RCI: يحتضن متحف الحرف الفنية في كيبيك (Musée des métiers d’art du Québec – MUMAQ (نافذة جديدة)) معرضاً لمنتوجات الحرف الفنية الجزائرية منذ يوم الجمعة الماضي.
وينظّم المتحف البيئي الجزائري (Écomusée de l’Algérie (نافذة جديدة)) هذا المعرض في إطار أيام التراث الثقافي الجزائري التي تستمر إلى غاية 11 يونيو/حزيران 2023.
وأوضحت نيلدة أكتوف، نائبة رئيس المتحف البيئي الجزائري، في الكلمة التي ألقتها في حفل افتتاح المعرض الخميس الماضي، أن ’’الفكرة من وراء تنظيم هذه الأيام هي إظهار تنوع الثقافة الجزائرية.‘‘
“يقترح المتحف البيئي [من خلال أيام التراث الثقافي الجزائري] فتح نافذة على ثراء وتنوع الكنوز الثقافية المادية وغير المادية الموروثة من الأجيال المتعاقبة التي سكنت هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى أيامنا هذه.” نقلا عن نيلدة أكتوف
وبالنسبة لها ، ’’سيُفتن الزائر بـالأزياء، والأواني النحاسية والمنتجات الجلدية والشعر والموسيقى والمجوهرات المعروضة.‘‘
وبالإضافة إلى هذا المعرض، الذي أقيم في جناح المتحف الواقع في حي سان لوران في مونتريال ، تمت برمجة العديد من الأنشطة الأخرى للاحتفال بالتراث الثقافي المادي وغير المادي لهذا البلد، الذي يقيم معظم مهاجروه إلى كندا في مدينة مونتريال وضواحيها.
فكل يوم سبت، يتم تنظيم محاضرة أو ورشة عمل حول موضوع يتعلق بالجزائر.
وسيتمكن الزائر من ’’توسيع أفقه بفضل المحاضرات التي يلقيها المختصون في السينما والعمارة والموسيقى والأدب والرسم‘‘، كما أوضحت نيلدة أكتوف.
أشخاص جالسون على الكراسي في قاعة.
وتمكّن الزوار الأوائل من حضور محاضرة يوم السبت الماضي بعنوان الثقافة الشفوية النسائية وآدابها في الجزائر: البوقالة أو القصيدة التخمينية القصيرة من تقديم نصيرة آدم. وفي نفس اليوم، أشرف الرسام وأستاذ الرسم في مونتريال والمرمم السابق للأعمال الفنية في إيطاليا، علي كيشو، على ورشة عمل إبداعية للرسم التشاركي.
“سيكتب المشاركون أسماءهم بأبجدية تيفيناغ [الأبجدية الأمازيغية] باستخدام القلم [المستخدم في الخط العربي]. وسأقوم بدمج الأسماء في لوحة أقوم برسمها بنفسي. “نقلا عن علي كيشو وأوضح أنه بدأ العمل بأبجدية تيفيناغ بعد أحداث الربيع الأمازيغي عام 1980 في الجزائر.
وتعلّمها ’’من الطوارق ، أمازيغ الصحراء‘‘، كما قال. ويتقن علي كيشو استعمال القلم ، لأنه متمكّن من الخط العربي أيضاً. وبالنسبة له، يمكن للجميع المشاركة في ورشة الرسم هذه وليس مطلوباً أن يكون المشارك رسّاماً جيّدا.
وشارك علي كيشو أيضًا في لجنة اختيار الأعمال لمعرض منتوجات الحرف الفنية الجزائرية الحالي. ’’أقوم بالتحقق من مصدر المعروضات قبل دمجها في المعرض. أتحقق مما إذا كانت آتية من الجزائر ومن أي منطقة‘‘، كما قال.
وللإشارة فإنّ المعروضات كلها ملك لجزائريين يعيشون في كندا.
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي، أكدت مورييل غانيون، المديرة المؤقتة لمتحف الحرف الفنية في كيبيك أن ’’المتحف يحتضن دائماً معارض مختلفة للمجتمعات المتعدّدة المكوّنة لمونتريال، سواء كانت معارض تراثية أو فنية. كما أن جزءاً من مهام المتحف يتمثّل في إظهار التراث الفني لمجتمعات مونتريال.‘‘ وأضافت أن تنظيم أيام التراث الثقافي الجزائري في هذا المتحف المونتريالي يكرّس ’’اللقاء بين التراثين.‘‘
ويمنح هذا ، في نفس الوقت، ’’الفرصة للأشخاص من خلفيات متنوعة لاكتشاف تراث كيبيك ولأهالي كيبيك لاكتشاف تراث التنوع في مونتريال.‘‘
وأوضحت مورييل غانيون أنّ ’’ المعرض [الجزائري] مرتبط بمهمتنا، فمنذ 2021 تمّ تعزيز دور مؤسستنا كمتحف للحرف الفنية.‘‘
المتحف البيئي
في مقابلة مع راديو كندا الدولي، يتحدّث رضا بريكسي، رئيس المتحف البيئي الجزائري، عن نشأة هذا الأخير.
“المتحف البيئي الجزائري [في مونتريال] مستقل عن الدولة الجزائرية. وهو نابع من إرادة الجزائريين هنا [في كندا]. لقد أنشأناه لأننا نعتقد أنه من الضروري إنشاء منارة لحفظ الذاكرة للـ120 ألف جزائري المقيمين في كندا و أبنائهم وأحفادهم. “ نقلا عن رضا بريكسي
وأضاف بريكسي، المتخصص أيضاً في علم المتاحف، أن ’’المتحف البيئي يدمج أيضاً المجتمع المُضيف من أجل عيش معاً أفضل‘‘.
وحسب قوله، فإن المتحف البيئي يسمح “للشباب الجزائري المنقطعين عن تاريخ أجدادهم باستعادة أصولهم وثقافتهم وقيمهم من خلال أنشطة الوساطة الثقافية.‘‘
وعلى عكس المتحف التقليدي الناتج من إرادة إدارية، ’’يشجع المتحف البيئي مشاركة المواطنين في أنشطته، فهو مساحة عامة ترتكز على بيئتها الاجتماعية، وكيان مفتوح يسلط الضوء على كامل الإنتاج البشري والتراث المتعلق بالمنطقة التي يغطيها.‘‘
وبنظر بريكسي ’’لا يوجد شيء أفضل من متحف بيئي للتعبير عن تنوع الفسيفساء الثقافية الجزائرية.‘‘