You are currently viewing يأجوج ومأجوج

يأجوج ومأجوج

بقلم أم تامر المصري

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا اله الاالله وحدة لاشريك له ، وأشهد أنّ محمد رسول الله.يأجوج ومأجوج بحسب القراَن اسمان لشعبين آسيويين يعتقد بأنهما كانا يستوطنان وسط وشمال آسيا ولا شك أن يأجوج ومأجوج أمتان عظيمتان من بني آدم ، والناظر في قصة ذي القرنين مع هذه الأمة في سورة الكهف يعلم قطعا أنهما موجودتان وأن السد الذي بني ليس سدّا معنويا أو خياليا بل هو سد حسي مبني من الحديد والنحاس المذاب ، ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في كل من سورة الكهف وسورة الأنبياء فقط. “قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا” سورة الكهف آية 94. “حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ” سورة الأنبياء آية 96. وهذه الآيات تبين لنا كيف كان “يأجوج” و”مأجوج” في قديم الزمان أهل فساد وشر وقوة لا يصدّهم شيء عن ظلم من حولهم لقوتهم وجبروتهم ، حتى قدم الملك الصالح ذو القرنين ، فاشتكى له أهل تلك البلاد ما يلقون من شرهم ، وطلبوا منه أن يبنى بينهم وبين “يأجوج ومأجوج”سداً يحميهم منهم ، فأجابهم إلى طلبهم ، وأقام سداً منيعاً من قطع الحديد بين جبلين عظيمين ، وأذاب النحاس عليه ، حتى أصبح أشد تماسكاً ، فحصرهم بذلك السد واندفع شرهم عن البلاد والعباد. وأن السد الذي حصرهم به ذو القرنين ما زال قائماً ، وأنه يمنعهم من تحقيق مطامعهم في غزو الأرض وإفسادها. ذو القرنين نموذج طيب للحاكم الصالح – يمكنه الله فى الأرض ، ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر ، ولا يطغى ولا يتبطر، ولا يتخذ من الفتوح وسيلة لاستغلال الافراد والجماعات والأوطان..إنما ينشر العدل فى كل مكان يحل به. وقد دلت الأحاديث النبوية ملامح أكثر وضوحاً عن عالم “يأجوج” و”مأجوج”. فبينت أن لديهم نظاماً وقائداً يحتكمون لرأيه وأن السد الذي حصرهم به ذو القرنين يمنعهم من تحقيق مطامعهم في غزو الأرض وإفسادها ، ولذا فمن حرصهم على هدمه يخرجون كل صباح لحفر هذا السد ، حتى إذا قاربوا هدمه أخروا الحفر إلى اليوم التالي ، فيأتون إليه وقد أعاده الله أقوى مما كان ، فإذا أذن الله بخروجهم حفروا حتى إذا قاربوا على الانتهاء قال لهم أميرهم: ارجعوا إليه غداً فستحفرونه -إن شاء الله – فيرجعون إليه وهو على حاله حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس فيشربون مياه الأنهار ، ويمرون على بحيرة طبرية فيشربها أولهم ، فيأتي آخرهم فيقول : لقد كان هنا ماء !! ويتحصن الناس خوفاً منهم ، ففى الحديث :”أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة : أخرج بعث النار، فيقول : وما بعث النار؟ فيقول الله : من كل ألف تسعمائة وتسعين ، ففزع الصحابة – رضى الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال- عليه الصلاة والسلام : (أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً) رواه البخاري. وبينت الأحاديث كذلك أن خروجهم سيكون في آخر الزمان قرب قيام الساعة، وفي وقت يغلب على أهله الشر والفساد، قال – صلى الله عليه وسلم -: ( لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ فذكر: الدُّخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم” (صحيح مسلم) – أن هذه الأمة موجودة الآن بل وتحاول يوميا الخروج على الناس ، كما في الحديث:( ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج) رواه البخاري. ويهلك يأجوج ومأجوج ، ويعيش المسلمون بعد هلاكهم في رخاء ونعمة وأمن. اللهم نعوذ بك من شريأجوج ومأجوج ، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ، اللهم أحسن خاتمتنا وأعناعلى طاعتك ، اللَّهُمَّ هب لنا منك عملا صالحاً يُقربنا إليك ، فنسأل الله عز وجل بأن يتقبلنا جميعا في فسيح جناته ، اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسنتاً ذاكرة ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ . اللهم آمين – وإلى اللقاء

اترك تعليقاً