You are currently viewing  ’’مغربُ الضحك‘‘ مهرجان واعد افتتحت نسخته الأولى سامية أوروزمان

 ’’مغربُ الضحك‘‘ مهرجان واعد افتتحت نسخته الأولى سامية أوروزمان

’’أنا مهرّجة‘‘ بتوقيع نجمة الفكاهة سامية أوروزمان، في العرض الافتتاحي لمهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ بنسخته الأولى في مونتريال.

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

 

RCI

قُدّمت في مونتريال في عطلة الأسبوع المنصرم النسخة الأولى من مهرجان الفكاهة ’’مغرب الضحك‘‘.

ضم المهرجان عروضا لفنانين من المغرب العربي الكبير محليين وعالميين. وحضنت مؤسسة الإنتاج الثقافي FM Evenement  (نافذة جديدة)المنظمة لهذا المهرجان، مواهب لفنانين ناشئين من مونتريال كما استقدمت نجوما من فرنسا ينحدرون من أصول تونسية وجزائرية في شكل خاص.

حضرتُ الحفل الافتتاحي لهذا المهرجان بتوقيع نجمة الفكاهة الفرنسية التونسية سامية أوروزمان يوم الجمعة المنصرم في ’’مسرح القصر‘‘ في مدينة مونتريال، في قلب الحي المغاربي في المدينة الكوسموبوليتية.

كان تستحق أوروزمان نسبة أعلى من المشاهدين خصوصا أن أداءها كان مبدعا و أضحكت الحضور من دون ابتذال او ضحك مجاني. ومما لا شك فيه أن نجاح هذا العرض الافتتاحي الأول، سيشكّل دعاية قوية للمهرجان في سنواته المقبلة، في حال حافظ على جودة عروضه واحترم جمهوره كما فعلت ’’المهرّجة‘‘ كما أطلقت أوروزمان على عرضها. ذلك التهريج الهادف الذي لا يخدش الحياء ولا يسقط في التفاهة الكليشيهات، يخدم فناً ملتزما تعتنقه من رفضت أن يعيقها حجابها عن فنها أو العكس، فزاوجت بين الأثنين بكل انسجام و توافق وتناغم.

Début du widget Youtube. Passer le widget ?

Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?

’’كتر الهم يضّحك‘‘ والضحك في ثقافة أهل تونس

تندرت سامية أوروزمان على الأفارقة كلهم، أهل الجزائر والمغرب وتونس والكاميرون والسنغال وحتى على أهل جزيرة جربة في جنوب شرق تونس، مسقط رأس والديها. تحدثت كل لهجات تلك البلدان وأصابت في تقليد اللكنات وطريقة الكلام والمشي والحركة والتصرف، وأثبتت بالفعل لجمهورها ’’أن لله في خلقه شؤون‘‘. وحين نعتت انبة تونس أهل الجزائر ’’بالمشي برؤوس شامخة دلالة على شوفة الحال‘‘، ضحك الجمهور من كل قلبه وصفق لها، علما أنه كان بين الحضور عدد كبير ممن هم من أصل جزائري.

في هذا الإطار قالت فنانة الفكاهة، ’’لا تتعجبوا، فإن هذا ما يحصل عادة في كل مرة أتندر فيها على الشعوب الأفريقية، وهذا ينم بلا شك عن محبة وتقدير لفني، سيما وأنهم يعلمون أنني أُسخّر هذه النكات للفكاهة والضحك ليس أكثر‘‘.

الضحك في مسرح سامية أوروزمان ليس مجانيا في كثير من الأحيان، وباطنه مؤلم من قبيل كما تقول ’’إن الهم يْضّحك‘‘، فهي لم تتوان عن انتقاد الزعماء العرب في سياق سردها للحفاوة الرسمية التي تلقاها من رؤساء فرنسا، ’’الذين يعرفونها جيدا. في الوقت الذي ينكرها فيه رؤساء بلدها الأم تونس، وهم لا يُجهدون أنفسهم في سبيل التعرف إلى الإرث الثقافي لأبناء شعبهم‘‘.

مريم بوزيّان: الهدف من مهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ وجود ثقافي مغاربي في مونتريال

لا يكفي أن يكون في مونتريال مهرجان ’’الفكاهة‘‘  (نافذة جديدة)العالمي، وإنما أيضا ’’تفتقر مدينتنا إلى مهرجان يتوجه خصيصا إلى أبناء الجاليات العربية، لا سيما أن فناني الفكاهة في دول المغرب العربي الكبير حققوا شهرة واسعة، خصوصا الفرنكوفونيين منهم‘‘. وتردف ميريم بوزيّان من اللجنة المنظمة للمهرجان ’’اخترنا مهرجانا للفكاهة لأننا وجدنا أن الجالية العربية غير ممثلة في هذا المضمار. ونعلم مدى تعلّق جيل الشباب من أبنائنا المولودين في كندا بعالم الترفيه، ولعّل الضحك هي تلك البوابة التي يدخلون منها إلى ثقافة بلدانهم الأم‘‘.

تؤكد المتحدثة بأنهم لا يسعون إلى الهدف الربحي، وبفضل الراعي التجاري الأول للمهرجان وهو لـ المؤسسة المصرفية الكندية ديجاردان (نافذة جديدة)، وعدد من رجال الأعمال الكنديين العرب، سيجتاز المهرجان سنته الأولى من دون عجز مالي. علما أن العروض ليست مجانية وإنما بأسعار مدروسة جدا. وقد تم استقدام غالبية الفنانين المشاركين من تونس ومن فرنسا.

مريم بوزيّان المسؤولة في لجنة تنظيم مهرجان ’’مغرب الضحك‘‘، تستقبل الحضور على باب مسرح Theatre du Chateau في الحي المغاربي في مونتريال.

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

تؤكد المتحدثة أن رئيس اف ام EVENEMENT الكندي التونسي محمد فتح الله معروف في أوساط الجالية المغاربية منذ أكثر من 18 عاما من خلال الأنشطة والاحتفالات الثقافية التي ينظمها.

تأمل مريم يوزيّان أخيرا في أن يتابع المهرجان النشاط في السنوات المقبلة مع الترحيب بالفنانين من أبناء الجاليات العربية الأخرى في مونتريال وليس فقط المغاربية.

تشعر بأن جميع المشاركين في مهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ أسرة واحدة وجمهور المهرجان لا يشكل استثناءاً. القلوب صافية والإيمان واثق بالرسالة التي يطلق لأجلها مهرجان مونتريال الجديد.

غالبا البدايات تكون كذلك لتكبر العائلة الواحدة عاما بعد عام ويرتدي المهرجان صيغة عالمية مع اتساع دائرة انتشاره.

هذه الباكورة تُنبئ بمهرجان واعد يحرص القائمون عليه على تقديم فن راقي يليق بمدينة المهرجانات والثقافات مونتريال.

رضوان بحّاش فاجئ الجميع بصعود ملفت على المسرح متأبطاً مكنسة، ليدخل فيما بعد في الحوار مع غيره من النجوم بكل تلقائية وسلاسة فاضا حضوره جاذبا الجمهور إليه، وإلى جانبه المتميّز بطريقة تقديمه والربط بين الفقرات الفنان الممثل التونسي نضال السعدي.

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

الفنانون من دول المغرب الكبير: نضال السعدي، رضوان بحّاش وقادر بوينو

على المسرح تلك الليلة وقبل النمرة الكبرى مع سامية أوروزمان، تعاقب على الخشبة فنانو الكوميديا القادمون من خارج مونتريال في استعراض سلس ومرن وانسيابية مطلقة.

لعل أكثر ما شد انتباهي هو دخول فنان الكوميديا الفرنسي الجزائري الشاب رضوان بحّاش مع مكنسة كبيرة لينظف ورق اللعب أو الكوتشينة التي رماها على المسرح الفنان الفرنسي التونسي قادر بوينو، خلال نمرة في الألعاب السحرية. هذا القادم لتنظيف المسرح يدخل بدوره بكل تلقائية ومن دون مقدمات في نمرة تقديم العروض التي ستتالى في المهرجان الباكورة على مدى ثلاثة أيام.

الحضور تلك الليلة وبنسبة كبيرة من أصل تونسي تعوّد على الأنشطة الثقافية والفنية التي تقدّمها في مونتريال مؤسسة ’’اف ام للأنشطة‘‘، عبّر عن امتنانه لإدارة المهرجان على حسن التنظيم واختيار باقة الفنانين. وذكر غالبية الحضور بأنه سيعود في اليومين المقبلين للمشاركة في عروض المهرجان، خصوصا أنه شعر بالأجواء العائلية الدافئة التي عكسها المشاركون فيه.

أحد المتحدثين إلى مذياعنا، ذكر أنه من جزيرة جربة أيضا مشيرا إلى أن كل ما سردته سامية أوروزمان عن أهل جربة حقيقي 100%، وهو ضحك حتى الثمالة، ’’ضحكت برشا إلى حد أنني بكيت من كثرة الضحك، خفيفة الظل بحضورها وتجيد إضحاك جمهورها والترفيه عنه‘‘.

هذا وأكد غالبية الأشخاص بأنها المرة الأولى التي يأتون فيها إلى عرض بتوقيع النجمة أوروزمان، وهم من اليوم ’’سيتابعون نشاطها ويحضرون عروضها المقبلة في مونتريال‘‘. علما أن فنانة الستاند آب كوميدي الفرنسية التونسية معتادة على مسارح مونتريال وتأتي باستمرار إلى المدينة الكوسموبوليتية.

نجوم مهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ يلقون التحية في نهاية العرض الافتتاحي السبت 27 مايو 2022. من اليمين إلى اليسار: الفنانة آمنة عاشور من مونتريال، الفنان نضال السعدي، الفنانة سامية أوروزمان، السيد محمد فتح الله والفنان رضوان بحّاش.

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

نجم الدراما التونسية نضال السعدي

قال الفنان نضال السعدي الذي كان عريف العرض الإفتتاحي لـ مهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ (نافذة جديدة) ’’إن تفاعل الجمهور المتنوع وغير المتجانس، كان استثنائيا. يمكن استبدال مغرب الضحك بـ أفريقيا الضحك، حيث كانت كل القارة الافريقية ممثلة هذه الليلة‘‘.

غاية اللذة لأي فنان أن يكون أمامه جمهور مثل جمهور مونتريال الذي يحقق تفاعلا كبيرا مع نجوم المسرح. ولم يكن اللقاء الأول بين نضال السعدي وجمهور مونتريال.

الهدف الأول للفنان الفكاهي وهو إضحاك العباد ومنحهم راحة نفسية والهدف الثاني هو المساهمة في تبديل رؤيتهم ووجهات نظرهم في أمور كثيرة بينها التابوهات في مجتماعاتهم.نقلا عن نضال السعدي، فنان الدراما في تونس

رضوان بحّاش: ’’آني سخون‘‘

اعتلى نضال السعدي ورضوان بحّاش خشبة المسرح يوم السبت المنصرم في مهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ في عرض قدماه في شكل ثنائي بعنوان ’’آني سخون‘‘ وبالإنجليزية عنوان العرض: Je  Suis  Show، أما ترجمته للفرنسية فتعني ’’أنا حار‘‘، وطبعاً هناك لعب على الألفاظ.

يقول فنان الكوميديا الفرنسي الجزائري الذي قدم العرض الأول له في مونتريال، إن مسرحه يشكل ’’جسرا بين كل الهويات والثقافات التي ينتمي إليها، يحاول في عروضه أن يعكس صورة تشبهه في ترحاله الدائم وانتمائه إلى العالم الأرحب، مسقطا كل التابوهات‘‘.

نسخة باكورة واعدة لمهرجان ’’مغرب الضحك‘‘ في مونتريال بتوقيع مؤسسة الإنتاج الفني FM Evenement لصاحبها محمد فتح الله الذي يدير أيضا برنامجا إذاعيا محليا في مونتريال على إحدى الموجات القصيرة: Maghreb FM.

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

أحّب أن أكون الشخص الذي لا يتوقع وجوده أحد، ولكن في الوقت ذاته يبحث عنه الجميع لأنه الوجود المطلق، مثل الحب لا نعلم متى نصادفه ولكن نمضي عمرنا في البحث عنه.نقلا عن رضوان بحّاش، فنان كوميدي فرنسي جزائري

سأتحدث عن أهل الجزائر في الحب والغضب، أردف المتحدث، ’’فهم يُحبون ولكن بطريقة مختلفة‘‘. ’’الشعب الجزائري خاص جدا جدا وعندما يحب، يحب كثيراً، لا يوارب ولا يكذب‘‘.

’’إننا شعب مكافح، وعندما يأتي الضيف إلى بلادنا نرحب به ونرغب في أن يشاركنا في ضحكنا و أكلنا وعاداتنا وفي اشتمام روائحنا‘‘.

أنا أتيت إلى عندكم، إلى مونتريال حاملا معي العالم بأسره.نقلا عن رضوان بحّاش، فنان كوميدي فرنسي جزائري

(أعدّت التقرير كوليت ضرغام منصف)

—————————————————————————————————————————————–

اترك تعليقاً