دعا الحزب الديمقراطي الجديد حكومةَ جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا إلى الاعتراف رسمياً بفلسطين كدولة، مجادلاً بأنّ هذا الأمر يساعد في تعزيز السلام في الشرق الأوسط.
’’لقد حان الوقت لكي تفعل كندا المزيد من أجل بناء حل سلمي لشعب فلسطين وشعب إسرائيل‘‘، قالت أمس النائبة هيذر ماكفرسون، الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الجديد للشؤون الخارجية.
وستقدّم ماكفرسون إلى مجلس العموم اقتراح عضوٍ خاص يطلب منه الاعتراف بالأراضي الفلسطينية كدولة ذات سيادة.
ومن المفترض أن يظهر الاقتراح في الوثائق البرلمانية اليوم، لكن من غير المرجح أن يتم طرحه على التصويت في وقت قريب. ومع ذلك، تطلب ماكفرسون من أعضاء مجلس العموم تأييده والضغط على حكومة ترودو للقيام بالمتابعة.
وأشارت ماكفرسون إلى أنّ الحكومتيْن البريطانية والأميركية قالتا مؤخراً إنهما تدرسان فكرة الاعتراف الكامل بفلسطين كدولة عندما تنتهي الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
من جهته، لم يردّ حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، بشكل فوري عندما سُئل ما إذا كان سيدعم الاقتراح، فيما تجنّب مكتب وزيرة الخارجية ميلاني جولي الرد بشكل مباشر على السؤال.
’’تعتقد كندا أنّ السبيل الوحيد لتحقيق هدف السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط يتّخذ شكلَ حلّ الدولتيْن، ومن ضمنه إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمان‘‘، كتبت المتحدثة باسم جولي، إيزابيلا أوروزكو ماديسون.
وأعلنت ماكفرسون اقتراحها من مبنى البرلمان محاطةً بمجموعة من نواب حزبها اليساري التوجه. ولم يكن زعيم الحزب، جاغميت سينغ، بينهم، لكنّ مكتبه قال إنه وجميع نواب الحزب يؤيدون الاقتراح.
ومنذ عقود من الزمن والحكومة الكندية تدعم قيام دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب دولة إسرائيل، وهو جوهر ما يُعرف بـ’’حلّ الدولتيْن‘‘.
وتعترف كندا حالياً بالأراضي الفلسطينية ككيانات منفصلة عن دولة إسرائيل، ولكن ليس كدولة في حد ذاتها.
وبناءً على ذلك، لفلسطين بعثة دبلوماسية وسفير معترف بهما بالكامل من قبل أوتاوا، ولكن ليس كممثليْن لدولة، على غرار سفير الاتحاد الأوروبي في أوتاوا.
لم أفهم أبداً كيف يمكن لليبراليين أو المحافظين أن يقولوا إنهم يؤمنون بحلّ الدولتيْن دون أن يعترفوا بالدولتيْن.
وترى ماكفرسون أنّ الاعتراف رسمياً بفلسطين كدولة يشكّل خطوة ضرورية من أجل التصدي للجهود المتواصلة التي يبذلها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لإحباط مثل هذا الهدف.
’’انطلاقاً من هذا الموقف يمكنك البدء في إجراء محادثات سلمية، ثم يمكنك البدء في النظر إلى الشكل الذي ستأخذه دولة فلسطين‘‘، أضافت ماكفرسون.
وتعترف دول كثيرة في قارتيْ آسيا وإفريقيا بفلسطين كدولة. رئيسة المفوضية الفلسطينية العامة لدى كندا، مُنى أبو عمارة، دأبت على القول منذ أشهر إنّ على كندا أن تفعل الشيء نفسه.
وانضمت جنوب إفريقيا إلى هذه الدعوات في أعقاب الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية أواخر كانون الثاني (يناير) الفائت والذي أمر إسرائيل بأن تفعل كلّ ما بوسعها لمنع ارتكاب إبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
(نقلاً عن خبر لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)