يواكب الزميل المحرر الصحافي في إذاعة صوت رومانيا العالمي بشار القيشاوي تداعيات الغزو الروسي على الجارة الجنوبية لأوكرانيا.
الصورة: CAPTURE D’ÉCRAN
RCI
يتواصل الغزو الروسي على أوكرانيا الذي يدخل أسبوعه الثالث، وتضطلع الجارة الجنوبية بوخاريست بدور إنساني سبّاق.
تجاوز عدد اللاجئين الذين فروا من اوكرانيا منذ الغزو الذي شنه الجيش الروسي في 24 شباط / فبراير الماضي الـ مليوني شخص مطلع هذا الأسبوع، بحسب الموقع الإلكتروني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تحصي عددهم.
هذا وقام جراندي بزيارة إلى رومانيا ومولدوفا وبولندا، وهي ثلاث من البلدان المتاخمة لأوكرانيا والتي تستضيف معظم الأشخاص الذين فروا من بلادهم بعد الغزو. وقد أشاد غراندي بالترحيب النموذجي الذي قدمته هذه الدول الثلاثخلال مؤتمر صحفي عقده في أوسلو. (نافذة جديدة)
المحرر الصحافي في إذاعة صوت رومانيا العالمي بشّار القيشاوي يقول لمذياع القسم العربي لراديو كندا الدولي إن وتيرة تدفق اللاجئين شهدت تراجعا اليوم بالمقارنة مع الأيام السابقة. وكانت رومانيا استقبلت في اليوم الأول من الغزو الروسي 5 آلاف لاجئ وفي اليوم الثاني عشرة آلاف. ليصل إجمالي عدد النازحين الأوكرانيين الذين اجتازوا الحدود مع الجارة الأوروبية الشرقية حوالي 360 ألف شخص بينهم أكثر من 235 ألفا غادروا إلى بلدان أخرى. ليستقر في رومانيا بحدود 100 ألف لاجئ أوكراني.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?
Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?
لهذه الأسباب تقف بوخارست إلى جانب أوكرانيا
يعدد محدثي أسبابا عديدة تدفع بوخارست إلى مناصرة كييف والوقوف إلى جانبها.
حسن الجوار سبب رئيسي، إذ إن رومانيا هي الدولة التي لها أطول حدود مشتركة مع أوكرانيا، تصل إلى نحو 600 كيلومتر.
أضف إلى ذلك أنه توجد في أوكرانيا ثلاث محافظات كانت تابعة لرومانيا سابقا قبل تأسيس الاتحاد السوفياتي. وتقطن في هذه المحافظات إلى اليوم أقلية رومانية يناهز عددها الـ 400 ألف شخص. وهذه صلّة وثيقة تربط بين البلدين. كما توجد في شمال رومانيا أقلية أوكرانية تتحدث بلغتها الأم.
يضاف أن رومانيا وإن كانت دولة أوروبية شرقية إلا أنها عبر تاريخها أقامت تحالفات مع الغرب كما في الحرب العالمية الثانية.
علاوة على كل ذلك، فإن رومانيا معروفة بمواقفها الإنسانية وبمدّها يد المساعدة لكافة جيرانها. فالشعب الروماني طيب ومحبّ للسلام.نقلا عن المحرر في إذاعة صوت رومانيا العالمي بشار القيشاوي
اتقان بشار القيشاوي للغة الرومانية والتحدث بها بطلاقة أكسبه ود الشعب الروماني أكثر فأكثر وخوّله دخول أثير إذاعة رومانية محلية ليقدم كبسولات إذاعية طبية باللغة الرومانية. هذا لأنه طبيب متخصص بالأمراض الجلدية من جامعة بوخارست.
الصورة: BASHAR-AL-KISHAWI
ينقل الصحافي الروماني من أصل فلسطيني أن بوخارست أعلنت اليوم عن أول قافلة مساعدات دولية تتجه إلى أوكرانيا عبر الحدود الرومانية. علما أن بوخارست تفّردت بإرسال عدة قوافل مساعدات إلى أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي.
ومن المنتظر أن يبدأ قريبا تشغيل مركز لوجيستي في مدينة سيريت التي تقع شمال شرق رومانيا على الحدود مع أوكرانيا.
ويضطلع المركز الجديد بجمع وتنسيق وتوزيع كل المساعدات الدولية التي تصل إلى رومانيا ولا ترسل إلى أوكرانيا فحسب بل إنما أيضا إلى جمهورية مولدوفا الواقعة بين كييف وبوخارست والتي تعاني بدورها من تدفق كبير للاجئين على أراضيها.
لعل الدول التي كانت تابعة للامبراطورية السوفياتية، أو المعسكر الشرقي تنظر إلى روسيا بحذر وخوف من أن يعيد التاريخ ذاته، يقول محدثي.نقلا عن بشار القيشاوي
قبل انضمام رومانيا إلى عضوية الناتو عام 2004، كانت تربط روسيا ورومانيا علاقة حسن جوار ولكن بعد ذلك توترت العلاقات بين البلدين. خصوصا أن سيد الكرملين طالب بخروج رومانيا ودول من شرق أوروبا أخرى من عضوية الناتو.
إلا أن الرئيس الروماني كرر التأكيد بأن بلده تحت مظلّة أقوى تحالف سياسي عسكري في التاريخ وتحت حمايته ولن يتخلى عن عضويته فيه.
في سياق متصل، كان استطلاع للرأي أجري مؤخرا، أكد أن أكثر من 70% من الشعب الروماني يؤيد عضوية بلاده في حلف الناتو ولا يريد خروجها منه.
يقص علينا الصحافي في القسم العربي لراديو رومانيا الدوليأن الشعب الروماني قال يوم دخلت بلاده في الناتو بأن هذا الحدث كانوا ينتظرون حدوثه قبل خمسين عاما، مهّللين بعودة بوخارست إلى تحالفاتها السابقة مع الغرب.
الشارع الروماني كان أول من تعاطف مع الشعب الأوكراني. عندما بدأ يصل تباعا المواطنون الأوكرانيون الفارون من بلادهم عبر أكثر من 19 نقطة عبور حدودية بين البلدين، سارع أهل رومانيا إلى استقبالهم مقدمين لهم الطعام والشراب واللبس الدافئ كما استضافوهم في منازلهم. وأكثر من ذلك وفروا لهم وسائل النقل وشحنوا لهم هواتفهم بالأرصدة ليتحدثوا مع أهلهم.
يصف محدثي وصول الرومانيين من خارج المناطق الحدودية لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين أيضا.
نظّمت السلطات الرومانية حملات تبرع بالدم بهدف إرسالها للمصابين والجرحى في أوكرانيا. كما أعلن وزير الدفاع الروماني عن استعداد كافة المستشفيات العسكرية التابعة للوزارة لاستقبال الجرحى وعلاجهم في رومانيا.
سافرت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، إلى رومانيا في 7 مارس 2022 للقاء نظيرها الروماني، بوجدان أوريسك. وشكرت بشكل خاص الجانب الروماني على جهوده لحماية جميع الذين أجبروا على مغادرة أوكرانيا بسبب العدوان العسكري الروسي ، بما في ذلك 600 مواطن كندي عبروا الأراضي الرومانية بأمان.
الصورة: ASSOCIATED PRESS / ALEXANDRU DOBRE
الاتحاد الأوروبي يتعهد بـ 50 مليون يورو ورومانيا ليست لوحدها في مواجهة التحديات
ثمّن محدثي الزيارة التي قامت بها مؤخرا وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إلى رومانيا. كما خصص الاتحاد الأوروبي مساعدة بقيمة 50 مليون يورو تصل إلى رومانيا لمساعدتها في دعمها للاجئين الأوكرانيين.
أولاد اللاجئين الأوكرانيين من تلامذة المدارس التحقوا فعلا بالمدارس في رومانيا وتم استدعاء اساتذة متقاعدين للمشاركة في التدريس أيضا، علما أن هؤلاء الأطفال سيتلقون الدروس بلغتهم الأم التي تدرسها المدارس الواقعة شمال البلاد.
هذا وسمحت السلطات الرومانية للاجئين بالالتحاق بسوق العمل دون الحصول على ترخيص مسبق.
في هذا الإطار يؤكد المحرر في راديو رومانيا الدولي بأن اليد العاملة الأوكرانية تأتي في وقت تحتاجها فيه بوخارست. فهذه الأخيرة شهدت رومانيا في السنوات الماضية نزوح شبابها إلى بلدان أوروبية غربية عدة خصوصا بعد دخول رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2007. وقبل الجائحة عانت رومانيا من نقص في اليد العاملة خصوصا أن الاقتصاد الروماني توّسع مع وصول شركات أجنبية إلى السوق المحلية وبداية الاستثمارات الخارجية.
عبر محدثي عن اندهاشه بما رأى وما سمع من رعايا الدول العربية التي لقيت حفاوة استقبال وترحيب حار بها في رومانيا.
التقى بشار القيشاوي الرعايا اللبنانيين والفلسطينيين الذين قدموا من أوكرانيا.
استقبل رجل الأعمال الروماني اللبناني محمد مراد الرعايا اللبنانيين في سلسلة فنادقه في رومانيا على نفقته الخاصة وأمّن لهم الوصول إلى المطار وحتى تكاليف بطاقات السفر، لأن غالبيتهم من الطلاب الجامعيين في أوكرانيا.
كذلك أفادت الرعايا الفلسطينية من مساعدة رجل الأعمال اللبناني وقدمت لهم حسومات كبيرة على خدمات الفندق، وصلت إلى أكثر من 60%.
روايات كثيرة نقلها الشباب العربي القادم من أوكرانيا الذي عبر عن اندهاشه بالالتفاتة الكريمة والطيبة للشعب الروماني. وفّر لهم الطعام والشراب وشرائح الهاتف النقال المشحونة مسبقا بدقائق وانترنيت، لكي يتواصلوا مع أهلهم و سفارات بلدانهم، كما وفروا لهم المنامة مع التدفئة لأن الجو كان باردا وبعد ذلك ساعدوهم لاستقلال الحافلة أو القطار.
بكى طالب فلسطيني فار من أوكرانيا من شدة التأثر، بعد أن رفض سائق التاكسي الروماني أخذ أجرته منهنقلا عن بشار القيشاوي
الفنان الفلسطيني جمال النجار في مطار بوخارست الدولي يودع مجموعة من الطلاب الفلسطينيين الذين عبروا الحدود من أوكرانيا إلى رومانيا، متجهين إلى القاهرة ومنها إلى قطاع غزة.
الصورة: BASHAR AL-KISHAWI
وعن تجربة شخصية لمن أمضى في رومانيا نحو ثلاثين عاما، يقول بشار القيشاوي قد يصدم الكثيرون بقرب طبائع الشعب الروماني من طبائع أبناء المنطقة العربية. يرحب الروماني بالغريب ويحتضنه.
أعرب بشار القيشاوي الذي دخل من الطب إلى الصحافة في العام 2007 في رومانيا، عن اعتقاده بأن روسيا لن تغامر وتتوسع في غزوها باتجاه بلدان أوروبية أخرى.
إن لروسيا مصالح في أوكرانيا وهي تحاول تحقيقها متوقفة عند هذا الحد.ستبقى رومانيا بلدا آمنا ولن يتوسع الغزو الروسي إليها.نقلا عن المحرر في القسم العربي لراديو رومانيا الدولي بشار القيشاوي
حصلت عبر التاريخ مناوشات بين روسيا ورومانيا ولكنها لم تتطور أكثر. رومانيا معروفة بأنها دولة مسالمة ولا تشجع الصدامات والصراعات بل لها باع طويل في المشاركة بالحلول السلمية كما حصل خلال الفترة الشيوعية حيث قامت بالوساطة بين الدول لتجنب أي نزاع محتمل. كذلك لعبت رومانيا قبل اتفاق أوسلو دورا هاما في المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، وجمعتهما للتفاوض بشكل يضمن للفلسطينيين حقوقهم.
يندرج هذا اللقاء مع الزميل بشار القيشاوي في سلسلة اللقاءات التي يجريها الصحافيون في راديو كندا الدولي مع الإذاعات الشريكة في أوروبا حول تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية، راديو كندا الدولي. إعداد كوليت ضرغام)