أونتاريو: استمرار التوتّر بين الشرطة والسكّان الأصليّين في كاليدونيا
من إعداد مي أبو صعب
يستمرّ الخلاف في كاليدونيا في أونتاريو مع أبناء “سيكس نيشنز” Six Nations ،أكبر محميّات السكّان الأصليّين في كندا، الذين يعترضون على مشروع سكَنيّ يقام في المنطقة. ووقع خلاف أوّل أمس بين شرطة أونتاريو و متظاهرين من أبناء المحميّة بشأن شريط فيديو نشرته الشرطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويظهر في مقطع شريط الفيديو الذي يستمرّ دقيقة، رجل يقترب من سيّارة الشرطة وهو يحمل عصا لعبة لاكروس بيده ويصرخ “آن الأوان كي ترحلوا”، ويظهر أيضا شرطيّ يصف مشاهداته من خلال اتّصال يجريه من سيّارة الشرطة، حيث بدا أحد المتظاهرين وهو يضرب بالعصا على السيّارة، ويقذف آخر حجرا على زجاجها الأمامي ويحطّمه.
ودافع مفوّض الشرطة توماس كاريك عن سلوك عناصر الشرطة مشيرا إلى أنّ المتظاهرين “اتّهموها زورا” بأنّها كانت وراء تصعيد الخلاف. وغرّد المفوّض على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي مثنيا على ما وصفها بالاستجابة المتّزنة والمهنيّة لعناصر الشرطة للحفاظ على السلم وحماية الحياة في وقت كانوا يتعرّضون للهجوم. ووقعت الأسبوع الماضي مواجهات بين الشرطة وعدد من أبناء المحميّة الذين يحتلّون منذ ما يزيد على 3 أشهر موقع المشروع السكَنيّ الذي يقولون إنّه يتمّ إنشاؤه على أرض أجدادهم التقليديّة. ونصب عدد من أبناء المحميّة خيمة أمام مدخل المشروع السكَنيّ وأطلقوا عليه تسمية 1942 Land Back Lane . ووقعت المواجهات عقب إصدار المحكمة قرارا قضائيّا دائما للمطوِّر العقاري .
واتّهم المتظاهرون الشرطة بأنّها أفرطت في استخدام القوّة بحقّهم، وأشار سكايلر وليامز المتحدّث باسمهم إلى ما اعتبره مثالا آخر على أعمال العنف من قبل الشرطة بحقّ أشخاص يقومون فقط باحتلال أراضيهم التقليديّة. وأضاف مشيرا إلى “المحتوى الحقير” الذي نشرته الشرطة خارج السياق في مقطع شريط فيديو يستمرّ دقيقة واحدة. وقد حدث ذلك بعد أن أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي واستخدمت المسدّس الصاعق ضدّ أحد المتظاهرين كما قال سكايلر وليامز في مؤتمر صحفي أمس الإثنين.
“هناك تكتيك اعتدنا على رؤيته ليس من قبل شرطة تورونتو فحسب وإنّما أيضا من قبل الشرطة بالإجمال في كافّة أنحاء البلاد، خلال تعاملها مع الأشخاص الملوّنين. ولهذا السبب نجد حركة حياة السود مهمّة على ما هي عليه. ولهذا السبب تحدث مواجهات مع السكّان الأصليّين في مختلف أنحاء البلاد”: سكايلور وليامز المتحدّث باسم المتظاهرين من السكّان الأصليّين. وقد انتشر عناصر من شرطة أونتاريو في موقع المشروع السكنيّ بعد صدور الأمر القضائي، ووقعت مناوشات بينهم وبين المتظاهرين.
وقال سكايلر وليامز إنّ المنطقة لا يشملها الأمر القضائي، ودافع عن سلوك المتظاهرين الذين ظهروا في شريط الفيديو، بمن فيهم مسنّون. وقال دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو إنّ ما ظهر في شريط الفيديو “مقزّز ومؤسف “. ودعا فورد إلى عدم التعرّض للشرطة “لأنّها هنا لتدافع عنكم وتحمي القانون والنظام”، مضيفا أنّ الفوضى كانت تحلّ لو لم تكن لدينا شرطة.
“أريد أن أكون واضحا. لن أتسامح مع أيّ شكل من أشكال العنف. نحلّ مشاكلنا من خلال طاولة المفاوضات. لا نعتدي على الشرطة. لا نحرق أعمدة الكهرباء. لا نخرّب الطرقات. هذا غير مقبول”: دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو. وتابع دوغ فورد قائلا إنّ أبناء كاليدونيا رائعون بأغلبيّتهم العظمى، وهو دوما إلى جانبهم ويريد الدفاع عنهم، ولكنّه يتعيّن عليهم ضبط الذين منهم يتسبّبون بالمشاكل.
وأفاد مكتب وزير العلاقات مع السكّان الأصليّين كارولين بينيت في بيان أنّ الوزيرة بينيت تريد الاجتماع بأبناء المحميّة في أقرب وقت ممكن. وأضاف البيان بأنّ كندا “تقيّم علاقاتها مع أبناء أمّة “سيكس نايشنز” وتريد العمل بالتعاون معهم بشأن القضايا المتعلّقة بمطالبهم التاريخيّة وحقّ الأرض. ونشير أخيرا إلى أنّ مجلس أمّة “سيكس نيشنز” رفع دعوى قضائيّة عام 1995 ضدّ الحكومة الكنديّة وحكومة أونتاريو بشأن الأراضي المفقودة، ومن المقرّر أن يتمّ النظر فيها عام 2022.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا / سي بي سي/ راديو كندا الدولي)