واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– عزز الجهد الدبلوماسي المكثف، من مسؤولي الطاقة والأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزيادة إنتاج النفط عالميًا وسط ارتفاع الأسعار إثر الحرب الروسية في أوكرانيا، شعورًا حذرًا بالتفاؤل داخل البيت الأبيض.
الهدفان الرئيسيان لهذه الجهود، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لديهما علاقات فاترة مع الولايات المتحدة منذ أن تولى بايدن منصبه. كلا البلدين عضوان في منظمة “أوبك”، الكتلة القوية المكونة من 13 دولة التي تسيطر مجتمعة على 40٪ من إنتاج النفط العالمي. وكلاهما كان على علاقة ودية مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن على مدار الشهر الماضي، يقول المسؤولون الأمريكيون إنه تم إحراز تقدم وقد يكون هناك دليل على أن العمل الدبلوماسي بدأ يؤتي ثماره.
يوم الأربعاء، قال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، لشبكة CNN، إن بلاده تريد زيادة إنتاج النفط وستشجع أوبك على زيادة إمداداتها. جاءت التصريحات بعد أسابيع من الرسائل العلنية من أوبك بأنها لن ترفع إنتاجها، لكن التصريحات أثارت أكبر انخفاض ليوم واحد في أسعار النفط منذ ما يقرب من عامين.
قال مسؤولون إن تصريحات السفير الإماراتي ارتدت داخل البيت الأبيض وغذت الإحساس بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
أجرى مسؤولون أمريكيون محادثات دبلوماسية في فنزويلا الغنية بالنفط الشهر الجاري، على الرغم من أن إدارة بايدن قللت منذ ذلك الحين من فكرة أي زيادات في الإنتاج من الدولة الخاضعة لعقوبات شديدة. قد يؤدي احتمال التوصل إلى اتفاق نووي وشيك مع إيران في نهاية المطاف إلى إطلاق موجة من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات إلى السوق مرة أخرى، لكن لا يُنظر إليه على أنه حل قريب المدى داخل البيت الأبيض.
الحقيقة هي أن الجزء الأكبر من زيادة إنتاج النفط التي يتطلع إليها مسؤولو الطاقة الأمريكيين يأتي من الشرق الأوسط. على وجه الخصوص، يرى المسؤولون والمشاركون في السوق أن أسرع طريقة للحصول على أكبر قدر من النفط في السوق هي من خلال زيادة إنتاج المملكة العربية السعودية.
ولكي يحدث ذلك، يدرك المسؤولون الأمريكيون أنه يتعين عليهم معالجة العلاقة المتوترة بشدة بين الرئيس جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. منذ الأيام الأولى لإدارة بايدن، شعر السعوديون بأنه تم إهمالهم شخصيًا بسبب ما يقولون إنه قرار الرئيس بإعادة تقييم العلاقة بأكملها إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.
وقال مصدر أمريكي مسؤول، لشبكة CNN، إنه “من الصعب الوصول إلى وضع أفضل دون التعامل مع محمد بن سلمان”، مضيفا: “لا يوجد طريق آخر للقيام بذلك”.
مكالمة هاتفية حرجة
عندما تطرق المسؤولون الأمريكيون أخيرًا إلى إمكانية إجراء مكالمة بين بايدن ومحمد بن سلمان في أواخر يناير، اقترح المسؤولون السعوديون بدلًا من ذلك إجراء الاتصال بين بايدن والملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعلن بايدن في بداية عامه الرئاسي الأول أنه نظيره المباشر. وجرى الاتصال في فبراير/ شباط الماضي، بعد 12 شهرًا من آخر اتصال بينهما.
ومع ذلك، يشير المسؤولون المنخرطون في الأمر إلى ما حدث منذ ذلك الحين كنافذة على علاقة، رغم أنها لا تزال معقدة، إلا أنها أظهرت بوادر استقرار في لحظة حرجة.
بحسب وزارة الخارجية الصينية، ألغى محمد بن سلمان، الذي كان من المقرر أن يسافر إلى بكين في فبراير لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، رحلته “لأسباب تتعلق بالجدول الزمني”. قال مصدران من المنطقة مطلعان على الأمر، لشبكة CNN، إن السبب الحقيقي، كان جزئيًا على الأقل، حتى يتمكن محمد بن سلمان من حضور المكالمة بين والده وبايدن. وقال المصدران إن محمد بن سلمان استمع للمكالمة لكنه لم يتكلم.
ولم ترد سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق.
قال مسؤول أمريكي إن المكالمة بين بايدن والملك سلمان في 9 فبراير تضمنت مناقشة حول ضمان استقرار إمدادات النفط العالمية، ومهدت الطريق لسفر اثنين من كبار مسؤولي بايدن إلى المملكة العربية السعودية.
بعد 3 أيام، كان بريت ماكغورك وعاموس هوكستين، كبار مبعوثي بايدن للأمن القومي والطاقة للمنطقة، في العاصمة السعودية الرياض لعقد اجتماع وجهًا لوجه لمدة ساعات مع محمد بن سلمان وعدد من كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وقال مسؤول كبير بإدارة بايدن عن الرحلة إلى الرياض إنه تم الإعداد خلال الاتصال بين الملك سلمان وبايدن ولم تكن مقررة قبل الاتصال.
وقال مسؤولون إنه لم يكن هناك طلب صريح لزيادة الإمدادات في ذلك الاجتماع. لكن مع بقاء روسيا على بعد أيام من الغزو الذي كان متوقعا لأوكرانيا، كانت الديناميكيات المتقلبة لأزمة سوق النفط محورًا رئيسيًا للنقاش.
في الأيام التي تلت ذلك، رفض مسؤولو البيت الأبيض علنًا تقديم أي تفاصيل محددة عن اجتماعات مبعوثي بايدن في الرياض، وبذلوا جهدًا في عدم وصف أي تقدم تم إحرازه، إن وجد.
لكن وراء الكواليس، تم وضع الأساس لعملية استمرت لأسابيع.
منذ الاجتماع في الرياض، قال مصدر مسؤول إن إدارة بايدن والسعوديين كان لديهم “مجموعة مثمرة حقًا من المشاركات التي تتابع تلك المناقشة على أجندة إيجابية تعكس مجموعة مهمة للغاية من القضايا التي نتشارك فيها”. وأضاف المصدر أن ذلك يشمل قضايا الطاقة والأمن الإقليمي والتنمية الدولية.
وقال مصدر مطلع إنه يبدو أن السعوديين يسلطون الضوء على علاقة العمل بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، عندما كشفوا، الخميس، علنًا أن عملية سعودية – أمريكية مشتركة، في وقت سابق من العام الجاري، تمكنت من إخراج فتاتين أمريكيتين من اليمن بأمان.
ومع ذلك، يقر مسؤولون أمريكيون آخرون بأن العلاقة ليست قريبة من أن تكون قوية كما كانت من قبل، وأنها ستتطلب اهتمامًا أكثر وعلى مستوى عالٍ من إدارة بايدن.
اضطراب السوق
عندما شنت روسيا غزوها في 24 فبراير، ردت الولايات المتحدة وتحالف أكثر من 30 دولة بعقوبات كاسحة تستهدف اقتصاد البلاد.
في حين تم تجنب عقوبات الطاقة بشكل متعمد في محاولة لحماية الحلفاء الغربيين، لا سيما في الاتحاد الأوروبي، من صدمات الأسعار المزعزعة للاستقرار، أدت العقوبات القاسية إلى اضطراب السوق حيث تعد روسيا ثاني أكبر مصدر في العالم.
واجه المنتجون الروس، في أعقاب العقوبات، صعوبة في الطلبات الجديدة على النفط، مع تراجع المشاركين في السوق، خوفا من عقوبات شاملة تستهدف البنك المركزي في روسيا وأكبر مؤسساتها المالية.
ومع ذلك، فإن التأثير يتجاوز الاقتصاد الروسي. روسيا عضو في “أوبك بلس”، التي تعد اللاعب الأكثر أهمية في عرض السوق. تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف إلى محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
ألمحت روسيا إلى أنها لن تؤيد زيادة الإنتاج، والتي ستأتي إلى حد كبير على حسابها.
اختار أعضاء “أوبك بلس” الالتزام بجدول الإمداد المتفق عليه عندما اجتمعوا في 2 مارس، وهو القرار الذي لم يكن مفاجئًا للمسؤولين الأمريكيين في ذلك الوقت.
في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تحركت الولايات المتحدة بمفردها لحظر واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، وهي شريحة صغيرة من إجمالي الصادرات الروسية، لكنه إجراء آخر تسبب في قلق السوق وساهم في رفع الأسعار.
سارع المسؤولون الأمريكيون بالتواصل لتأمين زيادة إنتاج الطاقة من الشركات والدول في جميع أنحاء العالم. بقيادة هوكستين، مبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة، وماكغورك، شمل التواصل عدة دول في الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا، فضلاً عن مناقشات مكثفة مع المنتجين الأمريكيين.
مع استمرار تأثير ارتفاع الأسعار، أفسحت الطبيعة الهادئة لتلك الجهود الطريق لرسالة عامة مباشرة.
وقال داليب سينغ، نائب مستشار الأمن القومي للاقتصاد الدولي وأحد المسؤولين عن الاستجابة الأمريكية، في تصريح لشبكة CNN، الأربعاء: “نريد المزيد من إمدادات النفط في العالم”. وأضاف: “نريده من منتجين لديهم قدرة احتياطية”. وأشار صراحة إلى أن السعودية هي أحد هؤلاء المنتجين.
اختبار التحمل الإماراتي
الإمارات من بين هؤلاء المنتجين الذين لديهم طاقة نفطية فائضة. لكنها أيضًا حليف خليجي تقليدي لديه علاقة متوترة بشكل متزايد مع الولايات المتحدة منذ أن تولى بايدن منصبه.
وأوضح مصدر أمريكي مسؤول أن الإمارات شعرت بأنه لم يكن هناك قدر كبير من الدعم لها من قبل الولايات المتحدة بعد الهجوم المميت الذي نفذه الحوثيون المدعومون من إيران، على العاصمة أبوظبي، في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأضاف المصدر أنهم أيضا قلقون من إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكل ضعيف للغاية، وبالتالي تمكين الحرس الثوري الإيراني.
وتابع المصدر بالقول إنه عندما أرسل بايدن كبار مساعديه إلى السعودية، أدرج ماكغورك توقفًا في الإمارات، حيث كان التركيز بشكل خاص على اليمن وشمل جهدًا للتأكيد على الدعم الأمريكي لدفاع الإمارات عن أراضيها ضد الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات بدون طيار، التي تدعمها إيران.
وقال البيت الأبيض في بيان عن الرحلة للإمارات إن ماكغورك ناقش “الحاجة إلى الجمع بين الضغط على الحوثيين في اليمن والجهود المنسقة التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب هناك”.
كانت علامات توتر العلاقات واضحة في أعقاب الغزو الروسي.
وقال مسؤولون أمريكيون إن امتناع الإمارات عن التصويت على قرار تقوده الولايات المتحدة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في مجلس الأمن الدولي، يرجع إلى حد كبير إلى الإحباط بشأن مواقف إدارة بايدن تجاه الأزمة في اليمن.
ثم عرض يوسف العتيبة الديناميكيات المضطربة في تصريحات عامة، مشيرًا إلى أن العلاقة “تتمتع بأيام قوية حيث تكون العلاقة صحية للغاية وهناك أيام تكون فيها العلاقة محل تساؤل”. وأضاف: “اليوم نجتاز اختبار تحمّل لكنني واثق من أننا سنخرج منه ونصل إلى مكان أفضل”.
ومع ذلك، كانت تعليقات العتيبة عن دعم زيادة الإنتاج، الأربعاء، هي التي دفعت أسواق النفط للهبوط وأثبتت بعض الدلائل المحتملة على أن الجهود الدبلوماسية لإدارة بايدن بدأت تؤتي ثمارها.
ولكن حتى مع إشارة الإمارات إلى أنها ستدعم زيادة الإنتاج، أوضحت الدولة أيضًا أنه سيتعين عليها الالتزام بقواعد أوبك، والتي تتطلب من جميع الدول دعم أي تحرك لزيادة العرض.
وبعد ساعات فقط من تصريحات العتيبة، بدا أن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي يتراجع عن ذلك لكنه لم يناقض ما قاله العتيبة. وبدلًا من ذلك، أوضح دعم الإمارات للعمل ضمن إرشادات أوبك.
وقال سهيل المزروعي، عبر تويتر، فيما بدا أنه محاولة لطمأنة زملائه الأعضاء: “الإمارات ملتزمة باتفاقية أوبك بلس وآليتها الحالية لتعديل الإنتاج الشهري”. ومن المقرر عقد اجتماع “أوبك بلس” المقبل في 31 مارس.
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– عزز الجهد الدبلوماسي المكثف، من مسؤولي الطاقة والأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لزيادة إنتاج النفط عالميًا وسط ارتفاع الأسعار إثر الحرب الروسية في أوكرانيا، شعورًا حذرًا بالتفاؤل داخل البيت الأبيض.
الهدفان الرئيسيان لهذه الجهود، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لديهما علاقات فاترة مع الولايات المتحدة منذ أن تولى بايدن منصبه. كلا البلدين عضوان في منظمة “أوبك”، الكتلة القوية المكونة من 13 دولة التي تسيطر مجتمعة على 40٪ من إنتاج النفط العالمي. وكلاهما كان على علاقة ودية مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
لكن على مدار الشهر الماضي، يقول المسؤولون الأمريكيون إنه تم إحراز تقدم وقد يكون هناك دليل على أن العمل الدبلوماسي بدأ يؤتي ثماره.
يوم الأربعاء، قال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، لشبكة CNN، إن بلاده تريد زيادة إنتاج النفط وستشجع أوبك على زيادة إمداداتها. جاءت التصريحات بعد أسابيع من الرسائل العلنية من أوبك بأنها لن ترفع إنتاجها، لكن التصريحات أثارت أكبر انخفاض ليوم واحد في أسعار النفط منذ ما يقرب من عامين.
قال مسؤولون إن تصريحات السفير الإماراتي ارتدت داخل البيت الأبيض وغذت الإحساس بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.
أجرى مسؤولون أمريكيون محادثات دبلوماسية في فنزويلا الغنية بالنفط الشهر الجاري، على الرغم من أن إدارة بايدن قللت منذ ذلك الحين من فكرة أي زيادات في الإنتاج من الدولة الخاضعة لعقوبات شديدة. قد يؤدي احتمال التوصل إلى اتفاق نووي وشيك مع إيران في نهاية المطاف إلى إطلاق موجة من النفط الإيراني الخاضع للعقوبات إلى السوق مرة أخرى، لكن لا يُنظر إليه على أنه حل قريب المدى داخل البيت الأبيض.
الحقيقة هي أن الجزء الأكبر من زيادة إنتاج النفط التي يتطلع إليها مسؤولو الطاقة الأمريكيين يأتي من الشرق الأوسط. على وجه الخصوص، يرى المسؤولون والمشاركون في السوق أن أسرع طريقة للحصول على أكبر قدر من النفط في السوق هي من خلال زيادة إنتاج المملكة العربية السعودية.
ولكي يحدث ذلك، يدرك المسؤولون الأمريكيون أنه يتعين عليهم معالجة العلاقة المتوترة بشدة بين الرئيس جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. منذ الأيام الأولى لإدارة بايدن، شعر السعوديون بأنه تم إهمالهم شخصيًا بسبب ما يقولون إنه قرار الرئيس بإعادة تقييم العلاقة بأكملها إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018.
وقال مصدر أمريكي مسؤول، لشبكة CNN، إنه “من الصعب الوصول إلى وضع أفضل دون التعامل مع محمد بن سلمان”، مضيفا: “لا يوجد طريق آخر للقيام بذلك”.
مكالمة هاتفية حرجة
عندما تطرق المسؤولون الأمريكيون أخيرًا إلى إمكانية إجراء مكالمة بين بايدن ومحمد بن سلمان في أواخر يناير، اقترح المسؤولون السعوديون بدلًا من ذلك إجراء الاتصال بين بايدن والملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعلن بايدن في بداية عامه الرئاسي الأول أنه نظيره المباشر. وجرى الاتصال في فبراير/ شباط الماضي، بعد 12 شهرًا من آخر اتصال بينهما.
ومع ذلك، يشير المسؤولون المنخرطون في الأمر إلى ما حدث منذ ذلك الحين كنافذة على علاقة، رغم أنها لا تزال معقدة، إلا أنها أظهرت بوادر استقرار في لحظة حرجة.
بحسب وزارة الخارجية الصينية، ألغى محمد بن سلمان، الذي كان من المقرر أن يسافر إلى بكين في فبراير لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، رحلته “لأسباب تتعلق بالجدول الزمني”. قال مصدران من المنطقة مطلعان على الأمر، لشبكة CNN، إن السبب الحقيقي، كان جزئيًا على الأقل، حتى يتمكن محمد بن سلمان من حضور المكالمة بين والده وبايدن. وقال المصدران إن محمد بن سلمان استمع للمكالمة لكنه لم يتكلم.
ولم ترد سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق.
قال مسؤول أمريكي إن المكالمة بين بايدن والملك سلمان في 9 فبراير تضمنت مناقشة حول ضمان استقرار إمدادات النفط العالمية، ومهدت الطريق لسفر اثنين من كبار مسؤولي بايدن إلى المملكة العربية السعودية.
بعد 3 أيام، كان بريت ماكغورك وعاموس هوكستين، كبار مبعوثي بايدن للأمن القومي والطاقة للمنطقة، في العاصمة السعودية الرياض لعقد اجتماع وجهًا لوجه لمدة ساعات مع محمد بن سلمان وعدد من كبار المسؤولين السعوديين، بما في ذلك وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان.
وقال مسؤول كبير بإدارة بايدن عن الرحلة إلى الرياض إنه تم الإعداد خلال الاتصال بين الملك سلمان وبايدن ولم تكن مقررة قبل الاتصال.
وقال مسؤولون إنه لم يكن هناك طلب صريح لزيادة الإمدادات في ذلك الاجتماع. لكن مع بقاء روسيا على بعد أيام من الغزو الذي كان متوقعا لأوكرانيا، كانت الديناميكيات المتقلبة لأزمة سوق النفط محورًا رئيسيًا للنقاش.
في الأيام التي تلت ذلك، رفض مسؤولو البيت الأبيض علنًا تقديم أي تفاصيل محددة عن اجتماعات مبعوثي بايدن في الرياض، وبذلوا جهدًا في عدم وصف أي تقدم تم إحرازه، إن وجد.
لكن وراء الكواليس، تم وضع الأساس لعملية استمرت لأسابيع.
منذ الاجتماع في الرياض، قال مصدر مسؤول إن إدارة بايدن والسعوديين كان لديهم “مجموعة مثمرة حقًا من المشاركات التي تتابع تلك المناقشة على أجندة إيجابية تعكس مجموعة مهمة للغاية من القضايا التي نتشارك فيها”. وأضاف المصدر أن ذلك يشمل قضايا الطاقة والأمن الإقليمي والتنمية الدولية.
وقال مصدر مطلع إنه يبدو أن السعوديين يسلطون الضوء على علاقة العمل بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، عندما كشفوا، الخميس، علنًا أن عملية سعودية – أمريكية مشتركة، في وقت سابق من العام الجاري، تمكنت من إخراج فتاتين أمريكيتين من اليمن بأمان.
ومع ذلك، يقر مسؤولون أمريكيون آخرون بأن العلاقة ليست قريبة من أن تكون قوية كما كانت من قبل، وأنها ستتطلب اهتمامًا أكثر وعلى مستوى عالٍ من إدارة بايدن.
اضطراب السوق
عندما شنت روسيا غزوها في 24 فبراير، ردت الولايات المتحدة وتحالف أكثر من 30 دولة بعقوبات كاسحة تستهدف اقتصاد البلاد.
في حين تم تجنب عقوبات الطاقة بشكل متعمد في محاولة لحماية الحلفاء الغربيين، لا سيما في الاتحاد الأوروبي، من صدمات الأسعار المزعزعة للاستقرار، أدت العقوبات القاسية إلى اضطراب السوق حيث تعد روسيا ثاني أكبر مصدر في العالم.
واجه المنتجون الروس، في أعقاب العقوبات، صعوبة في الطلبات الجديدة على النفط، مع تراجع المشاركين في السوق، خوفا من عقوبات شاملة تستهدف البنك المركزي في روسيا وأكبر مؤسساتها المالية.
ومع ذلك، فإن التأثير يتجاوز الاقتصاد الروسي. روسيا عضو في “أوبك بلس”، التي تعد اللاعب الأكثر أهمية في عرض السوق. تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف إلى محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
ألمحت روسيا إلى أنها لن تؤيد زيادة الإنتاج، والتي ستأتي إلى حد كبير على حسابها.
اختار أعضاء “أوبك بلس” الالتزام بجدول الإمداد المتفق عليه عندما اجتمعوا في 2 مارس، وهو القرار الذي لم يكن مفاجئًا للمسؤولين الأمريكيين في ذلك الوقت.
في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تحركت الولايات المتحدة بمفردها لحظر واردات النفط الروسي إلى الولايات المتحدة، وهي شريحة صغيرة من إجمالي الصادرات الروسية، لكنه إجراء آخر تسبب في قلق السوق وساهم في رفع الأسعار.
سارع المسؤولون الأمريكيون بالتواصل لتأمين زيادة إنتاج الطاقة من الشركات والدول في جميع أنحاء العالم. بقيادة هوكستين، مبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة، وماكغورك، شمل التواصل عدة دول في الشرق الأوسط وآسيا وشمال أفريقيا، فضلاً عن مناقشات مكثفة مع المنتجين الأمريكيين.
مع استمرار تأثير ارتفاع الأسعار، أفسحت الطبيعة الهادئة لتلك الجهود الطريق لرسالة عامة مباشرة.
وقال داليب سينغ، نائب مستشار الأمن القومي للاقتصاد الدولي وأحد المسؤولين عن الاستجابة الأمريكية، في تصريح لشبكة CNN، الأربعاء: “نريد المزيد من إمدادات النفط في العالم”. وأضاف: “نريده من منتجين لديهم قدرة احتياطية”. وأشار صراحة إلى أن السعودية هي أحد هؤلاء المنتجين.
اختبار التحمل الإماراتي
الإمارات من بين هؤلاء المنتجين الذين لديهم طاقة نفطية فائضة. لكنها أيضًا حليف خليجي تقليدي لديه علاقة متوترة بشكل متزايد مع الولايات المتحدة منذ أن تولى بايدن منصبه.
وأوضح مصدر أمريكي مسؤول أن الإمارات شعرت بأنه لم يكن هناك قدر كبير من الدعم لها من قبل الولايات المتحدة بعد الهجوم المميت الذي نفذه الحوثيون المدعومون من إيران، على العاصمة أبوظبي، في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأضاف المصدر أنهم أيضا قلقون من إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكل ضعيف للغاية، وبالتالي تمكين الحرس الثوري الإيراني.
وتابع المصدر بالقول إنه عندما أرسل بايدن كبار مساعديه إلى السعودية، أدرج ماكغورك توقفًا في الإمارات، حيث كان التركيز بشكل خاص على اليمن وشمل جهدًا للتأكيد على الدعم الأمريكي لدفاع الإمارات عن أراضيها ضد الهجمات الحوثية بالصواريخ والطائرات بدون طيار، التي تدعمها إيران.
وقال البيت الأبيض في بيان عن الرحلة للإمارات إن ماكغورك ناقش “الحاجة إلى الجمع بين الضغط على الحوثيين في اليمن والجهود المنسقة التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب هناك”.
كانت علامات توتر العلاقات واضحة في أعقاب الغزو الروسي.
وقال مسؤولون أمريكيون إن امتناع الإمارات عن التصويت على قرار تقوده الولايات المتحدة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في مجلس الأمن الدولي، يرجع إلى حد كبير إلى الإحباط بشأن مواقف إدارة بايدن تجاه الأزمة في اليمن.
ثم عرض يوسف العتيبة الديناميكيات المضطربة في تصريحات عامة، مشيرًا إلى أن العلاقة “تتمتع بأيام قوية حيث تكون العلاقة صحية للغاية وهناك أيام تكون فيها العلاقة محل تساؤل”. وأضاف: “اليوم نجتاز اختبار تحمّل لكنني واثق من أننا سنخرج منه ونصل إلى مكان أفضل”.
ومع ذلك، كانت تعليقات العتيبة عن دعم زيادة الإنتاج، الأربعاء، هي التي دفعت أسواق النفط للهبوط وأثبتت بعض الدلائل المحتملة على أن الجهود الدبلوماسية لإدارة بايدن بدأت تؤتي ثمارها.
ولكن حتى مع إشارة الإمارات إلى أنها ستدعم زيادة الإنتاج، أوضحت الدولة أيضًا أنه سيتعين عليها الالتزام بقواعد أوبك، والتي تتطلب من جميع الدول دعم أي تحرك لزيادة العرض.
وبعد ساعات فقط من تصريحات العتيبة، بدا أن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي يتراجع عن ذلك لكنه لم يناقض ما قاله العتيبة. وبدلًا من ذلك، أوضح دعم الإمارات للعمل ضمن إرشادات أوبك.
وقال سهيل المزروعي، عبر تويتر، فيما بدا أنه محاولة لطمأنة زملائه الأعضاء: “الإمارات ملتزمة باتفاقية أوبك بلس وآليتها الحالية لتعديل الإنتاج الشهري”. ومن المقرر عقد اجتماع “أوبك بلس” المقبل في 31 مارس.