من إعداد فادي الهاروني |
أعلنت حاكمة كندا العامة جولي باييت وسكرتيرتها أسونتا دي لورينزو استقالتهما من منصبيهما.
وجاء هذا القرار بعد إنجاز تقرير يدين مناخ العمل في “ريدو هول”، مقرّ الحاكمة العامة في العاصمة الفدرالية أوتاوا. كما أنه يعقب اجتماعاً بين باييت ورئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو مساء أمس، كما قال موقع راديو كندا.
وقالت صحيفة “ذي غلوب أند ميل” الواسعة الانتشار في كندا إنّ التقرير حول مناخ العمل في “ريدو هول” الذي أعدته شركة خاصة يتضمّن معلومات مؤذية جداً لصورة الحاكمة العامة. وكان مكتب المجلس الخاص (Privy Council Office) التابع للحكومة الفدرالية قد كلّف في تموز (يوليو) الفائت شركةً متخصصة في علاقات العمل بإعداد تقرير حول ممارسات العمل المُتّبعة من قبل الحاكمة العامة وسكرتيرتها مع موظفي مقرّ الحاكمة.
واتخذ مكتب المجلس الخاص قراره في أعقاب بثّ “سي بي سي”، القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية، تقريراً تحدث فيه أكثر من عشرة موظفين حاليين وسابقين في مقرّ الحاكمة عن ممارساتٍ مؤذية ومهينة وعلنية تقوم بها باييت بحقّ موظفيها. ولم يكشف التقرير عن أسماء الموظفين بطلب منهم. أمّا أسونتا دي لورينزو، سكرتيرة باييت وصديقتها منذ زمن طويل، فاتهمها الموظفون بممارسة الترهيب بحقهم.
وقالت باييت بعد يوميْن على إذاعة “سي بي سي” تقريرها إنها “قلقة جداً من التقارير الإعلامية” و”تأخذ بكثير من الجدية” موضوع التحرّش وسائر المسائل المتصلة بمناخ العمل وإنها مرتاحة جداً لقيام شركة متخصصة بتحقيق مستقلّ.
وبالإضافة إلى الادعاءات عن مناخ العمل الضار والمؤذي والتحرّش في مكان العمل تعرضت باييت لانتقادات بسبب إنفاقها مئات آلاف الدولارات من أموال دافعي الضرائب على أشغال لا تُعتبر أساسية في مقرّها العام عقب انتقالها إليه.
فقد أنفقت 257.500 دولار على مشروعيْن يهدفان لتحصين حياتها الخاصة في مقرّها العام، أحدهما بناءُ سلّم خاص بها. وجرى التخلي عن هذا المشروع خلال أعمال التنفيذ بعد أن كانت تكلفة أشغاله قد بلغت 140.000 دولار.
وبموجب الدستور الكندي يُمثّل حاكمُ كندا العام عاهلَ المملكة المتحدة، الذي هو أيضاً عاهل كندا ورئيس الدولة فيها، أي الملكة إليزابيث الثانية منذ عام 1952.
والحاكم العام ذو مهام فخرية بشكل رئيسي، يختاره الملك بناءً على توصية من رئيس الحكومة الكندية، ومدة ولايته خمس سنوات، ويمكن لرئيس الحكومة الطلب من الملك تمديدها.
وأصبحت باييت حاكمةً عامة لكندا في تشرين الأول (أكتوبر) 2017 خلفاً لديفيد جونسون وبناءً على طلبٍ من رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو خلال ولايته الأولى.
وتبلغ باييت السابعة والخمسين من عمرها وهي رائدة فضاء سابقة ومهندسة متخصصة في مجال الكهرباء وعلوم الحاسوب، وكانت ثاني امرأة كندية تقوم برحلة فضائية. وقامت باييت برحلتها الأولى عام 1999 على متن مكّوك الفضاء الأميركي “ديسكفري”.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)