RCI: أعلنت ثلاثة أحزاب معارضة، المحافظون والكتلة الكيبيكية والخضر، أنها ستصوت ضد ميزانية الحكومة الليبرالية التي قدّمتها وزيرة المالية كريستيا فريلاند بعد ظهر أمس.
من جانبه، قال زعيم الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه)، جاغميت سينغ، إنه يريد التحدث مع رئيس الحكومة جوستان ترودو قبل اتخاذ موقف بشأن الميزانية.
يُذكر أنّ الحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي الجديد أبرما اتفاقاً في آذار (مارس) 2022 يضمن لحكومة ترودو، وهي حكومة أقلية، البقاء في السلطة حتى عام 2025، أي حتى نهاية ولايتها، من خلال الدعم الممنهج لنواب الديمقراطي الجديد لها في عمليات التصويت المصيرية في مجلس العموم، ومن ضمنها التصويت على الميزانية.
’’لقد أجبرنا الحكومة على وضع عناصر قيد التنفيذ في هذه الميزانية لمساعدة الناس‘‘، قال سينغ في حديث مع الصحفيين أمس عقب تقديم فريلاند الميزانية.
وأشاد سينغ بشكل خاص بإدراج التأمين الدوائي وإجراءات لمساعدة المستأجرين في الميزانية. ’’لو لم يضغط الديمقراطيون الجدد على الحكومة، لما فعلت الحكومة الليبرالية كلّ هذا على الإطلاق‘‘، قال سينغ.
’’لدينا أيضاً مخاوف في هذه الميزانية، فيما يتعلق بأنهم سيقتطعون 5.000 وظيفة في القطاع العام، وأنه ليس لديهم خطة لحلّ فجوة التمويل لمجتمعات السكان الأصليين فيما يتعلقّ بالبنى التحتية والإسكان‘‘، أضاف سينغ.
وقال سينغ إنه قبل أن يتخذ قراراً بشأن الميزانية ’’أريد أن أسمع ما هي خطة الحكومة الليبرالية، ما هي خطة رئيس الحكومة لتذليل هذه المخاوف‘‘، مضيفاً أنّ ’’الكرة الآن هي في ملعب الليبراليين‘‘.
يُشار هنا إلى أنّ الميزانية تتضمّن اقتطاع 5.000 وظيفة في القطاع العام الفدرالي، كما قال سينغ، ولكن من خلال الاستنزاف الطبيعي وعلى مدى السنوات الأربع المقبلة.
كما انتهز سينغ الفرصة لتوجيه سهامه إلى حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية متهماً إياه بأنه يريد إجراء اقتطاعات في خدمات عديدة، من التأمين الدوائي إلى رعاية صحة الأسنان مروراً بدور الرعاية النهارية للأطفال.
وكما كان متوقَّعاً، قال زعيم المحافظين بيار بواليافر أمس في مجلس العموم إنّ ’’المحافظين ذوي المنطق السليم‘‘ سيصوتون ضد الميزانية.
’’هذه تاسع ميزانية فيها عجز بعد أن وعد رئيس الحكومة بأنّ الميزانية ستتوازن بنفسها‘‘، قال بواليافر، ’’وكلّ الأشياء التي ينفِق عليها أصبحت أسوأ حالاً‘‘.
وحمّل زعيم المحافظين سياسات الحكومة الليبرالية مسؤولية الزيادة في أسعار الإيجارات السكنية وأقساط الرهن العقاري وأسعار المواد الغذائية.
’’بعد تسع حالات عجز في الميزانية، أصبحت الحكومة غنية والشعبُ فقيراً. ولهذا السبب سيصوت المحافظون ذوو المنطق السليم ضد هذا الإطفائي الذي يرشّ بالبنزين، وليس بالماء، نار التضخم التي أشعلها‘‘، قال بواليافر قاصداً ترودو.
ووفقاً لميزانية فريلاند أمس، من المتوقع أن يصل العجز في السنة المالية الحالية، 2024 – 2025، إلى 39,8 مليار دولار، مقارنة بـ40 مليار دولار في السنة المالية الماضية.
من جهته، اتّهم زعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه الحكومة الليبرالية بانتهاك صلاحيات المقاطعات من خلال الميزانية التي قدّمتها أمس.
’’هذا هجوم وقح على صلاحيات كيبيك والمقاطعات‘‘، قال زعيم ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم للصحفيين، مؤكداً أنّ حزبه سيصوّت ضد الميزانية.
وانتقد بلانشيه ’’العجز البغيض‘‘ في الميزانية وأعرب عن أسفه لعدم تضمنّها ’’أيّ شيء لكبار السنّ‘‘ ولا ’’أيّ شيء لخفض الدعم لشركات النفط‘‘.
ووفقاً لبلانشيه ليس هناك أيّ شكّ في أنّ الحزب الديمقراطي الجديد سيدعم ميزانية حكومة الأقلية الليبرالية.
وانتقد الحزب الأخضر الكندي، هو الآخر، الميزانية، ووصفها نائب زعيمه جوناتان بيدنو بأنها ’’ميزانية فول سوداني‘‘، قاصداً أنها هزيلة، لا تسمن ولا تغني من جوع.
كما أعرب بيدنو عن أسفه لما اعتبره قلة الاستثمارات الهادفة لمواجهة أزمة المناخ في الميزانية.
وللحزب الأخضر مقعدان من أصل 338 مقعداً في مجلس العموم.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)