شنت روسيا يوم أول أمس الخميس هجوما شاملا على أوكرانيا وبحسب تقرير أولي، فرَّ 100 ألف شخص من الانفجارات ونيران البنادق التي هزت المدن الكبرى، ومات العشرات.
ناشد وزير الخارجية الكندية السابق لويد أكسوورثي كندا باستقبال اللاجئين الفارين من أوكرانيا.
الصورة: CBC / TRAVIS GOLBY
RCI
وصف وزير خارجية كندا السابق لويد أكسوورثي الرئيس الروسي بـ “مجرم حرب”عقب شن الجيش الروسي هجومه على أوكرانيا.
لم يتحفظ أو ينمق الكلام على عادة الديبلوماسيين، ومن قضى أربع سنوات في منصب وزير خارجية لامع ومميز، لم يكن على الإطلاق دبلوماسيا (نافذة جديدة) في وصفه لغزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجارته أوكرانيا.
وفقا لرئيس الدبلوماسية الكندية السابق، لم يكن فلاديمير بوتين شخصًا لطيفًا في بداية حياته السياسية، لكنه كان أكثر براغماتية مما هو عليه اليوم.
وقال أكسوورثي في مقابلة مع القسم الانكليزي لهيئة الإذاعة الكندية إن بوتينأصبح أكثر فأكثر تواقاً إلى اعتناق الوهم متبنيا حكاية روسيا الكبرى مدعيا أنها المسؤولة عن أوكرانيا.
يعرب أكسوورثي الذي شغل منصب وزير الخارجية في الحكومة الليبرالية الاتحادية بزعامة جان كريتيان من العام 1996 إلى العام 2000، عن اعتقاده بأن فلاديمير بوتين ظل يشعر بالحنين إلى زمن الاتحاد السوفياتي.
يتحدر فلاديمير بوتين من ثقافة الاستخبارات الروسية الكي جي بي، التي كانت مشّبعة بسيطرة وقوة الاتحاد السوفياتي.نقلا عن وزير الخارجية الكندية السابق لويد أكسوورثي.
يضيف المتحدث بأن تصرفات الزعيم الروسي تقرّبه من مجرمي الحرب. إذ تعتبر اتفاقيات جنيف لعام 1949 أن القتل العمد وتدمير الممتلكات والاستيلاء عليها، التي لا تبررها ضرورة عسكرية وقد تم تنفيذها على نطاق واسع بطريقة غير قانونية وتعسفية، هي جرائم حرب.
يقول لويد أكسوورثي إنه شهد تدخلًا روسيًا في شؤون أوكرانيا في عام 2019 عندما كان مسؤولًا رسميا عن مراقبة الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا.
يتذكر الوزير ابن مدينة وينيبيغ (نافذة جديدة)عاصمة مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب الكندي، محادثة في أحد مقاهي كييف حيث كان روادها يناقشون وقاحة الروس الذين يحاولون تأليب الناس ضد أوكرانيا.
في هذا المقهى، لمس أكسوورثي أيضا رغبة الشعب الأوكراني في احترام ديمقراطيته.
ترأس لويد أكسوورثي الوفد الكندي لمراقبة الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في العام 2019.
الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / FRED CHARTRAND
تهديد نووي على المحك، وفقًا للويد أكسوورثي
أعرب الوزير الكندي السابق عن اقتناعه بأنه ستكون هناك عواقب لم يسبق لها مثيل، تتكبدها كل دولة تحاول التدخل في الحرب الدائرة حاليا بين أوكرانيا وروسيا. وأضاف أكسوورثي: أعتقد أن بوتين يتحدث عن الأسلحة النووية.
وفقًا للسيد أكسوورثي ، إن الرئيس الروسي لم يتعاف أبدًا من تفكك الاتحاد السوفيتي، هو المتحدر من ثقافة الكي جي بي.
يردف أكسوورثي إنه مقتنع بأن العقوبات التي فرضتها الدول الأخرى لن تردع روسيا، ومع ذلك يصّر المتحدث على عدم ضياع الأمل.
برأي الوزير الكندي السابق فإنه حتى لو سيطر الروس على الحكومة في أوكرانيا، فسيكون هناك دائما عمل عصابات وتمرد.
من جهة أخرى حث أكسوورثي الذي يترأس حاليا المجلس العالمي للاجئين والهجرة، بلاده على توفير المال والأسلحة والموارد اللازمة لتعزيز دفاعات أوكرانيا.
يؤكد المتحدث بأن استيلاء روسيا على أوكرانيا من شأنه أن يعرّض دول منظمة حلف شمال الأطلسي، الناتو، مثل بولندا والمجر ورومانيا للضربات. وفي هذه الحالة، فإن الناتو ملزم بالدفاع عن اي عضو يتعرض للهجوم.
هذا وشجع أكسوورثي كندا على تقديم المساعدة للدول المجاورة لأوكرانيا التي تستقبل بالفعل آلاف اللاجئين الفارين.
ويخلص لويد أكسوورثي إلى مناشدة كندا بإظهار الدعم لأوكرانيا ومساعدتها من خلال الترحيب باللاجئين، وخاصة من هم أكثر عرضة للخطر باستيلاء الروس على السلطة.
(المصدر: بي بي سي، هيئة الإذاعة الكندية. إعداد وترجمة كوليت ضرغام)