افتُتح أوّل أمس الأربعاء معرض الكتاب في مونتريال في قصر المؤتمرات ويتواصل إلى غاية يوم الأحد 26 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقرّرت إدارة المعرض فتح أبوابه للطلبة مجّانا خلال الثلاثة أيام الأولى في الفترة الصباحية إذا كانوا مرفقين بأهلهم.
واتخذت الإدارة هذا القرار للتعويض عن إلغاء الزيارات المدرسية بسبب الإضراب. وكان من المقرّر أن يزور المعرض حوالي 18.000 تلميذ مرفقين بمعلّميهم.
وتعتبر هذه الزيارات جدّ مهمة بالنسبة للناشرين المختصين في منشورات الأطفال والمراهقين.
وتجري هذه االنسخة من المعرض تحت شعار ’’الإنسان‘‘ حيث دعا المنظمون ’’الجمهور لِلقاء مؤلفيهم المفضلين واكتشاف برنامج غني ومتنوع يسلط الضوء على إنسانيتنا هذا العام.‘‘
واستفاد المعرض من دعم حكومة كيبيك التي خصّصت له غلافا ماليّاً بقيمة 289.000 دولار.
وفي بيان، رحّب أوليفييه غوجون، المدير العام للمعرض، بهذا الدعم وقال إنّ ’’ مثل هذا الحدث يتطلب موارد مالية كبيرة. [بهذا الدعم] تعترف حكومة كيبيك بالدور الأساسي للمعرض وتشهد على المكانة المركزية التي يحتلها في المشهد الثقافي في كيبيك.‘‘
يُعدّ معرض الكتاب في مونتريال أكبر حدث أدبي ناطقة بالفرنسية في أمريكا الشمالية. وهو مفتوح لجميع الجماهير من جميع الأعمار، ويلعب دوراً ثقافياً واقتصادياً رئيسياً، سواء في كيبيك أو على المستوى الدولي.
ومن بين الأنشطة التي تجلب الجمهور في معرض الكتاب، تأتي جلسات توقيع الكتب في المرتبة الأولى.
ونظّمت دار نشر ’’ألتو‘‘ (Alto) جلسة مع الكاتب إيريك شاقور. وهو من مواليد مدينة مونتريال لأبوين مصريين.
وحضر جمهور غفير جلسة توقيع كتابه الأول ’’ما أعرفه عنك‘‘ (Ce que je sais de toi) الصادر في بداية العام الجاري.
وتمّ اختيار كتابه في القوائم الطويلة لجائزتين أدبيتين فرنسيتين مرموقتين هما جائزة ’’رونودو‘‘ (Renaudot) و’’فيمينا‘‘ (Femina).
ورغم إقصائه من القوائم القصيرة لهاتين الجائزتين إلّا أن الكاتب فاز بـ’’منحة الاكتشاف‘‘ لمؤسسة الأمير بيار لإمارة موناكو (La Bourse de la découverte de la Fondation Prince Pierre de Monaco).
وتعطى هذه المنحة لمؤلّف فرنكوفوني في بداية مشواره الأدبي عن أوّل رواية له.
وفاز إيريك شاقور، الذي يعيش بين فرنسا ومقاطعة كيبيك ويعمل في القطاع المصرفي، بجائزة ’’بروميير بلوم‘‘ (Première plume) الفرنسية التي تُمنح لمؤلّف عن أوّل رواية.
وتدور أحداث الرواية في القاهرة في الثمانينيات حيث يعيش طبيب شاب حياة وفق المصير المرسوم له.
وبين مستوصفه والعيادة المرموقة التي ورثها عن والده، ليس لدى طارق مجال كبير لطرح الأسئلة. لكن مقابلة شخص يبدو أن كل شيء يبعده عنه سيهز زواجه ومسيرته المهنية ويقينه، ولا يترك له أي خيار آخر سوى المنفى.
وشارك في المعرض مؤلفون وكتاب ينحدرون من البلدان العربية. ونظّم المركز الثقافي المغربي – دار المغرب جناحا خاصّا بالكتاب المغربي. وشمل كتبا باللغة العربية والفرنسية.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضح سمير بن شقرون، المكلّف بمهمة لدى إدارة المركز الثقافي المغربي أنّ ’’المركز يشارك بصفة مستمرة في معرض الكتاب في مونتريال. نوفّر فضاءً يتيح الفرصة للكتاب والمؤلفين المغربيين لعرض ابداعاتهم وأعمالهم.‘‘
وينتمي هؤلاء الكتاب للجالية المغربية المقيمة في كندا ومنهم من جاء لكندا بمناسبة معرض الكتاب، كما أضاف.
شارك فؤاد صهيون وهو كندي فلسطيني من مواليد مدينة حيفا بكتاب ألّفه عن سيرته الذاتية كلاجيء طُرد هو وعائلته من فلسطين عام 1948.
ويحمل كتابه الصادر عن دار نشر ’’أمالتي‘‘ (Amalthée) الفرنسي عنوان ’’حياتي، سمفونيتي‘‘ (Ma vie, ma symphonie).
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، قال هذا المهندس السابق في الإعلام الآلي الذي هاجر إلى كندا في عام 199، إنّه الكتاب ’’يحمل تاريخ حياتي منذ أن ولدت بفلسطين وخروجنا كلاجئين وعمري أربع سنوات.‘‘
وأقام في سبعة بلدان مختلفة قبل أن يستقر في كندا.
هذه قصة حياة اللاجئ الفلسطيني الذي ليس له أي مؤسسة يعود إليها ويجب عليه أن يعتمد على نفسه كي يشقّ طريقه في الحياة.
وعرف جناح دار نشر ’’أبوتيوز‘‘ (ِApthéose) إقبالا على كتاب الصحفي والكاتب الجزائري أمين الصغير الذي يعالج فترة التسعينيات من القرن الماضي حيث خاضت الجزائر حربا على الإرهاب الإسلاموي الداخلي.
ويحمل الكتاب الصادر بمناسبة معرض الكتاب في مونتريال عنونا ’’ العودة كاملا. مجند في الحرب ضد الإرهاب الإسلاموي في الجزائر‘‘ (Revenir entier. Un appelé dans la guerre contre le terrorisme islamiste en Algérie).
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، يقول الصحفي المقيم في كندا منذ 12 عاماً إنّ الكتاب ’’يروي واقعاً عاشه الجزائريون لكنّهم مُنعوا من الكتابة عنه بسبب قانون المصالحة الوطنية.‘‘
وصدر ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في 2005 وتتمثّل أبرز بنوده في العفو عن أعضاء الجماعات الإرهابية الإسلاموية الذين يسلّمون أنفسهم للسلطات الجزائرية. ويُستثنى منهم أولئك الذين ارتكبوا جرائم القتل الجماعي.
ولا تشارك في المعرض دور النشر البارزة فقط. فعلى سبيل المثال لا الحصر شاركت دار ن نشر ’’باثفايندر‘‘ (Pathfinder) التي أسسها حزب العمال الاشتراكي (الولايات المتحدة).
وتتميّز الكتب الصادرة عنها بتوجّهها اليساري.
وفي حوار مع راديو كندا الدولي، أوضخ ميشيل بريري، أحد محرّري دار النشر، أّن ’’دار ’باثفايندر موجودة منذ الثورة الروسية [1917]. وهي دار نشر اشتراكية تقع في الولايات المتحدة وتنشر مؤلفات القادة الثوريين للحركة العمالية من ماركس وإنغلز إلى فيدل كاسترو ومانديلا وسانكارا.‘‘
ونظرا للحرب الحالية في الشرق الأوسط، يقول السيد بريري إنّه سجّل اقبالا للجمهور على كتاب ’’المفهوم المادي للمسألة اليهودية‘‘ (La question juive. Une interprétation marxiste) للمؤلف البلجيكي إبراهام ليون الذي توفي في معسكر اعتقال أوشفيتز النازي.
وحسب ميشيل بريري، ’’يقول المؤلّف إننا لا يمكننا أن نكتفي بالمصادر الدينية لفهم نجاة الشعب اليهودي.‘‘