رشّح حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (الكاك – CAQ) ألِيس أبو خليل في دائرة فابر (Fabre) في لافال في الانتخابات التشريعية التي ستجري في المقاطعة يوم 3 أكتوبر تشرين الأول المقبل.
ويحاول حزب الكاك الحاكم انتزاع هذه الدائرة من الليبراليين الذين فازوا بها في كلّ الانتخابات التشريعية منذ ما يقرب من 20 عامًا.
وستكون هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها هذه الكيبيكية لأب لبناني وأم صربية في الانتخابات تحت لواء حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك.
ففي عام 2018 ، كانت مرشحة في دائرة شوميدي (Chomedey) حيث تعيش مع عائلتها وهي دائرة مجاورة لدائرة فابر. وجاءت في المركز الثاني بحصولها على 26,41٪ من الأصوات، خلف النائب الليبرالي السابق غي ويليت الذي حصل على 52,68٪ من الأصوات.
وبالنسبة للانتخابات المقبلة، فضّلت أليس أبو خليل دائرة فابر التي فاز بها الليبراليون في عام 2018 بأغلبية 37,52٪ من الأصوات.
وجاء حزب الكاك في المرتبة الثانية بنسبة 32,56٪ من الأصوات.
ويسعى حزب الكاك إلى تعزيز أغلبيته في الجمعية الوطنية التي حصل عليها في انتخابات مطلع أكتوبر تشرين الأول 2018 حيث فاز بـ74 مقعدًا من أصل 125 (نافذة جديدة).
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أوضحت أليس أبو خليل أنّها لا ترى أي مشكلة في هذا التغيير في الدائرة الانتخابية. ’’دائرة فابر مجاورة لشوميدي. كل علاقاتي هناك. إنها منطقة مألوفة جدًا بالنسبة لي. أنا أعيش بينهما‘‘ ، كما قالت هذه الخبيرة ورئيسة شركة في الأمن السيبراني أسستها في عام 2009.
وفي إعلان ترشيحها في يونيو حزيران الماضي، تحدّث رئيس حكومة كيبيك المنتهية ولايته وزعيم حزب الكاك، فرانسوا لوغو، عن الخصال التي لفتت انتباه لجنة الترشيح في الحزب وجعلتها تختارها.
أليس [أبو خليل] ملتزمة للغاية. يسعدني أنها اتخذت القرار بالترشح في فابر. إنها امرأة تعمل في الميدان ، قريبة من الناس. وهي تعرف تحدّيات الدائرة الانتخابية حيث أنّها تعيش في لافال منذ ما يقرب من 25 عامًا. أنا أحتاجها لتمثيل سكّان فابر في كيبيك [حيث يوجد مقرّ الجمعية الوطنية الكيبيكية].
حصيلة الكاك لانتزاع الدائرة الانتخابية من الليبراليين
تبدو ألِيس أبو خليل واثقة من قدرتها على طرد
الليبراليين من هذه الدائرة الانتخابية. وتقول إنّها خلال جولتها في شوارع الدائرة وفي حديثها مع المواطنين على شرفات بيوتهم وذلك منذ انطلاق الحملة الانتخابية يوم الأحد الماضي، تتحدّث معهم على حصيلة حزبها خلال الأربع سنوات الماضية. ووفقا لها ، فإن حزب الكاك قام ’’بعمل هائل خلال السنوات الأربع الماضية ، على الرغم من جائحة كوفيد-19.‘‘
لقد حققنا [حزب الكاك] ما يقرب من 80٪ من وعودنا الانتخابية رغم الجائحة التي استمرت عامين ونصف.
ووفقًا لدراسة أجراها مركز تحليل السياسات العامة في جامعة لافال (كيبيك)، أنجزت حكومة التحالف من أجل مستقبل كيبيك كلّيًا أو جزئيًا 80٪ من وعودها الانتخابية البالغ عددها 251 وعداً. وفشلت في تحقيق ما يقرب من 20٪ منها.
ويمكن مقارنة هذه النتيجة مع تلك التي حقّقتها الحكومات السابقة للمقاطعة. وبحسب نفس المركز، فإن الحكومة الليبرالية لفيليب كويار (2014-2018) قد حققت 59٪ من وعودها. وكانت قد تعهّدت بتحقيق 158 وعدًا انتخابيّاً.
وبين عامي 2012 و 2014 ، حقّقت حكومة الحزب الكيبيكي (Parti québécois) بقيادة بولين ماروا 23٪ من وعودها البالغ عددها 113.
ومن بين الوعود التي لم يحقّقها حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك يمكن ذكر تلك المتعلقة بمعادلة الشهادات الأجنبية.
في عام 2018، تعهّد الحزب ’’بالاعتراف بالشهادات الأجنبية من خلال إزالة العقبات غير الضرورية لجعل تقييم المهارات أسرع وأكثر مرونة. لا يوجد شيء أكثر إحباطًا بالنسبة للمهاجر من الوصول إلى كيبيك بعد تضحيات عديدة وإخباره أن مهاراته غير معترف بها‘‘، كما جاء في برنامج الكاك حينها.
في فبراير شباط الماضي، أعلنت الحكومة عن خطة عمل مشتركة بين الوزارات للاعتراف بمهارات المهاجرين.
وتوضح أليس أبو خليل أن ’’هذا العمل بدأ في بداية ولاية الكاك، لكن جائحة كوفيد-19 عطّلته.‘‘
وخلال جولتها في دائرة فابر، تقول أليس أبو خليل إنّه لم يتم إثارة هذا الموضوع من قِبل المواطنين الذين قابلتهم حتى الآن.
ويمكن تفسير ذلك من خلال النسبة المنخفضة للمهاجرين الجدد في هذه الدائرة حيث لا تتجاوز نسبة السكان الذين لا يحملون الجنسية الكندية نسبة 4,4%، وفقًا لبيانات هيئة الانتخابات في كيبيك.
وتذكر ألِيس أبو خليل أن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة لها في بداية مشوارها مع الهجرة. وقد وصلت إلى كيبيك في سن السادسة عشرة مع والديها الذين فروا من الحرب في لبنان. ’’إنه أمر محزن عندما تضطر إلى ترك أصدقائك وحياتك وراءك.‘‘ وتقول : ’’لم تكن الصعوبات التي واجهتها ثقافية ، بل كانت في كيفية التعود على العيس بطريقة مستقلّة في سنّ مبكّرة.‘‘
لكنها قطعت شوطا طويلا. وهي الآن خبيرة في تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني ، وقد تلقت تدريبًا من جامعة هارفارد وجامعة كونكورديا بالإضافة إلى حصولها على العديد من الشهادات في هذا المجال.
ومن والديها، ورثت جانبها المتميّز في ريادة الأعمال حيث كانت تساعدهم في مطعمهمفي صغرها حتى وهس طالبة. كما ترأست أليس أبو خليل حزب التحالف من أجل مستقبل في كيبيك لمدة عامين اعتبارًا من عام 2018 وذلك بعد الانتخابات مباشرةً.
وعندما نذكر لها أن الجالية اللبنانية تتركّز بشكل أكبر دائرة شوميدي، تجيب أنها ’’من كيبك‘‘ وأن تريد أن ’’تخدم جميع المواطنين‘.‘
ويمكن لأعضاء الجالية اللبنانية مساعدتها بفِرق المتطوعين التي تحتاجها للقيام بحملتها الانتخابية التي تستمر 36 يومًا.
وبمجرد أن أعلنت على فيسبوك أنها تبحث عن متطوعين، تقدم العديد ممن ساعدوها في انتخابات 2018. ’’كان لدينا حوالي ثلاثين متطوعًا حاضرين في مكتب الحملة الانتخابية في اليوم الأول من الحملة.‘‘
التضخم
وتقول ألِيس أبو خليل إنّ موضوع التضخّم الذي أثقل كاهل الأسر الكيبيكية تكرّر خلال جولتها وحديثها مع المواطنين الذين اشتكوا تدهور قدرتهم الشرائية.
ووفقًا لوكالة الإحصاء الكندية ، ارتفع التضخم في كيبيك إلى معدّل 7,3٪ بين يوليو تموز 2021 ويوليو تموز 2022.
وأعلن حزب الكاك عن تدابير أطلق عليها اسم ’’الدرع ضد التضخم‘‘ إذا بقي في السلطة. وتعهّد بتخفيض الضريبة بنسبة بنسبة 1 ٪ اعتبارًا من عام 2023 للشرائح الضريبية الأولى والثانية (45000 دولار وأقل وبين 45000 دولار و 90 ألف دولار).
كما سيحصل الأشخاص الذين يقل دخلهم السنوي عن 50.000 دولار على مبلغ 600 دولار. أما أولئك الذين يكسبون بين 50.000 دولار و 100.000 دولار فسيحصلون على مبلغ 400 دولار.
وسيتم إرسال هذه المبالغ مرة واحدة إلى ما يقرب من 6,4 مليون كيبيكي قبل نهاية العام لمواجهة التضخم.
وسترفع الحكومة في حالة إعادة انتخابها الدعم المالي لكبار السن من ذوي الدخل المنخفض من 411 دولارًا إلى 2.000 دولار ، حسب الحالة. وسيستفيد من هذا الإجراء 1,1 مليون شخص تبلغ أعمارهم 70 عامًا وأكثر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الإعلانات ليست حكرًا على حزب الكاك خلال هذه الحملة الانتخابية. فكلّ الأحزاب تسعى لحصد أكبر عدد من المقاعد الـ125 في الجمعية الوطنية في كيبيك مساء الثالث من أكتوبر تشرين الأول المقبل.