You are currently viewing السياسات الحمائية الجديدة لترامب: كيف يجب أن يكون ردّ كندا؟

السياسات الحمائية الجديدة لترامب: كيف يجب أن يكون ردّ كندا؟

الكلمة نيوز
بقلم الخبير في الشؤون العامة والعلاقات الحكومية والدولية انطوان طيار
مع دخول التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميريي دونالد ترامب حيز التنفيذ في مطلع فبراير، تجد كندا نفسها أمام تحدٍّ اقتصادي كبير. قد لا يكون البلد مستعدًا بالكامل لمواجهة سياسة تجارية عدائية، لكنه يمتلك الأدوات اللازمة للحد من المخاطر واتخاذ تدابير استباقية.
في ظل هذه التحديات، تحتاج كندا إلى قيادة قوية واستراتيجيات طوارئ للتعامل مع التداعيات المحتملة. المطلوب هو توحيد الجهود، تعزيز الوحدة الوطنية، تأجيل الخلافات الحزبية والحسابات الانتخابية الفيدرالية الضيقة، والعمل المشترك على خطة وطنية لتعزيز المرونة والجهوزية الاقتصادية.
نقاط القوة الكندية: -اقتصاد متنوع ، يعتمد على قطاعات رئيسية مثل الطاقة، الزراعة، التكنولوجيا، والتصنيع، مما يمنحها القدرة على التكيف مع الضغوط الاقتصادية.
– شراكات تجارية متعددة ، وقّعت كندا اتفاقيات كبرى مثل اتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوروبي (CETA) والشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، مما يقلل من اعتمادها على السوق الأمريكية.
– شبكة دبلوماسية قوية، تربطها علاقات وثيقة مع حلفاء عالميين مثل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ما يمنحها فرصًا بديلة في حال تأزمت علاقاتها مع الولايات المتحدة.
– استقرار سياسي ، رغم بعض التوترات الداخلية، لا تزال كندا ديمقراطية مستقرة ذات نظام سياسي فعّال يمكنها التعامل مع الأزمات.
ولكن توجد أيضًا نقاط ضعف مقلقة: – اعتماد مفرط على السوق الأمريكية ،حيث يتم توجيه أكثر من 75٪ من الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة، مما يجعلها عرضة لأي قرارات مفاجئة من قبل ترامب.
– انقسامات داخلية ، الخلافات بين الحكومة الفيدرالية وبعض المقاطعات، مثل ألبرتا، تضعف موقف كندا التفاوضي.
– بنية تحتية غير كافية لتنويع الصادرات ، رغم الاتفاقيات التجارية العالمية، إلا أن الموانئ وخطوط الأنابيب ليست مجهزة بشكل كافٍ لتحويل الصادرات إلى أسواق بديلة مثل آسيا أو أوروبا.
– علاقة متوترة مع ترامب، مما يمثل تحديًا إضافيًا في إعادة بناء علاقات عمل فعالة مع إدارته.
“ماذا يجب أن تفعل كندا الآن؟”
– تشكيل تحالف وطني: يجب على الحكومة الفيدرالية العمل عن كثب مع جميع المقاطعات، وخاصة ألبرتا، لتوحيد الموقف الوطني بشأن قضايا استراتيجية مثل الطاقة والتجارة.
– تسريع تنويع التجارة: الاستثمار في البنية التحتية، مثل تطوير الموانئ وخطوط الأنابيب، سيمكن كندا من توسيع صادراتها إلى أسواق جديدة وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة.
– تعزيز العلاقات مع الحلفاء: ينبغي لكندا الاستفادة من شراكاتها الدولية لتعزيز مكانتها العالمية، لا سيما من خلال توسيع التعاون التجاري مع الاتحاد الأوروبي وآسيا.
– إدارة توقعات الجمهور: من الضروري توعية المواطنين بالتحديات المقبلة والإجراءات الحكومية المتخذة لمواجهتها، لتعزيز الثقة وتجنب التوترات الاجتماعية.
– تحفيز الاقتصاد المحلي: دعم الصناعات الوطنية وزيادة الاستثمارات في الابتكار والبنية التحتية سيساعد في تقليل تأثير القرارات الأمريكية على الاقتصاد الكندي.
“ترامب والعقلية الصفرية: لا رابح في الحرب التجارية.”
من المعروف أن ترامب لا يسعى لحلول “رابح-رابح”، بل ينظر إلى العلاقات الدولية كصراع يجب أن يكون فيه طرف خاسر ليكون الآخر رابحًا، وحيث لا مجال لحلول تحقق مكاسب متبادلة. هذا ما تؤكده المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل في مذكراتها، حيث قالت:“بالنسبة له، جميع الدول في منافسة، ونجاح أحدها يعني بالضرورة فشل الآخر.”
هذا هو الأسلوب المتوقع، وعلى القادة الكنديين الاستعداد لمواجهة خصم لا يؤمن بالمصالح المتبادلة، بل بالمكاسب الأحادية. سيكون النجاح في هذه المواجهة مرهونًا بمدى قدرة كندا على التحرك بسرعة، ووضع استراتيجيات صلبة حيز التنفيذ، والتعامل بواقعية مع الوضع الجديد.
الحرب التجارية لن يكون فيها رابح، والمتضررون سيكونون المواطنون والشركات في كلا البلدين. فهل ستكون كندا وقياداتها مستعدة للعمل كجبهة موحدة لمواجهة المرحلة القادمة؟

اترك تعليقاً