ألواح بليكسيغلاس في مجلس العموم الكندي لضمان التباعد الجسدي
من إعداد مي أبو صعب
قرّر مجلس العموم الكندي وضع حواجز من البليكسيغلاس اعتبارا من اليوم الإثنين، بعد أن أفاد الموظّفون الطلّاب Pages، الذين يقدّمون خدمات داخل قاعة الجلسات، أنّ النواب لا يلتزمون بإرشادات التباعد الجسدي التي فرضتها سلطات الصحّة العامّة للوقاية من كوفيد-19 حسب معلومات حصل عليها القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة سي بي سي. وأفاد بريد إلكتروني داخلي في مجلس العموم حصلت عليه سي بي سي أنّ بعض الموظّفين الطلّاب أعربوا عن قلقهم بشأن صحّتهم وسلامة عائلاتهم لأنّ بعض النوّاب والموظّفين لا يبتعدون عن بعضهم في الردهات والصالات بعد نزع الكمامة فوق هضبة البرلمان حيث بإمكانهم عقد اجتماعات أو شراء الطعام وهم يراقبون الأحداث في غرفة مجلس العموم المجاورة. “يكون بعض أعضاء مجلس العموم والموظّفين الذين لا يضعون كمامة على مقربة منك عندما تكون في الصالات” كما ورد في بريد إلكتروني وقّعه ألكساندر جاك المستكتب ومنسّق برامج الموظّفين الطلّاب في مجلس العموم.
ويحقّ لأعضاء مجلس العموم وموظّفيه عدم ارتداء الكمامات وهم جالسون في قاعة مجلس العموم، أو في ردهات الحكومة وصالات المعارضة، لكنّهم ملتزمون بالتباعد الجسدي بموجب إجراءات مجلس الاقتصاد الداخلي، الهيئة الإداريّة في مجلس العموم. وقد انتهك نوّاب من أحزاب المعارضة الثلاثة، حزب المحافظين والحزب الديمقراطيّ الجديد وحزب الكتلة الكيبيكيّة، القواعد الصحيّة حسب معلومات حصلت عليها سي بي سي من مصادر في مجلس العموم. وقد وافقت أحزاب المعارضة لدى استئناف الدورة البرلمانيّة الخريفيّة على خطّة أعلنها بابلو رودريغيز زعيم الكتلة اللليبراليّة البرلمانيّة، تقضي بعقد جلسات هجينة في مجلس العموم الذي يضمّ 338 نائبا. ويشارك في الجلسات عدد من الأعضاء حضوريّا و يشارك آخرون عن طريق رابط الفيديو ليتسنّى الالتزام بالتباعد الاجتماعي. وتمّ الاتّفاق على أن يصوّت النوّاب المشاركون عن بعد عبر رابط الفيديو بانتظار أن يصبح تطبيق التصويت عبر الهاتف الخليويّ جاهزا.
وكان حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم قد دعا إلى عقد جلسات حضوريّة فقط بمشاركة عدد محدود من النواب، وعارض التصويت الإلكتروني، لكنّه تمّ التصويت على الخطّة بالإجماع. ووجّهت إدارة مجلس العموم رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الموظّفين الطلّاب الذين يقدّمون الخدمات داخل مجلس العموم بعد أن عرفت أنّ سي بي سي اطّلعت على المسألة. وأكّدت الرسالة أنّ سلامتهم في أولويّات الإدارة وأنّها سوف تتّخذ إجراءات في ردهات المعارضة اعتبارا من اليوم الإثنين. وتوفّر حواجز البليكسيغلاس وقاية إضافيّة للموظّفين الطلّاب عندما يجلسون في قاعة الجلسات، وليس أثناء تنقّلهم لنقل أوراق ورسائل إلى طاقم عمل الأحزاب الموجودين في قاعة الجلسات.
ويرتدي الموظّفون الطلّاب الكمامة، وقد دعا البعض منهم لأن تكون إلزاميّة للنوّاب وطاقم عملهم داخل قاعة جلسات مجلس العموم وفي الردهات حسب ما أفادت به مصادر في مجلس العموم. ويتخوّف البعض منهم أن يساهم النوّاب في نشر فيروس كورونا المستجدّ الذي يؤدّي إلى الإصابة بمرض كوفيد-19 على نحو كبير لأنّهم يتنقّلون أسبوعيّا عدّة مرّات بين أوتاوا ودوائرهم الانتخابيّة حيث يلتقون فريق عملهم ويشاركون في أحداث ولقاءات. ويشار إلى أنّ اختبارات الكشف عن الفيروس أظهرت الشهر الماضي نتائج إيجابيّة لدى كلّ من إيرين أوتول زعيم حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم، و إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض. وأثار أوتول العديد من التعليقات نهاية الأسبوع الفائت عندما ظهر من دون كمامة جالسا إلى جانب رئيس حكومة ألبرتا جيسن كيني خلال مشاركتهما في خدث افتراضي. وقالت هيذر برادلي مديرة الاتّصالت في مجلس العموم إنّ الإدارة نصحت الموظّفين الطلّاب بالانسحاب من أيّ موقف يرونه غير آمن وتبليغ رؤسائهم فورا عن مخاوفهم.
(سي بي سي / راديو كندا الدولي)