بعد اجتماع دام عشر دقائق مع الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب في باريس، اقتنع رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو بأنّ على كندا ألّا تلجأ إلى التهديد رداً على تهديد الرئيس الأميركي المقبل بفرض رسوم جمركية على كافة واردات بلاده من كندا.
’’سألتُه: ’هل يمكن تجنّب الرسوم الجمركية في 21 كانون الثاني (يناير)؟‘ أجابني: ’نعم، إذا قمتم بتأمين الحدود‘، وأضاف: ’إذا لم يعد هناك مهاجرون غير شرعيين يدخلون إلى الولايات المتحدة، لن تكون هناك (رسوم جمركية بنسبة) 25%‘.‘‘، قال لوغو.
هذا ما رواه رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ) لراديو كندا خلال زيارته أمس مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق الكندي حيث وقّع ورئيس حكومتها أندرو فوري اتفاقاً مبدئياً حول الطاقة الكهربائية.
وجاء لقاء رئيس ثانية كبريات المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد بالرئيس الأميركي المنتخَب على هامش مراسم إعادة افتتاح كاتدرائية ’’نوتردام دو باري‘‘ في العاصمة الفرنسية يوم السبت الفائت.
يُذكر أنّ ترامب هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
وأوضح لوغو في حديثه إلى راديو كندا أنه لا يشاطر الحل الذي اقترحه نظيره في مقاطعة أونتاريو، دوغ فورد، لمنع ترامب من تنفيذ تهديده.
وكان فورد قد هدّد مساء الأربعاء بوقف إمدادات الطاقة عن خمس ولايات أميركية في حال نفّذ ترامب تهديده. ’’سنستخدم كلّ أداة في صندوق أدواتنا، بما في ذلك قطعها عنهم‘‘، قال فورد فور انتهاء اجتماع افتراضي، عبر الإنترنت، دعا إليه رئيسُ الحكومة الفدرالية جوستان ترودو أواخر بعد ظهر الأربعاء جميعَ رؤساء حكومات المقاطعات، ومن ضمنهم لوغو، وشارك فيه أيضاً عدد من الوزراء الفدراليين.
أتفهّم السيد فورد عندما يقول: ’’سنكون صارمين! سنفرض (رسوماً جمركية) نحن أيضاً!‘‘ (…) ردّ فعلي هو عدم إخافته. لم نبلغ هذا الحدّ! أعتقد أنه قبل الدخول في حرب ضدّ دونالد ترامب، الأمر بسيط للغاية: علينا أن نضع خطة لتأمين حدودنا. أعتقد أنّ هذا ما يجب أن يكون خيارنا الأول!
نقلا عن فرانسوا لوغو، رئيس حكومة مقاطعة كيبيك
وقال لوغو إنه كرّر هذا الموقف في الاجتماع الذي دعا إليه رئيسُ الحكومة الفدرالية يوم الأربعاء.
وأضاف لوغو أنّ ترودو أثار خلال الاجتماع إمكانية استدعاء أفراد من أجهزة الشرطة التابعة للمقاطعات للمساهمة في تعزيز سلامة الحدود مع الولايات المتحدة.
’’سيتطلّب الأمر عناصر بشرية، لكن من أين سيأتي بهم (ترودو)؟‘‘، قال لوغو، مضيفاً أنّ ترودو سأل خلال الاجتماع رؤساءَ حكومات المقاطعات ما إذا كانت لديهم موارد بشرية للمساهمة في تعزيز سلامة الحدود.
’’في شرطة مقاطعة كيبيك (SQ) إنهم مشغولون بالكامل. ليس لديّ أيّ موارد متاحة. هل عليه أن يسأل الجيش؟‘‘، تساءل رئيس حكومة كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية والمحاذية لأربع ولايات أميركية.
والولايات المتحدة هي الجارة البرية الوحيدة لكندا وشريكها التجاري الأول ووجهة ثلاثة أرباع صادراتها.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)