You are currently viewing زاهي حواس: عالم الآثار المصري يثير جدلا بتصريحاته عن الأذان والسياحة

زاهي حواس: عالم الآثار المصري يثير جدلا بتصريحاته عن الأذان والسياحة

صدر الصورة،GETTY IMAGES

تصريحات وزير الآثار المصري السابق، زاهي حواس، حول رفع الأذان عبر مكبرات الصوت تثير الجدل

في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار بداية هذا الأسبوع في مصر إلى قمة المناخ المنعقدة في مدينة شرم الشيخ، اهتم قطاع من المعلقين المصريين بتصريحات كان قد أدلى بها عالم الآثار المصري الشهير، زاهي حواس حول رفع الأذان عبر مكبرات الصوت.

فقدأحييت تصريحات حواس جدلا قديما جديدا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول استخدام مكبرات الصوت عند رفع الأذان، حيث انقسم المعلقون بين معارض ومدافع عن بث الأذان عبر مضخمات الصوت.

فثمة من انتقد خبير الآثار وعاب عليه “تدخله في مسألة دينية خالصة” وثمة من دافع عنه وعن حقه في مناقشة قضية “تعد من قضايا الشأن العام”.

“سلوكيات تضر السياحة”

جاءت التصريحات المثيرة للجدل خلال مقابلة تلفزيونية أجراها حواس مع “برنامج نظرة” الذي يقدمه الإعلامي حمدي رزق على قناة صدى البلد.

وخلال الحلقة التي دامت حوالي ساعة، تطرق حواس إلى مواضيع عديدة من بينها واقع السياحة في مصر ومسألة الآثار المهربة والمنهوبة.

قصص مقترحة نهاية

ودعا حواس أيضا إلى إدراج مادة السياحة في المناهج التعلمية لتغيير الممارسات الخاطئة وتحسين ثقافة المصريين في التعامل مع السياح.

لكن الأمر الذي أثار الجدل الأكبر هو “انتقاده” لرفع الأذان عبر مكبرات الصوت.

وقال حواس إنه من “الأفضل أن يتم رفع الأذان عبر المكبرات داخل المسجد فقط” مضيفا “مفيش في الدين ما يقول إن يعمل الأصوات دي كلها، نحن دولة سياحية ويجب أن نحافظ على راحة السائح، وهناك ممارسات يجب تغييرها لكي نجذب السائح”.

وأرجع سبب مطالبته بتقييد إذاعة الأذان عبر مكبرات الصوت إلى تجربة شخصية كان قد عاشها عندما كان نزيلا في أحد الفنادق استعدادا لإلقاء محاضرة.

وتابع بأنه “عندما كان في محافظة الأقصر السياحية، شعر بنفسه محاصرا من كل الاتجاهات بسبب أصوات المكبرات” واعتبر بأن أي شخص متدين لن يرضيه إزعاج الآخرين، وفق قوله.

كما أبدى حواس إعجابه بالكاتب والإعلامي المصري إبراهيم عيسى الذي سبق أن طالب بمنع مكبرات الصوت في المساجد المجاورة للمنتجعات السياحية.

انتقادات لاذعة

حديث حواس حول رفع الأذان عبر مكبرات الصوت كان السبب في الهجوم عليه. لكن تصريحاته لاقت أيضا استحسان البعض ممن رأى فيها فرصة ” لتصحيح الأفكار المغلوطة التي يروج لها السلفيون”.

المعترضون على تصريحات حواس وصفوها بـ “المستفزة” وطالبوه بالاعتذار.

كما يرى معلقون آخرون بأن تصريحات حواس حادت عن ذكر المشاكل الحقيقية التي يعاني منها قطاع السياحة .

في حين وصل الأمر بالبعض الآخر لحد اتهامه بالتطاول على “القيم الدينية والثقافية في مصر التي تتميز بكثرة مآذنها .”

ولا ينظر البعض للأذان باعتباره شعيرة دينية فسحب بل يعتبرونه مظهرا ثقافيا أصيلا للمدن ذات التاريخ الإسلامي العريق. وبالتالي يرى معلقون أن “السائح عادة ما يتقبل صوت الأذان باعتباره جزءا من معالم البلد التي يزورها”.

وثمة أيضا من يرى أن تصريحات عالم الآثار تأتي في إطار “حملة قديمة تهدف لمنع بث الأذان عبر مكبرات الصوت”. وذهب الأمر بعدد المعلقين إلى اتهام المطالبين بإيقاف بث الأذان عبر المكبرات بأنهم يفضلون استبدالها بالموسيقى، على اعتبار أنهم لن يطالبوا بوقف الموسيقى المرتفعة في الحفلات الموسيقية.

وللرد على حواس، استحضر مغردون أحاديث لشيوخ تؤيد فكرة رفع الأذان عبر مكبرات الصوت.

دفاع ودعوات لتقييد المكبرات

في المقابل، ثمة من دافع عن حواس، مستغربا الهجوم الذي طاله.

ويرى البعض في تصريحات الخبير المصري دعوة للتفكير العقلاني وليس فيها “أي مس بالعقيدة أو أي كفر كما ذهب في ذلك كثيرون”.

وشدد آخرون على أن من هاجم حواس لم يفهم فحوى كلامه، ودعوا إلى فهم أوسع للمسألة فاستدلوا بآراء وفتاوى أخرى منسوبة لرجال دين معروفين. ومن بينهم الشيخ الشعراوي الذي اعتبر رفع الأذان بمكبرات الصوت: “غوغائية تَديُّن وحكمها في الدين باطل”.

ورغم تحفظهم على تصريحات حواس، وجه البعض الآخر انتقادات حادة لتداخل أصوات الأذان ببعضها البعض، وطالبوا بإعداد مؤذنين أكفاء واختيار من هم أعذب صوتا.

كما دعا آخرون إلى تقبل الرأي المخالف بدلا من المطالبة بحجبه، قائلين إن “موجة الانتقادات التي تعرض لها حواس وكل من يتطرق إلى المسائل الدينية بشكل مختلف عن المتعارف عليه تعكس “حالة التعصب التي أصبحت تتسم بها الأغلبية”.

في حين وصف قطاع آخر من المعلقين تلك النقاشات بالهدامة وبأنها محاولة لإلهاء الناس عن قضاياهم الأساسية.

وفي هذا السياق، كتب أحد المغردين “لسنا نناقش مسألة رفع الأذان من عدمه بل نتحدث عن تداخل الأصوات عبر مبكرات الصوت” وأضاف متسائلا “منذ متى تحولت مكبرات الصوت لركن من أركان الإسلام؟ أصبحت الضوضاء السمة الغالبة مع كثرة أعداد المساجد وتراجع الاهتمام بإعداد المؤذنين الأكفاء. وهذا الجانب من المسألة هو الذي تطرقه له زاهي حواس”

في حين عليه رد عليه مغرد آخر بالإشارة إلى أن مدينة إسطنبول تشهد رفع الأذان بصوت عال جدا من آيا صوفيا من دون أن يثير الأمر انزعاج الأعداد الكبيرة من السياح.

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيه نقاش حول استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان عبر المنصات الإلكترونية العربية.

فقبل نحو عام، أثار قرار السلطات السعودية تنظيم وتحديد استخدام مكبرات الصوت في المساجد ردود فعل متباينة.

وفي عام 2019 توعدت وزارة الأوقاف المصرية مستخدمي مكبرات الصوت في المساجد بعقوبات شديدة. وأكدت اتجاهها للتوسع في تعميم تجربة “الأذان الموحد” عقب نجاح التجربة في بعض مساجد القاهرة. .

وتمنع وزارة الأوقاف المصرية تمنع استخدام مكبرات الصوت بالمساجد خارج أوقات الأذان وشعائر صلاة الجمعة.

اترك تعليقاً