندعم دائماً سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها واستقلالها. ستدافع كندا وحلفاؤها عن الديمقراطية وإرادة الأوكرانيين‘‘، أكّد رئيس الحكومة الكندية.
وكانت وزيرة الخارجية الكندية قد قالت أمس إنّ ’’كندا، مع شركائها وحلفائها، سترد بقوة على هذا التجاهل الصارخ للقانون الدولي‘‘، مضيفة ’’نستعد لفرض عقوبات اقتصادية منفصلة عن تلك التي يجري إعدادها للردّ على أيّ غزو جديد لأوكرانيا من قبل روسيا‘‘.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)