مهرجان العالم العربي في مونتريال في نسخة رقمية
من إعداد كوليت زينة ضرغام
ترّيث منظمو مهرجان العالم العربي في مونتريال في أخذ القرار في ما يتعلّق بالنسخة الـ 21 لمهرجانهم هذه السنة في ظلّ قرار حكومة مقاطعة كيبيك بفرض الحجر الجزئي وإلغاء كل التجمعات وأشكال المهرجانات بصيغتها المعهودة بسبب تفشي الكوفيد. وهكذا فإن إنطلاقة المهرجان ستتأخر هذه السنة كما ستتغيّر صيغته تلائما مع زمن الكورونا. في سابقة من نوعها سيقدّم المهرجان السنوي الحادي والعشرون للعالم العربي في مونتريال في نسخة رقمية بين 12 و29 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل تحت عنوان “الفضاء واحد لاكتشاف عوالم كثيرة”.
في البيان الصحافي الذي وزع على الصحفيين المهتمين بتغطية انشطة المهرجان تقول إدارة المهرجان بأنه “في هذه الفترة من عدم اليقين الكبير ، يصمم فريقها أكثر من أي وقت مضى على البقاء على قيد الحياة” ومواجهة كل الصعوبات والتحدّيات التي تفرضها الجائحة. وإذا كان “الفضاء صفر” عنوانا لنسخة العام 2007 من المهرجان حيث كنا نواجه أزمة الأماكن المشتركة التي تسببت بها غرائز الهوية في ذلك الوقت بعد لجنة بوشار-تايلور في كيبيك التي نتج عنها ما سمي بالتسويات المعقولة. فإننا نطلق “الفضاء واحد” على نسختنا الحالية في زمن الكورونا إذ نشهد “تطهيرا معمما لكل الأماكن المشتركة في مواجهة الخطر الذي تواجهه البشرية جمعاء”.
“أم كلثوم بأصواتهن”
مع “الفضاء واحد” يعيد مهرجان العالم العربي ابتكار المكان لاستمرار الوصال مع جمهوره عبر التقنية الرقمية. وجاء في البيان الصحفي “أن فريق المهرجان ضاعف إبداعاته ليتمكن من تقديم برامج عالية الجودة تلّبي توّقعات جمهور المهرجان” وذلك على الرغم من إغلاق الحدود مع دول العالم التي كان المهرجان يستقدم منها الفنانين والمبدعين لإحياء أنشطته سنويا.
وبفضل المنصّات الالكترونية والثورة الرقمية سيتمكن مهرجان العالم العربي من الوصول إلى جمهوره في كندا والعالم. وسيقدّم لهم باقة منّوعة من الفنون من مسرح وسينما وغناء ورقص و كوريغرافيا. بعض العروض تنقل بشكل مباشر من على خشبات مسارح “البلاس دي آر” وغيرها من المسارح المونتريالية لتصل إلى المتلقي المشترك عبر مواقع التواصل والتطبيقات الرقمية.
كما سيقدم مهرجان العالم العربي صالونه الثقافي غير المسبوق إذ يناقش المحاضرون من كل أقطاب العالم الموضوعات عبر تطبيق “الزووم” بشكل مباشر مع جمهور المهرجان. عودّنا مهرجان العالم العربي في مونتريال في السنين الماضية على أن يكون سبّاقا وجريئا ومبتكرا وهذه السنة لا تشكل استثناء في عمر هذا المهرجان الفتي الذي وُضع بدوره في مواجهة شرسة مع جائحة غيّرت وجه العالم بأسره.
(المصدر: مهرجان العالم العربي، Communications Véronique Facteau)