كوفيد-19: كندا تجاوزت عتبة الـ200 ألف إصابة والحالات ترتفع في عدد من المقاطعات
من إعداد مي أبو صعب
تعمد العديد من المقاطعات الكنديّة إلى تطبيق المزيد من الإجراءات المتشدّدة للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ الذي يتسبّب بمرض كوفيد-19 في وقت تجوزت كندا عتبة الـ200 ألف حالة، وأفيد عن 200039 حالة كوفيد-19 في البلاد. وارتفعت حالات كوفيد-19 في أكثر من مقاطعة كنديّة، وخصوصا في أونتاريو وكيبيك، وهما تباعا أكبر مقاطعتَين من حيث حجم الاقتصاد وعدد السكّان، بعد تراجع ملحوظ خلال فصل الصيف، وأيضا في مقاطعة مانيتوبا. وأصبحت إجراءات الوقاية المتشدّدة الجديدة سارية المفعول في كلّ من أونتاريو ومانيتوبا سارية المفعول اعتبارا من اليوم الإثنين.
ففي أونتاريو، أعلن رئيس الحكومة دوغ فورد الأسبوع الماضي إغلاق منطقة يورك، لتنضمّ إلى قائمة المناطق الساخنة الأخرى المغلقة في المقاطعة، و هي تورونتو و بيل وأوتاوا. وكان فورد قد أعلن في الثامن والعشرين من الشهر الماضي أنّ المقاطعة أصبحت في الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجدّ. وأغلقت الحكومة المطاعم وصالات الرياضة ودور السينما والمسارح وخفضت سقف التجمّعات إلى 10 أشخاص في الداخل و 25 شخصا في الخارج.
وتبقى الإجراءات سارية المفعول مدّة 28 يوما وتسعى الحكومة لاحتواء انتشار الوباء. وتشمل الإجراءات المتشدّدة كذلك مراكز الرعاية الطويلة الأمد التي عادت حالات كوفيد-19 فيها إلى الارتفاع. ومنعت الحكومة الزيارات باستثناء تلك المعتبر رئيسيّة، بما فيها زيارة المساعدين المسعفين. كما أوقفت أذنات التغيّب عن العمل لأسباب شخصيّة واجتماعيّة وسمحت بالتغيّب لأسباب صحيّة دون سواها.
ويقول د. ناتان ستال من مركز سيناء للعلوم الصحيّة في تورونتو، Sinai Health، إنّه ينبغي ضمان أن تكون حماية الصحّة النفسيّة ورفاهية نزلاء هذه المراكز في الأولويّات. واليوم، دعا د. دافيد وليامز رئيس الخدمات الصحيّة في أونتاريو الأطفال المقيمين في المناطق الساخنة إلى عدم التنقّل من أجل جمع السكاكر في عيد الهالوين نهاية الشهر الجاري بسبب ارتفاع حالات كوفيد-19. ودعا إلى إيجاد طرق آمنة للاحتفال بالهالوين لتجنّب إلغاء الاحتفالات، وأشار إلى أنّ عدد النتائج الإيجابيّة في اختبارات الكشف عن الفيروس مرتفع هو الآخر.
وفي كيبيك، تظاهر صباح اليوم مئات الممرّضات و العاملين في القطاع الصحّي الأعضاء في اتّحاد مهنيّي الصحّة على مدخل جسر جاك كارتييه في مونتريال وقطعوا الطريق في الاتّجاهين، للمطالبة بتحسين ظروف عملهم. وأشاروا إلى أنّ ظروف العمل المرهقة في النظام الصحّي الكيبيكي تدفع بالعديد من الممرّضات والعاملين في القطاع الصحّي لأخذ إجازات مرضيّة أو التقاعد أو التوقّف عن العمل. وأعرب العديد منهم عن أسفهم لأنّ الحكومة تتجاهل مطالبهم في المفاوضات المستمرّة منذ ثلاثة أشهر. ويطالب عمّال الصحّة بنسبة أصغر من المرضى لكلّ من مقدّمي الرعاية، ويشيرون إلى أنّ عبء العمل والنقص المستمرّ في عدد العاملين في قطاع الصحّة يساهم في تردّي ظروف عملهم.
ويراهن اتّحاد مهنيّي الصحّة كما قالت رئيسته نانسي بيدار، على تفهّم الكيبييكيّين لمطالب العاملين بممارسة مهنتهم في ظروف إنسانيّة وآمنة، ويوجّهون نداء استغاثة لحكومة فرنسوا لوغو. وأشارت ممرّضة مشاركة في المظاهرة إلى الإرهاق وساعات العمل الإضافيّة المفروضة على الممرّضات منذ سنوات، ومضاعفاتها على صحّتهم النفسيّة.
وما زال عدد حالات كوفيد-19 مرتفعا في كيبيك منذ عدّة أسابيع، وتأرجح منذ أسبوع ما فوق الألف إصابة وما دونها في اليوم الواحد. وأفيد اليوم عن 1038 حالة كوفيد-19 و6 حالات وفاة، وعن خمس حالات استشفاء جديدة في كيبيك. وأفادت وزارة الصحّة الكيبيكيّة أنّه تمّ إجراء 21617 اختبار كشف عن الفيروس في السابع عشر من الشهر الجاري، ليبلغ إجمالي العدد 2822963 مليون اختبار. وتجاوز عدد حالات كوفيد-19 نهاية الأسبوع 2300 حالة، ما يفيد أنّ العدد لا يتراجع بعد ثلاثة أسابيع على إجراءات الوقاية الجيدة المتشدّدة التي أعلنتها حكومة فرانسوا لوغو. وتستمرّ الإجراءات حتّى الثامن والعشرين من الشهر الجاري، ومن غير المستبعد تمديد مهلة العمل بها إلى أبعد من هذا التاريخ.
وفي مانيتوبا، باشرت حكومة المقاطعة برئاسة برايان باليستر تطبيق الإجراءات المتشدّدة الجديدة في منطقة العاصمة وينبيغ، سعيا منها لاحتواء انتشار الفيروس. وتستمرّ الإجراءات طوال أسبوعين، وعمدت الحكومة إلى إغلاق الحانات، وصالات الكازينو ومرافق التسلية، وخفضت عدد التجمّعات إلى خمسة أشخاص. وشهدت المقاطعة ارتفاعا حادّا في عدد حالات كوفيد-19 الأسبوع الماضي، تجاوز يوميّا المئة حالة على مدى خمسة أيّام متتالية. وتراجع العدد إلى ما دون المئة حالة في اليوم منذ ثلاثة أيّام. وأعلنت الحكومة اليوم عن 80 حالة كوفيد-19 جديدة في المقاطعة، من بينها 51 حالة في منطقة وينيبيغ الكبرى. وفي المقاطعة منذ بداية الجائحة 3382 حالة كوفيد-19، من بينها 1597 حالة شفاء و 42 حالة وفاة. ويبلغ عدد سكّان مقاطعة مانيتوبا الواقعة في وسط الغرب الكندي 1،38 مليون نسمة.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)