You are currently viewing هل يندملُ جراحُ “سعيد” الناجي من الهجوم على مسجد كيبيك الكبير؟

هل يندملُ جراحُ “سعيد” الناجي من الهجوم على مسجد كيبيك الكبير؟

في مثل هذا اليوم، قبل خمس سنوات، في 29 يناير 2017 وقع الهجوم الدامي على مسجد كيبيك الكبير.

الناجي من الاعتداء المسلح على مسجد كيبيك الكبير أيمن دربلي برفقة ابنه، متسلما وسام المواطنة في العام 2019.

الصورة: RADIO-CANADA

 

RCI

بعد خمس سنوات على وقوع الهجوم على مسجد كيبيك الكبير، يعرفنا الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية ألكسندر دوفال إلى ما آلت إليه حياة سعيد، أحد الناجين.

الانتقال من المكان المُثقل بالألم والدم، دفن الذاكرة القديمة ومحاولة نسيان ما جرى، وضع كل الصور المؤلمة البشعة في خزانة الماضي وإعادة كتابة القصة من جديد؛ كان الخيار الأمثل لأحد الناجين من الاعتداء المسلّح على مسجد كيبيك الكبير التابع للمركز الثقافي الإسلامي في كيبيك قبل خمس سنوات، في مثل هذا اليوم 29 كانون الثاني / يناير 2017.

مغادرة أراضي كيبيك والعيش في مكان آخر كان الخيار الأمثل لـ سعيد ليستعيد بعضا من راحة البال ويُعيد بناء ذاته. يلّخص الصحافي في هيئة الإذاعة الكندية ألكسندر دوفال وضع سعيد اليوم بالقول: إنه بخير، وهو بنفسه من يؤكد ذلك.

يسرد كاتب المقال على موقع هيئة الإذاعة الكندية (نافذة جديدة) بأن الرجل الضخم البالغ اليوم 44 عاما استقر مع زوجته وأولاده الأربعة في مدينة لندن في مقاطعة أونتاريو مطلع العام 2020. وقد استأنف سعيد العمل ليس كسائق أجرة وإنما في صناعة النقل بالشاحنات.

النواب في برلمان كيبيك يقفون دقيقة صمت يوم 7 شباط / فبراير 2017 غداة وقوع الهجوم المسلح على مسجد كيبيك عن أرواح الضحايا.

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / JACQUES BOISSINOT

لم يحقق سعيد بعد التعافي الكامل من الجراح ولا يمكن القول إن كل أموره تمام. فهو طلب من الصحافي عدم ذكر كنيته وعدم نشر صوره. وعزا ذلك إلى أن زوجته وأولاده يريدون المزيد من الخصوصية.

في الجراح لم أكن لوحدي، شاركتني فيه زوجتي وأولادي أيضا. وربما جراحهم هم أكثر نتوءا، لذلك أنا أفعل ذلك من أجلهمنقلا عن سعيد، أحد الناجين من الهجوم على مسجد كيبيك الكبير.

حتى لو كانت صحته جيدة، لا يزال سعيد يعاني من بعض المشاكل المتعلقة بالرصاصتين اللتين أصيب بهما في البطن والركبة أثناء الاعتداء المسلح.

هنا أيضا في لندن-أونتاريو المدينة التي اختار سعيد العيش فيها، قتلت عائلة مسلمة في هجوم دهس في حزيران / يونيو الماضي، حيث صدم سائق خمسة أشخاص من عائلة واحدة. حادثة صادمة تدفع إلى التفكير وإلى إيقاظ الجراح، على حد تعبير سعيد.

لم يساورني شك مطلقا بأن حادثة كيبيك يمكن أن تتكرر أيضا في لندن-أونتاريو. فإن العنصرية الممنهجة لدى الأفراد موجودة في كل أنحاء البلاد من المحيط الهادي إلى الأطلسي.نقلا عن سعيد الناجي من الهجوم على مسجد كيبيك الكبير.

يدرك المتحدث أن تصريحاته قد تزعج أهل كيبيك. ولكن علاج المرض يقضي بالتحدّث عنه بكل صراحة. ويتابع سعيد بأن على عكس أهل كيبيك، فإن أهل أونتاريو ليسوا مرضى من المسلمين، ويقصد بذلك أن أهل أونتاريو منفتحون على أبناء الجالية المسلمة.

عندما تفتح صفحات الأخبار هنا في لندن-أونتاريو، فإنه لا يجري الحديث كل ساعة عن مشاكل المسلمين. ليس هناك معلقون مثلما هي الحال في كيبيك، الذين لا شغل لهم سوى مراقبة المسلمين والحديث عن أسلوب حياتهم.

تجدر الإشارة إلى أن سعيد وصل إلى كيبيك مطلع الألفية الثانية. وعايش فترةلجنة بوشار-تايلور (نافذة جديدة) وميثاق القيم للحزب الكيبيكي وأخيرا القانون الرقم 21 حول علمانية الدولة (نافذة جديدة) الذي أقرته حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك الحالية.

نصب تذكاري لذكرى ضحايا الهجوم على مسجد كيبيك الكبير وقد كتبت عليه عبارة للفيلسوف اللبناني جبران خليل جبران باللغتين الفرنسية والعربية تقول: قد لا يبلغ المرء الفجر إلا عن طريق الليل. La cérémonie se déroulera à l’extérieur du Centre culturel islamique de Québec, où un monument en mémoire aux victimes a été érigé au cours des dernières années.

الصورة: RADIO-CANADA

ما اسم البلد الذي تأتي منه؟

ضاق سعيد، الذي غادر المغرب منذ قرابة الـ20 عاما، ذرعا بالناس الذين يسألونه عن أصوله عندما يستقلون سيارة الأجرة التي يعمل عليها. علما أنه كان يعمل كسائق أجرة عندما كان يعيش في مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك.

يقول سعيد بأنه على الرغم من أن هذا السؤال ينم عن الفضولية عند بعض الأشخاص، إلا أنه أيضا أول سؤال يستخدمه الأفراد الذين يكنون العداء للإسلام لإبداء تعليقات مهينة.

لقد سئمت من ذلك.نقلا عن سعيد الناجي من الاعتداء المسلح على مسجد كيبيك الكبير.

يقول سعيد بأن هناك عنصرية وكراهية للإسلام في أونتاريو أيضا، ولكن سكان هذه المقاطعة هم أكثر تنوعا مما يغيّر الدينامية على أساس يومي.

تجدر الإشارة إلى أن حالة سعيد تشكل استثناءً للقاعدة. إذ إن غالبية الناجين من الهجوم على المسجد الكبير في كيبيك وعائلاتهم لا يزالون يعيشون في كيبيك. ويشارك العديد منهم في مراسم إحياء ذكرى الهجوم التي تجري اليوم في مكان وقوعه.

إعادة الوصل مع كيبيك؟

على الرغم من أنه لم يعد مقيمًا في كيبيك، إلا أن سعيد يتمنى الأفضل للمدينة التي رحبت به منذ أكثر من 20 عامًا.

تزدان مدينة كيبيك بالجمال. تحدثنا عن الجوانب السيئة ولكني لا أسقط الجوانب الجيدة. إنها مدينة جميلة وفيها أناس طيبون.آمل في أن تبادر كيبيك إلى المزيد من الانفتاح وأن تبدأ في صنع السلام مع الثقافات الأخرى، وخاصة مع الجاليات المسلمة، والبدء بفتح صفحة جديدة.نقلا عن سعيد الناجي من الهجوم المسلح على مسجد كيبيك الكبير.

في ختام المقابلة لا يغلق سعيد الباب على العودة إلى كيبيك ويقول إن لديه عائلة زوجته هناك واحتمال العودة موجود دائما.

(تقرير للصحافي في هيئة الإذاعة الكندية ألكسندر دوفال، أعدته وترجمته كوليت ضرغام)

اترك تعليقاً