صادف يوم أول أمس الثلاثاء في 15 آذار/مارس، مرور 11 عاما على اندلاع الحرب الأهلية السورية. وتقول منظمة الأمم المتحدة إنه لا تزال سوريا في الطليعة لناحية تعرّضهالأضخم أزمة نزوح (نافذة جديدة) في العالم.
جوزف شيبان الكندي اللبناني مع زوجته زينب علي التي دخلت كلاجئة سورية إلى البلاد تحيي الحرب في أوكرانيا فيهما ذكريات أليمة عاشاها في بلديهما.
الصورة: RADIO-CANADA / JEFF STAPLETON
RCI
مشاهد نزوح الأوكرانيين أعادت إلى أذهان اللاجئين السوريين في مانيتوبا ما عاشوه هم عندما فرّوا من الحرب واختاروا كندا ملاذا.
بعد مرور أكثر من عقد كامل على بداية الحرب في سوريا، يتذكر الكثيرون من أبناء الجالية السورية في مانيتوبا بألم كبير، آثار الحرب عند مشاهدتهم لما يجري في أوكرانيا بعد العدوان الروسي عليها.
في عاصمة مقاطعة وينيبيغ في وسط الغرب الكندي التقت هيئة الإذاعة الكندية جوزيف شيبان الذي وصل إلى كندا عام 1988 كلاجئ لبناني. يمتلك الآن شيبان محال لبيع آيس كريم مع زوجته زينب علي، من أصل سوري.
يؤكد المتحدث الكندي اللبناني على صفة الود التي يتميز بها أهل المدينة الواقعة في إحدى مقاطعات البراري.
يسرد جوزف شيبان كيف أن سكان وينيبيغ لم يترددوا لحظة واحدة عندما طلب منهم المساعدة لإحضار عائلة زوجته، من اللاجئين السوريين إلى وينيبيغ. كان يكفي أن أقول إن عائلة زوجتي بحاجة إلى مساعدة لتهّب المساعدة من كل صوب.
لقد ساهم أهل وينيبيغ باستقدام ثلاث عائلات سورية إلى كندا، بإجمالي 13 شخصًا، وجمعوا أكثر من 150 ألف دولار لهم. يتهيأ لك بأنك تشاهد ملائكة السماوات، يؤكد جوزيف شيبان.
وعندما سئل عن رد فعل زوجته على تدفق اللاجئين الأوكرانيين إلى كندا، حبس المتحدث دموعه.
تعود الذكريات الأليمة، آمل ألا يحدث في أوكرانيا ما حدث في الحرب في سوريا.نقلا عن جوزيف شيبان، لاجئ لبناني زوجته من أصل سوري
بدورها تقول اللاجئة السورية ميسون درويش (نافذة جديدة)، المنسقة في برنامج الهجرة وإعادة التوطين في لجنة المينونايت المركزية في مانيتوبا، إن بداية الغزو الأوكراني كانت مؤلمة للمجتمع السوري في المدينة الكندية، ويدين هذا الأخير بشدة الغزو الروسي لأوكرانيا.
عندما شاهدت صوراً للمدنيين في أوكرانيا تحت القصف، كان الأمر مؤلمًا للغاية، على حد قولها. وترى هذه المتحدثة أنه كما اليد الروسية ملطخة بالدماء السورية، فهم يفعلون الشيء نفسه في أوكرانيا.
اللاجئة السورية ميسون درويش تاسف لما يعيشه الأوكرانيون اليوم في مشاهد تذكر كثيرا بما عاشته هي في سوريا.
الصورة: RADIO-CANADA / JEFF STAPLETON
الجالية السورية حققت التأقلم في مجتمعها الكندي
تعرب ميسون درويش عن اعتقادها بأن الجالية السورية تجاوزت مرحلة الخوف والارتباك الذي يشعر به الواصلون الجدد لتتشكل لديها المرونة والامتنان.
أحب دائمًا استخدام عبارة الأمل باعتبارها الكلمة التي تمثل ما يشعر به السوريون ويختبرونه يوميًا.نقلا عن المنسقة في برنامج الهجرة وإعادة التوطين في لجنة المينونايت المركزية في مانيتوبا ميسون درويش
وحيّت المتحدثة اندماج اللاجئين السوريين في مانيتوبا، مشيرة إلى أن الكثير منهم ممن كانوا أطفالاً يوم وصلوا إلى البلاد منذ العام 2015، أصبحوا اليوم بالغين ويواصلون دراستهم. كما يدرس السوريون اللغة الانجليزية وهم استخرجوا تصريحات القيادة في كندا كما امتلك عدد كبير منهم منزلا أو شقة سكنية.
بالنسبة للسوريين في مانيتوبا، كندا هو وطنهم الآن. هذه هي وجهتهم، وقد استقروا هنا.نقلا عن السيدة ميسون درويش
في سياق متصل، أعلنت روسيا أمس، عن وجود عدد قليل من الممرات الإنسانية للسماح للمدنيين بالفرار من أوكرانيا اعتبارًا من يوم الاثنين المقبل، على الرغم من أن طرق الهروب أدت بشكل أساسي إلى روسيا وحليفتها بيلاروسيا، مما أثار انتقادات من أوكرانيا.
في غضون ذلك ، واصلت القوات الروسية قصف المدن الأوكرانية، بما في ذلك ميكولايف، جنوب العاصمة كييف، مما يشير إلى أن الوضع ذاهب الى التصعيد.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية. إعداد وترجمة كوليت ضرغام)