RCI : بعد شهريْن من الاضطراب السياسي في كندا جرّاء تهديده بفرض رسوم جمركية، لم يأتِ الرئيس الأميركي المعاد انتخابه دونالد ترامب على ذكر الجارة الشمالية لبلاده في الخطاب الذي ألقاه اليوم خلال حفل تنصيبه لولاية رئاسية جديدة.
كما أنّ خطاب ترامب لم يقدّم إيضاحات حول وضع هذا التهديد وما سيؤول إليه.
وكان مسؤول جديد في البيت الأبيض، أصرّ على عدم الكشف عن هويته، قد أشار للصحفيين قبل وقت قصير من أداء ترامب اليمين الدستورية في مبنى الكابيتول في واشنطن إلى تقرير نشرته صحيفة ’’ذي وُول ستريت جورنال‘‘ الاقتصادية الأميركية جاء فيه أنّ ترامب سيوقّع أمراً تنفيذياً لبدء تحقيق في ممارسات تجارية ونقدية مزعومة غير عادلة من قبل كندا والمكسيك والصين، بدلاً من فرض رسوم جمركية على الواردات من هذه الدول.
وبالتالي لن يفرض ترامب رسوماً جمركية ضارة على كندا في يوم تنصيبه.
وهو كان قد هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي اليوم، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة. وفيما يتعلق بالصين، هدّدها برسوم جمركية إضافية بنسبة 10%.
وتفيد تقارير بأنّ فريق ترامب أعدّ له أكثر من 100 أمر تنفيذي. لكن من غير الواضح بعد ما تتضمنه تلك الأوامر ولا كم منها سيتمّ التوقيع عليه على الفور.
ترودو يهنئ ترامب ويشدّد على أهمية ’’العمل معاً‘‘
وأصدر رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بياناً اليوم هنّأ فيه ترامب على تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.
’’نحن أقوى عندما نعمل معاً‘‘، كتب ترودو، ’’إني أتطلع إلى العمل مع الرئيس ترامب وإدارته وأعضاء كونغرس الولايات المتحدة والمسؤولين على مستوى الولايات والمستويات المحلية لتحقيق الرخاء لشعبيْنا، فيما نقوم بحماية مصالح الكنديين والدفاع عنها‘‘.
وأشار رئيس الحكومة الليبرالية إلى الجهود التي بذلتها كندا لتعزيز الأمن على الحدود المشتركة.
ففي مسعى منها لتهدئة مخاوف ترامب، أعلنت حكومة ترودو قبل شهر ونيّف عن استثمار إضافي بقيمة 1,3 مليار دولار على مدى ست سنوات لتعزيز مراقبة الحدود وأمنها. والولايات المتحدة هي الجارة البرية الوحيدة لكندا وشريكها التجاري الأول ووجهة ثلاثة أرباع صادراتها.
لكن لن يكون أمام ترودو وقت طويل للعمل مع إدارة ترامب. فزعيم الحزب الليبرالي الكندي، رئيسُ حكومة الأقلية في أوتاوا، أعلن في 6 كانون الثاني (يناير) الجاري أنه سيتنحّى من المنصبيْن ما أن يختار حزبه خلفاً له.
وينتخب الليبراليون خلفاً لترودو في 9 آذار (مارس) المقبل.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)