من إعداد فادي الهاروني |
تسببت برامج الإغاثة التي أطلقتها الحكومة الفدرالية لمواجهة التبعات الاقتصادية لجائحة “كوفيد – 19” في توسيع العجز في الميزانية الفدرالية إلى 216,6 مليار دولار في الأشهر السبعة الأولى من الجائحة. وضربت الجائحة كندا في آذار (مارس) الفائت. ويستند هذا الرقم إلى الإنفاق بين نيسان (أبريل) وتشرين الأول (أكتوبر) ويقارَن بعجز بقيمة 9,1 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق.وفي آخر نشرة مالية أصدرتها يوم أمس الجمعة تعزو حكومة جوستان ترودو الليبرالية هذا الارتفاع إلى التدهور الحاد في الاقتصاد والإجراءات المؤقتة التي اتخذتها للحدّ من انتشار الجائحة ودعم الكنديين ومؤسساتهم.
وتقول الحكومة إنّ المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU – CERB) والإعانة الكندية الطارئة للأجور (SSUC – CEWS) والمساعدة الكندية الطارئة للإيجار التجاري (AUCLC – CECRA) وإجراءات دعم أُخرى جعلت نفقات الحكومة، من دون احتساب الخسائر الأكتوارية الصافية، ترتفع إلى 348,6 مليار دولار، أي أكثر بـ96,3% من نفقات الـ177,6 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وبلغت القيمة الإجمالية للتحويلات الرئيسية للأفراد، ومن ضمنها إعانات المسنين وإعانات البطالة، نحو 131,7 مليار دولار، بزيادة 132,5% عن الـ56,6 مليار دولار في العام السابق.
وارتفعت إعانات البطالة 287% لتبلغ 39,4 مليار دولار فيما كانت كندا كندا تتصدّى لارتفاع البطالة الناجم عن الجائحة وبعد إدخال تغييرات مؤقتة على برنامج إعانات البطالة.وفي سياق متصل قال اليوم رئيس الحكومة الفدرالية إنّ على المواطنين الذين تلقوا المساعدة الكندية لحالات الطوارئ دون أن يكونوا مستوفين شروطها ألّا يقلقوا فيما السنة تشارف نهايتها.
وقصد ترودو بهذا الكلام أن يًُطمئن هؤلاء الأشخاص الذين تطالبهم وكالة الدخل الكندية (CRA – ARC) بإعادة المبالغ التي وصلتهم وكانوا يستحقونها. “الناس الذين أخطأوا عن حسن نية، الذين ربما لم يكن يُفترض أن تصلهم تلك المبالغ، يجب ألّا يقلقوا بشأن غرامات أو فوائد مالية. سوف نعمل مع الجميع”، قال ترودو ردّاً على سؤال من أحد الصحفيينً. وبموجب كلام رئيس الحكومة سيتعيّن على وكالة الدخل انتظار العام المقبل، الذي يطلّ قريباً، من أجل مطالبة الناس بإعادة المال الذي لم يكن يحقّ لهم به. لكنّ المؤسسات التي استغلت الإعانة الكندية الطارئة للأجور، فقامت مثلاً بتقديم مكافآت مالية لرؤسائها وتوزيع أرباح مالية لحملة الأسهم، وكل ذلك من المال العام الذي وصلها كي تُبقي موظفيها في مناصبهم بالرغم من تراجع أعمالها بسبب الجائحة، فعليها، هي، أن تقلق، برأي ترودو.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)