تكثّف الحكومة الكندية إجراءاتها الاستباقية في الشرق الأوسط، بما في ذلك نشر مساعدة عسكرية في المنطقة في حال تفاقم الصراع بين تنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني ودولة إسرائيل.
ولدعم عمل وزارة الشؤون العالمية الكندية في حال نشوء مثل هذا الوضع، نشرت كندا ’’فريقاً للاتصال العملياتي والاستطلاع‘‘ مكوّن من حوالي 30 جندياً متمركزين في جزيرة قبرص القريبة من لبنان وفي نقاط رئيسية في المنطقة.
’’من أجل تقديم المساعدة لوزارة الشؤون العالمية الكندية، يقوم أفراد القوات المسلحة الكندية حالياً بمساعدة السفارة الكندية في لبنان في التخطيط لحالات الطوارئ‘‘، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الوطني في أوتاوا، أندريه آن بولان، في بيان لراديو كندا.
’’يندرج النشر الأمامي للموارد في إطار الأنشطة التحضيرية الاعتيادية للقوات المسلحة الكندية والتي تدعم أنشطة التخطيط والاتصال مع الوزارات والوكالات الحكومية الأُخرى، بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين الحلفاء‘‘، أضافت بولان في بيانها.
ومع ذلك، تلفت كندا انتباه مواطنيها وحملة بطاقة الإقامة الدائمة المتواجدين حالياً في لبنان إلى أنها لا تقوم حالياً بأيّ عملية إجلاء من هذا البلد وإلى أنها ليست في وضع يمكّنها من تقديم ضمانات لهم بإعادتهم إلى كندا في حال اتّساع نطاق الصراع الحالي أو نشوب أزمة كبيرة.
على الرغم من أنّ تخطيطاً حذراً هو قيد الإجراء، نودّ التأكيد مجدداً أنّ كندا لا تقدّم حالياً مساعدة في المغادرة ولا تقوم بإجلاء الكنديين من لبنان، ولا يوجد ضمانة على الإطلاق بأنّ الحكومة الكندية ستقوم بإجلاء الكنديين في حالات الأزمات.
وتأتي هذه الاستعدادات الكندية بعد التحذيرات المستمرة من الحكومة الفدرالية لحوالي 21.400 كندي يعيشون في لبنان لكي يغادروه في وقت يتصاعد فيه خطر اندلاع حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وتنظيم ’’حزب الله‘‘ المدعوم من إيران.
إجلاء عائلات الدبلوماسيين الكنديين في إسرائيل
في سياق متصل، قامت كندا في وقت سابق من الأسبوع الحالي بإجلاء أزواج الدبلوماسيين الكنديين المعتمَدين في إسرائيل وأولادهم.
وأوضحت وزارة الشؤون العالمية أنّ الدافع وراء هذا الإجراء كان ’’زيادة مخاطر تفاقم الصراع في الشرق الأوسط‘‘.
يُشار إلى أنّ الوزارة تنصح الكنديين منذ 3 آب (أغسطس) الجاري بتجنب السفر إلى إسرائيل نظراً للمخاطر الحالية.
ولم تحدد الوزارة المكان الذي تم نقل أزواج الدبلوماسيين وأولادهم إليه، مكتفيةً بالإشارة إلى أنهم نُقلوا إلى ’’بلد ثالث آمن‘‘ في إجراء ’’مؤقت‘‘.
لكنّ صحيفة ’’يديعوت أحرونوت‘‘ الإسرائيلية ذكرت يوم الثلاثاء أنّ أزواج الدبلوماسيين الكنديين في تل أبيب وأولادهم نُقلوا إلى الأردن.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ الأطفال المُعالين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً لا يرافقون الدبلوماسيين الكنديين المعتمدين في لبنان وفي رام الله، مركز السلطة الوطنية الفلسطينية.
ولفتت وزارة الشؤون العالمية في أوتاوا إلى أنّ ’’السفارة الكندية لدى إسرائيل في تل أبيب، والسفارة الكندية لدى لبنان في بيروت، والممثّلية الكندية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية (في رام الله) لا تزال كلها تعمل بكامل طاقتها وتواصل تقديم الخدمات الأساسية للكنديين، بما في ذلك الخدمات القنصلية‘‘.
(نقلاً عن موقع راديو كندا (نافذة جديدة)، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)