قال رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، إنّ مقاطعة كيبيك لن تحصل على صلاحيات إضافية فيما يتعلق بالمهاجرين الذين تستقبلهم.
وقال ترودو هذا الكلام عقب اجتماعه اليوم في مونتريال برئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو، الذي قال له إنّ كيبيك لا يمكنها استيعاب المزيد من طالبي اللجوء وطالبه بأن تنقل الحكومة الفدرالية إلى مقاطعته كافة الصلاحيات المتعلقة بالهجرة إليها.
’’لا، لن نمنح (كيبيك) المزيد من الصلاحيات في مجال الهجرة‘‘، قال ترودو، ’’هي ليست مسألة اختصاص (قانوني)، هي مسألة إيجاد حلول‘‘.
’’لدى كيبيك صلاحيات تتعلق بالهجرة أكثر ممّا هو موجود لدى أيّ مقاطعة أُخرى لأنه من المهم جداً حماية اللغة الفرنسية‘‘، أضاف رئيس الحكومة الفدرالية.
يُشار إلى أنّ كيبيك هي المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية. وهناك اتفاقية بينها وبين الحكومة الفدرالية تسمح لها بالحفاظ على قدر من السيطرة على عدد المهاجرين الذين تستقبلهم. لكنّ الحكومة الفدرالية تبقى مسؤولة عن المعايير الوطنية المتعلقة بالهجرة وقبول الزائرين والإشراف عليهم.
من جهته، قال لوغو للصحفيين، بعد أن تحدث ترودو، إنّ رئيس الحكومة الفدرالية أظهر ’’انفتاحاً‘‘ في العديد من الملفات، لا سيما فيما يتعلق بإصدار التأشيرات، والذي يمكن، وفقاً للوغو، التشدد فيه كما حصل مع المكسيكيين، ما يتيح استهداف مواطني دول أُخرى.
وأضاف لوغو أنّ ترودو بدا مستعداً لنقل بعض الصلاحيات إلى كيبيك، مثل القدرة على قبول بعض العمال المؤقتين، والتي كانت في السابق مسؤولية فدرالية.
ومشيراً إلى رسم بياني يوضح الزيادة الحادة في عدد طالبي اللجوء والمهاجرين المؤقتين في كيبيك خلال العاميْن الماضييْن، قال لوغو إنّ كيبيك باتت ممتلئة.
’’لقد تم تجاوز قدرتنا على الترحيب بهم‘‘، قال لوغو عن طالبي اللجوء، ’’نحن نفتقر إلى المعلمين ونفتقر إلى الممرضات ونفتقر إلى السكن‘‘.
وأضاف لوغو أنّ تدفق أعداد كبيرة من طالبي اللجوء إلى كيبيك ’’يمثّل مشكلة حقيقية لمستقبل اللغة الفرنسية في كيبيك‘‘.
وكانت حكومة لوغو قد طالبت الشهر الفائت الحكومة الفدرالية بمبلغ مليار دولار تعويضاً عن تكلفة استقبال طالبي اللجوء ورعايتهم في أعوام 2021 و2022 و2023.
ورداً على هذا المطلب، أقرّ رئيس الحكومة الفدرالية اليوم بأنّ كيبيك ’’تقوم بأكثر من حصتها‘‘ في استقبال طالبي اللجوء.
وبدون أن يلتزم بدفع المبلغ المطلوب كاملاً، وافق ترودو على أنّ هذا التدفق الكبير من طالبي اللجوء يشكل ضغطاً ليس فقط على مالية كيبيك، ولكن أيضاً على خدماتها الصحية والتربوية.
وأكد ترودو أنه سيكون هناك تعويض، لكنه أشار إلى أنّ الحسابات التي استندت إليها كيبيك للمطالبة بمليار دولار سيتمّ فحصها في اجتماعات عمل.
يُشار إلى أنه بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) 2023 كان 55,58% من طالبي اللجوء في كندا، أي 160.651 شخصاً من أصل 289.047، مقيمين في مقاطعة كيبيك.
ويوم أمس واجه رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ) ضغوطاً في الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) من زعيم الحزب الكيبيكي (PQ)، بول سان بيار بلاموندون، في ملف الهجرة، وقال رداً على سؤال من هذا الأخير إنه سيطلب من رئيس الحكومة الفدرالية عندما يجتمع به اليوم أن ينقل إلى كيبيك كافة الصلاحيات المتعلقة بالهجرة إليها.
ويدعو الحزب الكيبيكي إلى استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية وحلّ أولاً في نوايا التصويت في المقاطعة وفق استطلاعات أُجريت في الأشهر الماضية.
(نقلاً عن موقعيْ ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)