RCI : لم ينتظر الكندي من أصل لبناني بسام نور الدين نداء وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي ليغادر لبنان ويعود إلى كندا.
وقالت الوزيرة جولي على موقع ‘’إكس’’ (‘’تويتر’’ سابقاً) ، في بداية الأسبوع الماضي بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل: ’’يجب على الكنديين الموجودين في لبنان أن يفكروا في مغادرة البلاد بينما لا تزال الرحلات الجوية التجارية متاحة.‘‘
وفي مقابلة مع راديو كندا الدولي بعد عودته إلى كندا، أوضح رجل الأعمال الذي يعيش في دائرة سان لوران في مونتريال أنه في بداية الحرب كان متواجداً مع زوجته في مسقط رأسه، قرية خربة سلم، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
وكان يعتزم البقاء لمدة شهرين في لبنان، وهي خطة كان قد أعدها منذ فترة طويلة، لكنه اضطر إلى قطع إقامته في اليوم الأربعين.
وتتذكر زوجته، كارين هوفمان، في مقابلة مع راديو كندا الدولي، أنه في اليوم التالي للهجمات التي قامت بها حركة حماس في إسرائيل، ’’بدأنا نسمع إطلاق نار كثيف ولكنه كان بعيداً وانفجارات بدت وكأنها لصواريخ من المحتمل أنّها ناتجة عن عمليات قصف.‘‘
ولم يكن الزوجان يعرفان على وجه التحديد مكان وقوع الانفجارات.
’’لقد بحثنا في المواقع الإعلامية لعدة ساعات لمعرفة مصدر الانفجار. لكنّنا كنا متأكدين من شيء واحد : الانفجار كان قريباً منّا، لذا أمكن لنا سماعه‘‘، كما قالت كارين هوفمان.
وحسب هذه الأخيرة، أكّد بعض سكان القرية أن ذلك حدث في مزارع شبعا على بعد نحو ستين كيلومتراً. ولم يعرف الزوجان بالضبط ما حدث واستطاعا فهم الوضع من خلال الأخبار في الراديو والتلفزيون، ومن هنا جاء قرارهما بالمغادرة.
“بعد يومين من القصف الأول، بدأ القصف بكثافة من جديد، وكان يمكن سماعه من بعيد. حينها فهمنا أن الأمور تتسارع وأن علينا المغادرة. “ نقلا عن كارين هوفمان وبسام نور الدين
وفي الأيام التي تلت هجوم حماس على إسرائيل، أطلق حزب الله اللبناني صاروخا على موقع عسكري إسرائيلي. ورد الجيش الإسرائيلي بقصف المنطقة التي انطلق منها الهجوم في جنوب لبنان.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لوكالة فرانس برس، كان الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب على حدوده الشمالية لدرء هجوم محتمل لحزب الله. وشهد يوم الجمعة الماضي مرة أخرى تبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمدفعية على طول الخط الأزرق الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان على مسافة 80 كيلومترا تقريبا، وفقا لعدد من البيانات الصحفية المتعاقبة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي.
ولم يكن بسام وزوجته كارين الوحيدين الذين غادروا المكان. ويقول رجل الأعمال من مونتريال: ’’كان هناك الكثير من السيارات في الشارع الرئيسي للقرية تغادر المنطقة‘‘.
وتضيف كارين هوفمان: ’’اتصل بنا أبناء عمومة بسام الذين يعيشون في مناطق أخرى من لبنان وطلبوا منا مغادرة المكان وعرضوا علينا إيواءنا في بيوتهم.‘‘
وكان أبناء عمومة بسام نور الدين الذين عايشوا ’’العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 أخبرونا أن الإسرائيليين غالباً ما يقصفون كل المكان سواء كان هناك مدنيون أم لا. لذا كان علينا أن نغادر‘‘، كما تقول كارين هوفمان.
ورغم تقديرهما للتضامن الذي أبداه أبناء العمومة اللبنانيين لإيوائهم، إلا أن الرجل وزوجته فضلا العودة إلى كندا مرورا ببيروت
“كان علينا شراء تذاكر الطائرة من جديد [للعودة إلى كندا]. لقد خسرنا الكثير من المال.
نقلا عن بسام نور الدين
وفضل هذا الأخير عدم ترك والدته البالغة من العمر 83 عاماً في لبنان. ورافقت الزوجين إلى كندا.
وكان بسام وزوجته يخططان للعيش في لبنان بعد التقاعد. فمنزلهم يقع في الجبال وسط الطبيعة.
وللتحضير لـ’’حياتهما المستقبلية‘‘، بدءا في العمل عن بعد من لبنان لبضعة أسابيع ’’رغم أن الإنترنت لم يكن مثاليا‘‘، كما قال بسام نور الدين ممازحا.
وقاما بتركيب نظام الألواح الشمسية لتزويد منزلهما بالكهرباء.
لكن الحرب دفعتهم للعودة مبكراً عما كان متوقعاً، لكن خطتهم للتقاعد في لبنان لا تزال قائمة. وفيما يخص الكنديين المتواجدين حاليا في لبنان، أشار الجيش الكندي يوم الجمعة الماضي إلى أنه يستعد لاحتمال أنه سيضطر إلى المساعدة في إخراج المواطنين الكنديين من لبنان، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الكندية.
وقد بدأت إسرائيل بإخلاء مدينة كبرى بالقرب من حدودها الشمالية مع لبنان.
وحثت وزارة الشؤون العالمية الكندية المواطنين الكنديين على مغادرة لبنان على متن رحلة تجارية بينما لا يزال هناك البعض منها متاحاً.
ويوجد نحو 14.500 كندي مسجلين على قائمة المواطنين الكنديين المتواجدين حاليا في لبنان.
(مع معلومات من وكالة الصحافة الكندية وفرانس برس)