م د. أميمة السيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختى العزيزة أنا أعمل فى الخارج وأسرتى فى مصر خلال الإجازة الأخيرة كانت زوجتى مريضة فقام احد زملائها فى العمل بالاتصال بها يسأل عليها فكانت مشغلة الاسبيكر بتاع التلفون بالصدفة وانا كنت فى الصالة وهى فى اوضة النوم فسمعته بيدلعها ويقولها عاملة ايه يا حبيبى دلوقت فهى قفلت الاسبيكر بسرعة لكن الكلمة وقعت عليه كالصاعقة مرضتش أقولها اى حاجة فانا رحت منزل برنامج تسجيل مكالمات عندها من غير ما تعرف فتكرر الاتصال من نقس الشخص اكثر من مرة وفى مرة قالها هو جوزك ما قلش ادبو معاكى ولا ايه بدون اى رد فعل من جانبها طبعا انا استنيت لما راقت من المرض وواجهتها بالتسجيلات حلفت بالمصحف ان مافيش بينها وبينه حاجة وانها ماخدتش بالها من الكلام ووعدتنى انها مش هتكلمه تانى وهتلغى كل ارقام زملائها من عالتليفون طبعا انا مرضتش اكبر الموضوع عشان الاولاد وسافرت لكن الشك هيقتلنى مش عارف اعمل ايه قوليلى ايه الحل اطلقها ولا اعمل ايه؟
(الرد)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
سيدى..رغم أننى أقوم بالرد عليك وأنا حزينة وتعترينى الهموم والشفقة علي ما أل إليه حال مجتمعنا حالياً، إلا أنك ربما تفاجأ أنت وقرائي الغاليين بردى عليك، ولكن للأسف مشكلتك هذه أو ما يشابهها تتكررعليّ يومياً العشرات منها تقريباً، سواء من خلال الرسائل على بريد الباب هنا، أو من خلال زيارات المركز الخاص بي حيث يأتى الزوج منهار تماماً، فإننى أري أن الاختلاط الزائد عن الحد بين الرجال والنساء بدون وضع حدود للمعاملات اليومية هو السبب الرئيس لذلك، سواء كان الاختلاط من خلال العمل أو الدراسة أو مواقع التواصل الاجتماعي..
وزوجتك بالطبع أخطأت خطأً جسيماً، ولابد من وقفة حازمة معها، فلقد أخطأت عندما لم تضع حداً لمعاملاتها مع زميلها هذا، وأخطأت حينما سكتت عن كلماته الغير لائقة معها، لدرجة شجعته أن يرمي لها بكلمات بذيئة في لب خصوصياتها معك كزوج..يا سيدى للأسف لقد ظهر وتفاقم هذا الأسلوب في الكلام بين الزملاء والزميلات بمفهوم خاطيء تمامااااا، كنوع من المودة الطيبة بينهما كأخوة، وهذا أمر مرفوض على الإطلاق ولكنه بالفعل انتشر، و بعض النساء بسبب تربيتهن الزائدة تخجل أن تُحرج من أمامها لدرجة تجعله إما يفهم خطأ عنها أو تشجعه على الاستظراف حد السأم وقلة الحياء، ويبدو أن زوجتك من هذه النوعية، والدليل أنها لم ترد عليه أصلاً سواء بالسلب أو بالإيجاب، رغم أن هذه النوعية من الزملاء لابد وأن يكون الرد عليها تحذيرى ثم عنيف بالأخلاق وإن استدعى الأمر بلا أخلاق، ولكن زوجتك للأسف تفتقر إلى هذا الأسلوب وفقه المعاملات..
فيجب أن تراعي هذا ولا تطلقها، وإننى أقولها لك على مسؤوليتى: رغم أننى لا أعرفك ولا أعرف زوجتك، إلا أننى أستبعد تماماً أنها علي علاقة خبيثة أو أثمة والعياذ بالله بهذا الزميل غير المحترم، فمن خلال خبرتى لسنوات طويلة جدا في هذا الشأن أؤكد لك كلامي، قالزوجة الخائنة والعياذ بالله لا تتصرف أبداً بهذا الشكل، ولا تكون حريصة على مشاعر زوجها وإرضاءه كما فعلت زوجتك، الخائنة لن تجدها ترد أصلاً على مكالمة عشيقها في وجود زوجها، وغالبا تخبره بالمواعيد المناسبة للتحدث معه ولا ترد بتشغيل الاسبيكر في مكالمة، صدقنى فلقد ورد على الكثير والكثير من هذه المشكلات وغيرها من مشاكل وقضايا الخيانات الزوجية، وأستطيع بكل سهولة أن أفرق بين الزوجة الخائنة والمستقيمة وغيرهن من النوعيات التى لا داعي لسرد تحليل شخصيتها وتفنيدها،
ولذلك أنصحك بألا تنساق وراء شيطانك والعياذ بالله وتظل في كرب من تصرفها أو تطلقها بسبب نصيحة شخص غير متخصص سواء صديق لك أو قريب أو غيره! ولكن يجب أن تضع لها حدوداً حاسمة في المعاملات مع الجنس الأخر في أى مكان، وعليها أن تتعلم كيف ترد على كل شخص وتوقفه عند حده في التعامل معها حتى لو كانت ستخسره أو ستخسر عملها كونه رئيسها مثلاً، فأولى بها أن تحافظ على سمعتها وتحترم زوجها في غيابه (وهذا الكلام موجه لكل سيدة وفتاة تقرأ الموضوع).. كما أننى أنصحك بضرورة إقامتكم معا أنت وزوجتك والأولاد سواء معك وهى تتنازل عن عملها أو العكس..ولا تغفل أبداً في خضم انشغالك وعملك ومسؤولياتك أنها أنثي، وهى حبيبتك وزوجتك التى تحتاج منك إلى كلمات الغزل والحب والاحتضان والاحتواء، فلا تتطلق سراح أذنيها تستمع لحلو الكلام من غيرك فربما تتقبله، وهذا دورك فلا تقصر سواء مقيم معهم أو مسافر..
وأنا لا أنادى بالمنع المطلق، فالظروف الحالية والمتغيرات الحتمية فرضت هذا الاختلاط وهذه الأجواء، ولكن ما أنادى به هى الحدود، ومراعاة شرع الله، وأن لكل مقام مقال ولكل مكان حرمته، وعلى أولى الأمر والأزواج وكذلك الزوجات، أن يتفهموا طبيعة المراحل التى نعيشها، وأن يوجهوا من يرعونهم بشكل سليم ومنطقى وما هو متاح تنفيذه، فإذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع، فلا المنع التام يأتى بنتائج جيدة ولا فتح أبواب الفتنة على مصراعيها مقبول شرعاً ولا عرفاً ولا أخلاقياً..هدانا الله وإياكم إلى سبل الرشاد والتوفيق لكل خير.