من إعداد كوليت زينة ضرغام |
كان ينتظر أهل الأرض أن يأخذ الوباء إجازة ولو قصيرة ليُسمح لهم بالاحتفال بأكبر أعياد السنة، عيد الميلاد وعيد رأس السنة. ولكن مع بدء الموجة الثانية من الجائحة مطلع الخريف الماضي واستمرار استفحالها على مايبدو لفصل الشتاء القادم وربما للربيع والصيف من يدري…ضاعت الفرصة على معظم سكان العالم بالابتهاج وممارسة العادات والطقوس التي تعودوا عليها في عطلة الأعياد المطلّة. في كندا، دعت حكومات المقاطعات المحلية إلى الإغلاق الكامل والحجر ومُنعت التجمعات والزيارات خلال عطلة الأعياد خصوصا في المقاطعات الكبرى حيث يسجل ارتفاع يومي لعدد الإصابات بكوفيد-19 وعدد الوفيات.
إليكم في ما يلي نصائح الخبراء حول كيفية حماية عقلك وذهنك مع هذا الاضطراب في التقاليد.
يعرب الاختصاصي في علم النفس العيادي في جامعة كالغاري في مقاطعة البرتا في الغرب الكندي كيث دوبسون عن اعتقاده بأن على الكنديين إعادة التفكير في ما يمكن أن يتوقعوه للزمن الميلادي المقبل من أجل أن يتجنبوا الشعور بخيبة الأمل. لقد أنشأ البشر فكرة أن موسم الأعياد يجب أن يكون مميزًا. هذه السنة، على وجه الخصوص، نحتاج إلى أن نكون على دراية بتوّقعاتنا وأن نخفضها قليلاً، للأسف. تشير عالمة النفس كوني لوكلير من مدينة كالغاري إلى أن تدابير الحجر خلال العطلة ستكون صعبة بشكل خاص على العائلات الفرنكوفونية التي تشكل أقلية في المجتمع الانغلو فوني في البرتا. وينتظر هؤلاء المواطنون عادة بفارغ الصبر شهر ديسمبر من كل عام لرؤية أحبابهم في أجزاء أخرى من البلاد.
نحن بحاجة إلى التخطيط للأمور ومعرفة ما سيحدث، تتابع الاختصاصية في الطب النفسي، وهي الطريقة الوحيدة التي نسيطر بها على قلقنا. نحن الآن في انعدام تام للسيطرة. وعلينا أن نسعى إلى تحقيق طموحات صغيرة في حياتنا اليومية. عمليا، تقترح الخبيرة النفسية طرقا عدة لإضفاء البهجة في الحياة. مثل احتضان أفراد الأسرة الذين يعيشون معنا تحت سقف واحد، أو تشجيع مطعم محلي، أو السير في الهواء الطلق وتنشق الهواء النقي. ويتمسك كيث دوبسون، بهذه النصيحة الأخيرة بشكل خاص وينصح بالخروج في وضح النهار للتعرّض لأشعة الشمس وعندما يتعثر ذلك بسبب البرد ينصح الاختصاصي بالجلوس بجانب النوافذ. كذلك فإن الحفاظ على روتين ونظام غذائي صحي ومتوازن ودورة نوم جيدة هي أيضًا وصفات جيدة. ويضيف بأن “الرياضة البدنية ثلاث مرات في الاسبوع لمدة تتراوح بين 20 و40 دقيقة فقط كافية للتأثير إيجابيا على صحتنا العقلية”.
أطلق العنان من جديد لمواهبك في المطبخ
للنجاح في الحفاظ على المعنويات ورباطة الجأش في الأسابيع المقبلة، يقترح الاختصاصي النفسي دوبسون، الذي يعمل أيضا كباحث في لجنة الصحة العقلية في كندا، على إيجاد أنشطة توفر شعورا بالتكامل وتحقيق الإنجازات مثل العمل التطوعي أو ممارسة الرياضة أو الطبخ أو غيرها من هذه الأعمال البسيطة التي توفر شعورا بالاكتفاء والفرح. من جانبه ، يعوّل الأستاذ في جامعة ألبرتا ورئيس قسم الطب النفسي بالإنابة بيتر سيلفرستون على الإيجابية كل يوم لتجاوز الأوقات الصعبة. يقترح، على سبيل المثال، أن نطلب من الأشخاص الذين نتحدث معهم كل يوم أن يخبرونا عن شيء إيجابي واحد رأوه أو سمعوه في يومهم. لقد ثبت أن هذا الأمر يساعد، وكلما فعلنا ذلك كلما تمتعنا بصحة عقلية جيدة (الدكتور بيتر سيلفرستون).
كيث دوبسون يشجع المرء على الإصغاء للأصوات داخل أحشائه.
يقول: إذا أصبحت أكثر تشاؤما في الداخل ، فاحذر من ذلك. اسأل نفسك: هل تساعدني الأفكار السلبية؟ إذا كانت الإجابة لا ، فابحث عن طرق لتجنب هذه الأفكار أو إذا استفحلت هذه الأفكار، استشر أخصائيًا. على أي حال ، يجمع الخبراء الكنديون على الإيجابية التي نحققها بالبقاء على اتصال مع الأشخاص الذين تحبهم ، حتى لو كان ذلك بالوسائل الافتراضية.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)