أعضاء من وفد الخلاسيين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان اليوم قُبيْل لقائهم البابا فرنسيس لمناقشة قضية المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا.
الصورة: RADIO-CANADA / MARIE-LAURE JOSSELIN
RCI
’’جئنا من أجل الحقيقة والمصالحة والشفاء (…) والبابا ردّد ’حقيقة ومصالحة وشفاء‘. وأنا أعتبر هذا بمثابة التزام‘‘. هكذا لخصت رئيسة التجمع الوطني للخلاسيين (RNM – MNC)، كاسيدي كارون، الاجتماع الأول في الفاتيكان اليوم بين الناجين من المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا ورئيس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس.
وعند خروجها من الاجتماع الصباحي الذي دام ساعة، كانت كارون برفقة عازفي كمان تقليدي من الخلاسيين وناجين من المدارس الداخلية وخلاسيين آخرين.
والموسيقى شديدة الأهمية في ثقافة الخلاسيين، كما شرح العديد منهم لماري لور جوسلان، مراسلة راديو كندا التي تقوم بتغطية هذه الزيارة.
واستمع البابا مدة ساعة إلى 10 مندوبين من الخلاسيين. وروى ثلاثة ناجين من المدارس الداخلية للسكان الأصليين قصتهم، وهم أنجي كريرار، عمرها 85 عاماً، وإينيه آن لافلور، 79 عاماً، وإميل جانفييه، 74 عاماً. لكنّ قصصاً وأحزاناً كثيرة أُخرى لم تُروى، قالت كارون.
دعونا البابا إلى طريقنا للحقيقة والمصالحة والعدالة والشفاءنقلا عن كاسيدي كارون، رئيسة التجمع الوطني للخلاسيين
رئيسة التجمع الوطني للخلاسيين، كاسيدي كارون، واقفة في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان اليوم.
الصورة: RADIO-CANADA / MARIE-LAURE JOSSELIN
وحسب كارون كان البابا يصغي بانتباه شديد ’’وكان بالإمكان رؤية الحزن على وجهه‘‘ وهو يستمع إلى قصص الناجين من المدارس الداخلية التي كانت بعهدة الكنيسة في كندا.
مع ذلك، تريد الزعيمة الخلاسية إجراءات ملموسة. البابا لم يعتذر خلال هذا اللقاء. لكنّ الخلاسيين، أسوة بالكثيرين غيرهم من السكان الأصليين، يأملون أنه في حال قدّم البابا اعتذاراً، أن يتمّ تقديمه في كندا حيث وقعت الصدمات وحصلت الأهوال.
ولم يأتِ وفد السكان الأصليين إلى الفاتيكان خالي الوفاض. المؤرخ والحرفي الخلاسي ميتش كيس، من مدينة سولت سانت ماري في مقاطعة أونتاريو، صنع حذاء موكاسين (خفّ) أحمر اللون مطرّزاً بشكل تقليدي تمّ تقديمه إلى البابا.
صُنع الحذاء، المعروف بـ’’نيويدا أدوما‘‘، من جلد الأيائل وتمّ صبغه بالأحمر، لون الأحذية التي يرتديها الباباوات تقليدياً.
البابا فرنسيس لم ينتعل الحذاء مؤثراً حذاءً أسود كلاسيكياً جداً، لكنّ كارون قالت إنّه أعرب عن ’’امتنانه الشديد لتلقي هذه الهدية‘‘.
بالنسبة لميتش كيس، حتى لو لم يرتدِ البابا فرنسيس الحذاء الأحمر التقليدي فهو يحمل إرث الباباوات الذين سبقوه. وتحمل أحذية الموكاسين معنى قوياً في ثقافة الخلاسيين: تمثل الصلة بالأرض، وتمثل أيضاً السير على خطى الأسلاف.
’’بالنسبة لنا ترمز (الأحذية) إلى أنّه أمام الكنيسة طريق طويل قبل أن نتمكن من مسامحتها على ما فعلته. لكن إذا كان (البابا) مستعداً للسير معنا، فنحن على استعداد للسير معه‘‘، قال ميتش كيس.
قدّم وفد الخلاسيين للبابا فرنسيس هذه الأحذية التقليدية رمزاً للطريق الطويل الذي لا يزال يتعيّن على الكنيسة اجتيازه، حسب رأيهم، في سبيل الحقيقة والمصالحة والشفاء.
الصورة: RADIO-CANADA / MARIE-LAURE JOSSELIN
وللقاء البابا ارتدت الرئيسة كاسيدي كارون سترة ’’جِيْويندام‘‘ تقليدية مطرزة.
وتعمّد ميتش كيس أن يصنع زخرفات الأزهار للسترة بلآلئ عتيقة يزيد عمرها عن 100 عام.
’’ترقى إلى فترة ما قبل المدارس الداخلية للسكان الأصليين، فترة ما قبل هذه الجرائم التي اترتُكبت بحقّ شعبنا‘‘، قال كيس.
وبهذه السترة وهذه اللآلئ تمنى الوفد العودة إلى زمن ’’ما قبل الأهوال والآلام والصدمات في المدارس الداخلية‘‘، وهي طريقة لتسليط الضوء على قيم الخلاسيين ورؤاهم من أجل المضي قُدماً والشفاء.
ويقطن الخلاسيون (Métis) بشكل رئيسي مقاطعات البراري في الغرب الكندي وهم شعب تكوّن من انصهار السكان الأصليين بالأوروبيين البيض، لاسيما بالفرنسيين منهم.
كما التقى البابا فرنسيس اليوم وفد ’’تابيريت كاناتامي‘‘ من شعب الإينويت من سكان كندا الأصليين برئاسة ناتان أوبيد.
ويُعقد مؤتمر صحفي في وقت لاحق تُعطى فيه تفاصيل أكثر عن هذا اللقاء.
(نقلاً عن تقرير لماري لور جوسلان على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)