كرّر رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إدانته الشديدة للهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل فجر السبت. وكان الزعيم الليبرالي يتحدث في تجمع في أوتاوا نظّمه ’’الاتحاد اليهودي في أوتاوا‘‘ مساء أمس في مركز ’’سولوواي‘‘ الجاليوي اليهودي.
’’من المهم جداً أن نجتمع معاً لإظهار تضامننا مع أصدقائنا الإسرائيليين في هذه الأوقات الصعبة بشكل لا يُصدّق‘‘، قال ترودو أمام مئات الأشخاص في هذا التجمّع التضامني مع إسرائيل.
وأضاف ترودو أنّ ’’كندا تدين بشكل لا لبس فيه الهجمات الإرهابية التي ارتكبتها حماس‘‘، واصفاً أفعال هذه الحركة الفلسطينية بأنها ’’وحشية‘‘ و’’فظيعة‘‘ و’’لا يمكن تصوُّرُها‘‘.
ودعا رئيس الحكومة الكندية إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس ونقلتهم إلى قطاع غزة.
العالم حالياً في وضع مظلم للغاية.
وشكر سفير إسرائيل لدى كندا إيدو معيد رئيسَ الحكومة الكندية على دعمه.
’’هذه ليست مجرد مشكلة محلية، لكنها مشكلة نواجهها في المنطقة وخارجها‘‘، قال السفير الإسرائيلي.
من جانبه، أشار زعيم حزب المحافظين الكندي، بيار بواليافر، إلى أهمية تقديم خدمات قنصلية ذات جودة للكنديين الموجودين حالياً في إسرائيل.
’’يجب على كندا أن تقف الآن إلى جانب الإسرائيليين الذين يمارسون حقهم في الدفاع عن أنفسهم‘‘، أضاف بواليافر الذي يشكل حزبُه المعارضة الرسمية في مجلس العموم.
ورأى بواليافر أنّ على كندا أن تطالب بإجراء تحقيق حول كيفية ’’تنسيق‘‘ حماس هجومها بهذا الشكل الجيد‘‘.
عمدة أوتاوا ’’مفطور القلب‘‘
وتسبب الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السبت بصدمة لدى الجالية الإسرائيلي في العاصمة الفدرالية الكندية.
عمدة أوتاوا مارك ساتكليف، الذي شارك أيضاً في التجمع مساء أمس، قال إنه ’’مفطور القلب‘‘.
الهجمات على إسرائيل محسوسة بعمق في أوتاوا. (…) عندما تبكي إسرائيل، أوتاوا تبكي.
’’لقد مررنا جميعاً بشيء صعب جداً، جداً، ولا يزال مستمراً‘‘، قال من جهته نائب رئيس ’’المركز الاستشاري للعلاقات اليهودية والإسرائيلية‘‘ ومحامي المركز، ريشار مارسو.
ويعيش مارسو، الذي يقيم ابنه حالياً في إسرائيل، ’’مزيجاً من مشاعر الرعب وعدم التصديق والغضب والخوف والخشية‘‘، على الرغم من أنه يعلم أنّ ابنه حالياً بخير.
الشرطة تحمي دور العبادة ولن تتسامح مع جرائم الكراهية
وإذا لم يقل مارسو إنه قلق على سلامة المشاركين في التجمع أمس في أوتاوا، فقد أشار من جانبه ’’الاتحاد اليهودي في أوتاوا‘‘ على منصة ’’فيسبوك‘‘ إلى وجود جهاز أمني لحماية هذا الحدث.
’’نحن على علم بأنّ هناك أشخاصاً يظهرون دعمهم لحماس علناً‘‘، قال مارسو، ’’لسنا ساذجين‘‘.
وكان جهاز شرطة أوتاوا قد أكّد يوم السبت في تفريدة على منصة ’’إكس‘‘ (’’تويتر‘‘ سابقاً) أنه بالمرصاد لكلّ من يريد تعكير صفو الأمن أو بثّ الكراهية.
’’لقد عززنا تواجد الشرطة في أماكن العبادة، وخاصة المعابد اليهودية والمساجد‘‘، كتب جهاز الشرطة في العاصمة الفدرالية، مضيفاً أنه ’’لن يكون هناك تسامح مع جرائم الكراهية وسيتم التحقيق فيها بدقة‘‘.
وكان نحو مئة متظاهر مؤيد للفلسطينيين قد تجمّعوا يوم الأحد أمام النصب التذكاري الكندي لحقوق الإنسان في أوتاوا.
وقال مارسو إنه يشعر بالغضب عندما يرى متظاهرين يصفقون لأفعال وصفها بأنها ’’مجزرة‘‘.
يُشار إلى أنّ برج السلام في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا أُضيء بألوان العلم الإسرائيلي مساء الأحد وأنّ العلم الكندي نُكِّس حداداً على القتلى الذي سقطوا في إسرائيل في هجوم حماس.
وتشهد مدن كندية عديدة تجمعات تضامنية مع إسرائيل وأُخرى مع الفلسطينيين، وتحرص قوات الشرطة في مختلف المدن على منع حدوث ما يعكّر صفو الأمن أو يعرّض سلامة المواطنين للخطر.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)