لم تلتزم اليوم وزيرة المالية الفدرالية كريستيا فريلاند بالوفاء بهدف الـ40,1 مليار دولار كسقفٍ للعجز في الميزانية الذي حددته لحكومتها العام الماضي. وتبدو حكومة جوستان ترودو الليبرالية حالياً وكأنها تحرّر نفسها قبل الانتخابات العامة المقبلة من القيود المفروضة على الإنفاق.
وقالت فريلاند في مؤتمر صحفي عقدته اليوم إنها تتوقع أن يُظهر البيان الاقتصادي الخريفي الذي ستقدّمه يوم الاثنين المقبل انخفاضاً في نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي.
’’سترون في البيان الاقتصادي الخريفي الأسبوع المقبل أنّ الحكومة تحافظ على مرساتها المالية. وعلى وجه التحديد، تخفيض الدين الفدرالي كحصة من الاقتصاد على المدى المتوسط‘‘، قالت فريلاند.
وقالت وزيرة المالية إنها تتوقع تحقيق ما توقعته الربيع الفائت بشأن نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي للسنة المالية الحالية، 2023 – 2024، والبالغة 42,1%.
وعندما سُئلت فريلاند ما إذا كانت ستحقق أيضاً الهدف المتعلق بالعجز، لم تعطي إجابةً واضحة.
’’أختار كلماتي بعناية، لأنه من المهم أن أكون واضحة مع الكنديين. ومن المهم أن أكون واضحة مع أسواق رأس المال‘‘، قالت فريلاند التي تشغل أيضاً منصب نائبة رئيس الحكومة.
يُذكر أنّ فريلاند أعلنت الخريف الفائت عن مجموعة من الإجراءات الوقائية المالية استجابةً لضغوطٍ من بنك كندا (المصرف المركزي) وعدد من خبراء الاقتصاد لتجنّب تأجيج التضخم بإنفاقٍ مفرط.
ويبدو أنّ فريلاند تتخلّى الآن عن واحد على الأقل من تلك الحواجز، وهو الذي يتمثّل في إبقاء العجز عند مستوى 40,1 مليار دولار أو أقلّ للسنة المالية الحالية.
ويأتي هذا التغيير الواضح في مسار مكافحة العجز في الوقت الذي تبحث فيه حكومة ترودو عن سبل لاستعادة تأييد الكنديين الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم.
ومن جهته، يتوقع المدير البرلماني للميزانية الفدرالية إيف جيرو عجزاً قدره 46,8 مليار دولار للسنة المالية الحالية.
روبير أسلان، النائب الأول لرئيس المجلس الكندي للأعمال (CCA – BCC)، أصدر بياناً اتّهم فيه حكومة ترودو بـ’’فقدان السيطرة على المالية العامة‘‘.
’’لا يمكنك انتقاء مرتكزات مالية واختيارها كما تشاء، ثمّ التراجع عن التزام قطعته قبل عام واحد فقط‘‘، قال أسلان الذي كان مديراً للميزانية لدى وزير المالية الليبرالي السابق بيل مورنو.
يُشار إلى أنّ كندا على موعد مع انتخابات فدرالية عامة في تاريخ أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025.
(نقلاً عن وكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)