تناول الأطعمة والمشروبات “فائقة المعالجة” يمكن أن يصيب بقائمة طويلة من الأضرار الصحية بداية من سوء التغذية والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ووصولًا إلى الخرف
توضيحية
العربية.نت – جمال نازي
إن الأطعمة فائقة المعالجة عبارة عن تركيبات من مكونات صناعية مختلفة مثل المستحلبات والمكثفات والنكهات الاصطناعية، يتم دمجها في المنتجات الغذائية من خلال سلسلة من عمليات التصنيع. ويندرج تحت تصنيف الأطعمة “فائقة المعالجة” كل من المشروبات السكرية والعديد من حبوب الإفطار، مثلها مثل أحدث الابتكارات، مثل ما يسمى البرغر “النباتي”، والذي يصنع عادةً من عزلات البروتين والمواد الكيميائية الأخرى لجعل المنتجات مستساغة، وفقا لما نشره موقع The Conversation.
تدمير البنية الطبيعية
تدمر العمليات الصناعية المكثفة المستخدمة في إنتاج الأطعمة فائقة المعالجة، سواء كانت أطعمة أو مشروبات، البنية الطبيعية لمكونات الغذاء وتجرده من العديد من العناصر الغذائية المفيدة مثل الألياف والفيتامينات والمعادن والمواد الكيميائية النباتية. لذا، فهي ترتبط بعدد من الحالات الصحية المختلفة، من بينها زيادة خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة المختلفة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف.
سرطان قولون ووفيات مبكرة
أظهرت دراستان جديدتان أن مخاطر تناول الأطعمة “فائقة المعالجة” ربما لا تقتصر على سوء التغذية وأمراض القلب والخرف.
توصلت الدراسة الأولى، التي فحصت بيانات صحية لأكثر من 20 ألف مشارك بالغ إيطالي، أن من قاموا بتناول كميات أكبر من الأطعمة فائقة المعالجة تزايد لديهم خطر متزايد للوفاة المبكرة. فيما اكتشفت الدراسة الثانية، التي شملت أكثر من 50000 من الذكور في الولايات المتحدة، أن الاستهلاك العالي للأطعمة فائقة المعالجة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
مشاكل جوهرية
ومن المثير للاهتمام أيضًا أن نتائج الدراسات كشفت أن المخاطر الصحية الناجمة عن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة فائقة المعالجة ظلت قائمة حتى بعد أن يتم تناولها إلى جانب عناصر غذائية صحية وصحيحة. وبالمثل، فإن محاولات صناعة الأغذية لتحسين القيمة الغذائية للأطعمة فائقة المعالجة عن طريق إضافة عدد قليل من الفيتامينات ربما تكون بمثابة خطوة جانبية لمشاكل أكثر جوهرية تسببها هذه الأطعمة.
التهابات مزمنة وتلف أنسجة
كشفت الدراسة الإيطالية أن علامات الالتهاب، مثل ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء، كانت أعلى في المجموعات التي تناولت الأطعمة الأكثر معالجة. يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالتهاب مزمن في جميع أنحاء الجسم، والذي يمكن أن يتسبب في تلف الأنسجة، كما أنه يساهم في العديد من الأمراض المزمنة – مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى زيادة الالتهاب في الأمعاء عن طريق إحداث تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء.
حمى الوجبات السريعة
افترض بعض الباحثين أن الأطعمة فائقة المعالجة تزيد الالتهاب لأن الجسم يتعرف عليها على أنها مكونات غريبة مثل البكتيريا الغازية، لذلك فإن تصاعد الاستجابة التهابية، والتي يُطلق عليها “حمى الوجبات السريعة”، تؤدي إلى زيادة الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
مذاق مستساغ لا يُقاوم
تظهر الأبحاث أن الآليات الأخرى، مثل ضعف وظائف الكلى والسموم في العبوة، يمكن أن تفسر أيضًا سبب تسبب الأطعمة فائقة المعالجة في حدوث الكثير من المشكلات الصحية الخطيرة.
وفي الوقت نفسه، يمكن أن تمثل مجرد محاولة تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة تحديًا صعبًا، بخاصة وأنه تم تصميم الأطعمة فائقة المعالجة لتكون مستساغة بشكل مفرط، إلى جانب جهود بالغة الكثافة للتسويق المقنع.
تلافي المخاطر
لا يتم تصنيف المنتجات الغذائية المهددة للصحة والحياة بعبارات “فائقة المعالجة” على العبوات وإنما تعد أفضل طريقة للتعرف عليها هي النظر إلى مكوناتها، والتي عادةً ما تكون مسميات مثل المستحلبات والمكثفات وعزلات البروتين وغيرها من المنتجات ذات السبر الصناعي والتي تعتبر علامات على أن العبوة تحتوي على عناصر تم معالجتها صناعيًا بكثافة. وينصح الخبراء بأن طوق النجاة يتمثل في تحضير الوجبات الغذائية من الصفر باستخدام العناصر الغذائية الطبيعية لتجنب أضرار الأطعمة فائقة المعالجة.