وافق أعضاء مجلس العموم الكندي بالإجماع يوم أمس على اقتراح يطلب من الحكومة الفدرالية الاعتراف بأنّ الطلاب في المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا كانوا ضحايا عملية إبادة جماعية.
وتقدّمت بالاقتراح النائبة عن الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) ليا غازان التي تمثّل دائرة وسط وينيبيغ (Winnipeg Centre) في عاصمة مقاطعة مانيتوبا في غرب وسط كندا.
اليوم، أوجه التحية للناجين والعائلات والمجتمعات المحلية التي ضحت كثيراً لكي يعرف الناس في كافة أنحاء كندا الحقيقة، أنّ ما حدث في المدارس الداخلية للسكان الأصليين كان إبادة جماعية. أنا ممتنة للبرلمانيين الذين تبنوا بالإجماع اقتراحي بالاعتراف بحقيقة تاريخ كندا.
وتأتي هذه الموافقة النيابية بالإجماع على الاقتراح المذكور بعد ثلاثة أشهر على اعتراف رئيس الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، بأنّ السكان الأصليين قد تعرضوا بالفعل لإبادة جماعية في تلك المدارس الداخلية التي كان 60% منها بإدارة الكنيسة المذكورة.
يُذكر أنّ أكثر من 150 ألفاً من أطفال الأمم الأوَل والخلاسيين (Métis) وشعب الإنويت أُجبروا بين عاميْ 1870 و1997 على الالتحاق بتلك المدارس التي أوجدتها الحكومة الفدرالية للسكان الأصليين وكانت تمولها.
وكان تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة الصادر عام 2015 قد أعلن أنّ المدارس الداخلية المشار إليها شكلت ’’إبادة جماعية ثقافية‘‘، مُفصِّلاً الاعتداءات الجسدية والجنسية والظروف المعيشية السيئة وحالات سوء التغذية التي كانت تسودها.
وكانت غازان قد أعلنت عزمها على تقديم هذا الاقتراح بعد اعتراف البابا فرنسيس في نهاية زيارته إلى كندا أواخر تموز (يوليو) الفائت بأنّ الانتهاكات في المدارس الداخلية للسكان الأصليين ترقى إلى عملية ’’إبادة جماعية‘‘.
وقالت غازان في الاقتراح الذي قدّمته إنّ الانتهاكات في المدارس الداخلية تستوفي تعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.
وتعرّف المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جرائم الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها الإبادةَ الجماعية على أنها نية لتدمير ’’جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، بشكل كلي أو جزئي‘‘.
والنائبة ليا غازان مولودة في مانيتوبا لأب هولندي يهودي نجا من الهولوكوست (محرقة اليهود) ولأم تنحدر من أصل مشترك، صيني ومن شعب لاكوتا. وشعب لاكوتا هو من السكان الأصليين في مقاطعتيْ مانيتوبا وساسكاتشِوان الكنديتيْن وفي بعض الولايات الأميركية.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)