زلزال تركيا واليونان: استمرار البحث عن ناجين وسط الحطام
تواصل فرق الإنقاذ في تركيا البحث عن ناجين وسط حطام المباني التي دمرها زلزال هز جنوب غربي البلاد الجمعة. ووصل عدد قتلى الزلزال، الذي أثر على الجزر اليونانية أيضا، إلى 27 شخصا بينما وصل عدد المصابين إلى 800. وتجري عمليات البحث وسط مئات الهزات الارتدادية التي تهز منطقة إزمير. وتسبب الزلزال في تسونامي صغير اجتاح سواحل تركيا واليونان.
وأكدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن قوة الزلزال بلغت 7 درجات على مقياس ريختر بينما قالت تركيا إنها لم تتعدى 6.6 درجة. ومن بين القتلى 25 في تركيا بينما قالت اليونان إن صبيا وفتاة لقيا مصرعهم في جزيرة ساموس بعدما انهار عليهم جدار بسبب الزلزال. وتواصلت عمليات البحث في إزمير خلال ساعات الليل وسط حطام 20 مبنى انهارت أثناء الزلزال.
وقال المسؤولون عن عمليات البحث إنهم أتموا مهامهم في 8 من المباني العشرين المتهدمة وسيواصلون عملهم في البقية. وتم إخراج نحو 100 شخص من الناجين من وسط الحطام حتى الساعات الأولى من صباح السبت، وذلك حسب ما صرح به وزير البيئة والمناطق الحضرية التركي مراد كوروم. ومن بين الناجين سيدة وأطفالها الأربعة في أحد مباني وسط المدينة بينما تم انتشال فتاة وكلبها من تحت الركام الخرساني في الساعات الأولى من صباح السبت. ونصبت السلطات التركية خيمة كبيرة وسط إزمير لاستضافة نحو ألفي شخص قبل حلول مساء الجمعة وسط مخاوف من انهيار مبان أخرى تأثرت بالزلزال. ويشارك نحو 4 آلاف عامل إغاثة و475 سيارة وعشرون كلبا مدربا في جهود الإنقاذ لكن أكثر من 400 هزة ارتدادية أخرت عملهم إلى حد كبير. وبين الهزات الارتدادية أكثر من 33 هزة تعدت قوتها 4 درجات على مقياس ريختر.
ماذا حدث؟
ضرب الزلزال قبيل الثانية ظهر الجمعة بالتوقيت المحلي. وكان مركزه يقع على بعد 14 كيلومترا من سواحل جزيرة ساموس اليونانية قرب السواحل الغربية لتركيا والتي يقابلها سواحل مدينة إزمير وعمقه نحو 21 كيلومترا. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن سكان العاصمة اليونانية أثينا شعروا بالزلزال لكن السلطات التركية أعلنت أن عمق بؤرة الزلزال وصل إلى 16 كيلومترا فقط.
ووقع أغلب الخسائر في المنطقة الساحلية في مدينة إزمير التركية المطلة على الساحل الشرقي لبحر إيجه. وقال كريس بدفورد، وهو مدرس بريطاني متقاعد يعيش في غربي إزمير، لبي بي سي “لقد كان الزلزال قويا بما يكفي لطرحك أرضا، وكانت محاولة الخروج من المنزل مع أطفالي تشبه محاولة السكران ممارسة السير”.
ماذا عن اليونان؟
في جزيرة ساموس، إنهار جدار على مراهقين اثنين صبي وفتاة فقتلا على الفور بينما تعرض 8 آخرون لإصابات مختلف في بقية أنحاء الجزيرة. وتسبب الزلزال، الذي قدرت السلطات اليونانية قوته بنحو 6.7 درجة على مقياس ريختر، في تسونامي صغير اجتاحت خلاله المياه الشوارع القريبة من الساحل. وقال الصحفي اليوناني المقيم في الجزيرة مانوس ستيفاناكي لبي بي سي “لقد شعرنا بالزلزال بقوة”، مشيرا إلى أنه كان أقوى زلزال يضرب الجزيرة منذ العام 1904.
وأكد فريد عطا، وهو صحفي آخر في الجزيرة، أن أغلب الخسائر كانت على الواجهة الساحلية الشرقية للجزيرة قائلا “سوف تتعطل الكثير من المحال والمتاجر بسبب الزلزال”. وطالبت السلطات السكان بالبقاء في الخارج في مناطق بعيدة عن الساحل، بينما قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس إنه قدم تعازيه للرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وقال “مهما كانت خلافاتنا هناك أوقات يحتاج شعبينا التكاتف والوقوف سويا”.
وفي وقت لاحق، قال إردوغان في تغريدة على حسابه على موقع تويتر “تركيا أيضا مستعدة على الدوام لدعم اليونان في التعافي من جراحه، ويمكن للجارتين أن تظهرا التكاتف والوحدة في الأوقات الصعبة، وهو أمر تفوق قيمة الكثير من الأمور الأخرى في الحياة”.وتسود العلاقات بين الدولتين توترات مستمرة بسبب النزاع على حقوق التنقيب على مصادر الطاقة في شرقي المتوسط.
(المصدر: ” عربي BBC News”)