RCI: استضافت جامعة مونكتون في شرق كندا نهاية الأسبوع الماضي ألعاب الترجمة، للمرة الأولى في 10 سنوات. فقام حوالي 40 طالباً جامعياً من عدة مقاطعات باختبار مهاراتهم في امتحانات ترجمة مختلفة.
وشكّل هذا اللقاء لطلاب الترجمة فرصة لتقييم مستقبل هذه المهنة.
ويتفق الطلاب الذين تحدث إليهم راديو كندا أمس في مونكتون، كبرى مدن مقاطعة نيو/نوفو برونزويك، على أنّ الهدف الأساسي للترجمة هو جمع الناس معاً من خلال مساعدتهم على فهم بعضهم البعض.
’’أعتقد أنّ الترجمة تطوّرت كثيراً لكي، ليس فقط تساعد أشخاصاً مختلفين على فهم بعضهم البعض، ولكن أيضاً لتكون قادرة على مساعدة أشخاص مختلفين على التفاهم بشكل خاص‘‘، تقول إيميه ديبري سميث، وهي طالبة ترجمة في جامعة مونكتون.
وهذه الرغبة في تسهيل التفاهم هي في صميم تطلعات طلاب الترجمة.
ماريا أَوْشيش، التي تكمل دراستها في مجال الترجمة في جامعة كونكورديا في مونتريال، تتحدث أمس في جامعة مونكتون إلى مراسل راديو كندا.
ماريا أَوْشيش تكمل دراستها في مجال الترجمة في جامعة كونكورديا في مونتريال، وهي تترجم بيانات مهمة للجهاز الحكومي الفدرالي.
وتأمل أَوْشيش أن تُتاح لها الفرصة، خلال حياتها المهنية، بترجمة أعمال كيبيكية باللغة الفرنسية إلى الإنكليزية.
’’ثلاثة أرباع الترجمات التي نقوم بها تتم من الإنكليزية إلى الفرنسية. نستورد الكثير من أماكن أُخرى، لكننا لا نصدّر ما نكتبه‘‘، تقول أَوْشيش بأسف.
من جهتها، تنوي كايلا كاردينال لافرانس، وهي محامية في منطقة أوتاوا وتتابع برنامج الترجمة القانونية في جامعة ماكغيل في مونتريال، ترجمةَ وثائق لتمكين المجتمعات اللغوية من فهم محتواها.
ولا تخيف برمجياتُ الترجمة، وإن كانت أكثر كفاءة من ذي قبل، ولا الذكاءُ الاصطناعي الطالبتيْن. فوفقاً لهما، هذه الأدوات لا تلتقط كلّ الفروق الدقيقة والتعقيدات البشرية والثقافية.
“نتعلم اللغات من خلال الكلام، من خلال التفاعل. الإنسان فقط يمكنه أن يتعلم حقاً هذه الخصائص الصغيرة، هذه الفروق اللغوية الدقيقة.”
نقلا عن ماريا أَوْشيش، طالبة ترجمة في مونتريال
’’حتى الآن لم أرَ مطلقاً أيّ آلة قادرة أن تجد السياق، كلَّ ما هو في الخلفية، أو أن تفهم المتحدث أو (…) راوي النص الأصلي‘‘، تضيف أَوْشيش.
“نقوم بمدّ جسر بين لغتيْن، وحتى بين ثقافتيْن. نقوم بالترجمة لنقل الفكرة نفسها من ثقافة إلى أُخرى.”
نقلا عن كايلا كاردينال لافرانس، محامية تَدرُس ترجمة قانونية
في أحسن الأحوال، وفقاً لهاتيْن المترجمتيْن المتدربتيْن، برمجيات الترجمة هي قواميس متطورة ولا تجعل الترجمة مهنة بالية تخطاها الزمن. وأحد أسباب اختيارهما المهنة هو فرص العمل المتوفرة فيها.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)