انبعاثات الكربون من منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية تابعة لشركتيْ ’’سينكرود‘‘ و’’صنكور‘‘ في فورت ماكموري في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف).
الصورة: GETTY IMAGES / AFP/MARK RALSTON
RCI
الجزء الأخير من التقرير السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC – GIEC)، التابعة للأمم المتحدة، الذي قُدّم يوم أمس واضحٌ، لا لبس فيه: لم يعد هناك مجال لنمو الوقود الأحفوري.
وبالتالي، على كندا، وهي رابع أكبر منتج للنفط في العالم، أن توقف كافة استثماراتها الجديدة في قطاع النفط والغاز، برأي المنظمات البيئية في البلاد.
’’أحياناً يتم تصوير نشطاء المناخ على أنهم متطرفون خطيرون، في حين أنّ المتطرفين الخطرين الحقيقيين هم الدول التي تزيد إنتاج الوقود الأحفوري‘‘، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عقب نشر التقرير.
الاستثمار في بنىً تحتية جديدة للوقود الأحفوري هو، أخلاقياً واقتصادياً، حماقةنقلا عن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة
على الرغم من أنّ الحكومة الكندية تقول إنها تستطيع خفض انبعاثات الغازات الدفيئة من صناعة النفط والغاز بنسبة 3% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2005، فإنّ إنتاج النفط في غرب كندا قد يبلغ 5,76 مليون برميل يومياً عام 2035، مقارنة بـ4,7 مليون برميل عام 2019، وفقاً لتقرير صادر عن الجمعية الكندية لمنتجي النفط (CAPP) قبل عامين.
لكنّ تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ يوصي بخفض الإنتاج العالمي من النفط بنسبة 60% بحلول عام 2050 وبأن يبدأ الخفض ابتداءً من عام 2025 على أبعد تقدير.
وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبو مقدماً الخطة الكندية لخفض الانبعاثات لعام 2030 الأسبوع الماضي أمام ’’منتدى العالم 2022‘‘ في فانكوفر.
الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / CHAD HIPOLITO
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تصل الاستثمارات في قطاع النفط والغاز الكندي إلى 32,8 مليار دولار خلال عام 2022، وفقاً للجمعية الكندية لمنتجي النفط، ما يمثل زيادة بنسبة 22% عن مستواها في عام 2021. وهذا يعني أن كندا ستُدرج في خانة ’’المتطرفين الخطرين‘‘ التي ذكرها الأمين العام للأمم المتحدة.
وعند سؤاله عن هذا الموضوع في مؤتمر صحفي، أراد وزير البيئة والتغير المناخي في الحكومة الفدرالية، ستيفن غيلبو، أن يكون مُطَمْئِناً.
الخطة التي قدّمناها الأسبوع الماضي تقترح بالضبط ما تطلبه منا الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخنقلا عن ستيفن غيلبو، وزير البيئة والتغير المناخي في الحكومة الكندية
الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ توصي بتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030، بينما تهدف كندا إلى خفضها بنسبة تتراوح بين 40% و45%.
وأوضح الوزير غيلبو أنّ الأهداف الجديدة تتطلب من صناعة النفط والغاز خفض الانبعاثات بمقدار 80 مليون طن متري من الغازات الدفيئة في غضون ثماني سنوات، ’’وهذا أمر طموح للغاية‘‘ في سياق يخضع فيه إنتاج الهيدروكربونات للولاية القضائية في المقاطعات.
وأضاف الوزير غيلبو أنّ الهيئة الكندية الناظمة للطاقة (REC – CER) كُلفت من قبل الحكومة بأن تضع ’’في غضون بضعة أشهر‘‘ سيناريوهات جديدة للإنتاج تتماشى مع هدف حد أقصى لارتفاع الحرارة مقداره 1,5 درجة مئوية بحلول عام 2050 قياساً إلى مستواها لما قبل الحقبة الصناعية.
سيارة كهربائية من طراز ’’شيفروليه بولت‘‘، صفرية الانبعاثات، أثناء الشحن.
الصورة: RADIO-CANADA / CARL BOIVIN
من جهته يقول رئيس حملة ’’المناخ والطاقة‘‘ لدى الفرع الكندي في منظمة ’’غرينبيس‘‘ (Greenpeace Canada) البيئية، باتريك بونان، إنه ’’ليس بالإمكان خسارة ثانية واحدة، ولم يعد لدى الحكومات والشركات والمؤسسات المالية أعذار‘‘.
إنه لأمر مخزٍ حقاً أن تكون المصارف الخمسة الكبرى في كندا من بين أكبر 20 ممولاً في العالم للوقود الأحفوري وأن يكون تمويلها لهذه الصناعة قد ارتفع بنسبة 70% العام الماضينقلا عن باتريك بونان، رئيس حملة ’’المناخ والطاقة‘‘ لدى الفرع الكندي في منظمة ’’غرينبيس‘‘
لكن للجمعية الكندية لمنتجي النفط رأي آخر. ’’مع استمرار التخفيضات في كثافة الانبعاثات ودورنا الريادي في استثمارات التكنولوجيا النظيفة، أثبتت الصناعة أننا ملتزمون بمساعدة كندا على تحقيق أهدافها المتعلقة بخفض الانبعاثات‘‘، قال المتحدث باسم الجمعية، جاء أفريل.
صناعة الغاز الطبيعي والنفط في كندا قادرة على توفير طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة وأكثر نظافة لسكان العالم المتزايديننقلا عن جاي أفريل، المتحدث باسم الجمعية الكندية لمنتجي النفط
يُشار إلى أنّ كندا مسؤولة عن 1,6% من الانبعاثات الدفيئة حول العالم وأنّ الانبعاثات للفرد الواحد في كندا أعلى بـ2,6 مرة من معدّل الانبعاثات للفرد في دول مجموعة العشرين.
وكندا هي الوحيدة بين دول مجموعة السبع التي ارتفعت انبعاثاتها الدفيئة منذ توقيع اتفاق باريس للمناخ عام 2015.
(نقلاً عن تقرير لراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)