من اليمين: جيف بيزوس مؤسس “أمازون”، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، ومارك زوكربيرغ مؤسس “فيسبوك”، وبيل غيتس مؤسس “مايكروسوفت” (مواقع التواصل)
لقد دخلت بيتك للتوّ في نهاية يوم مرهق في العمل. أنت جائع ومرهق، وترغب فقط في التقاط أنفاسك. تأخذ شيئًا لتأكله ثم تجلس أمام التلفزيون. بعد بعض الوقت تدرك أنك شاهدت للتو 5 حلقات من أحدث عرض على نتفليكس.
قد يكون هذا أمرا جيدا في بعض الأحيان، فنحن جميعًا بحاجة إلى طرق للتخلص من الضغط والراحة من العمل، لكن ذلك ليس من العادات الصحية، لذلك يقضي أكثر الأشخاص نجاحًا في العالم وقت فراغهم في التعلم.
نشر موقع إنتربرينور (entrepreneur) تقريرا أكد فيه أن أكثر الأشخاص نجاحًا على هذا الكوكب، يخصصون ساعة يوميًا للقراءة والتعلم.
وجاء فيه أن الأمر ليس سرا، فقد وجد توماس كورلي خلال دراسته التي استمرت 5 سنوات وشملت أكثر من 200 مليونير عصامي، أنهم لا يشاهدون التلفزيون. بدلاً من ذلك، قال 86% منهم إنهم يقرؤون، ولكن ليس من أجل المتعة فقط، كما أشار 63% ممن شملتهم الدراسة إلى أنهم يستمعون إلى كتب الصوتية أثناء تنقلاتهم الصباحية.
وقد كتبت الخبيرة في الشؤون النفسية شونسيه مادوكس: “ليس سراً أن الناجحين يقرؤون. يقال إن المليونير العادي يقرأ كتابين أو أكثر شهريًا”. وبناء على ذلك، فهي تقترح على الجميع “قراءة المدونات، والمواقع الإخبارية، والأدب الخيالي والواقعي خلال الفترة التي يكونون فيها خارج العمل حتى يتمكنوا من الحصول على مزيد من المعرفة”، وإذا كنت كثير التنقل، فاستمع إلى الكتب الصوتية أو البودكاست.
قد تقول: من لديه الوقت للجلوس والقراءة؟ بين العمل والأسرة يكاد يكون من المستحيل إيجاد وقت فراغ. وأنا أتفهم ذلك إلى حدّ ما بصفتي رائد أعمال وأبًا. لكن إذا كان باراك أوباما يستطيع أن يجد وقتا للقراءة أثناء وجوده في البيت الأبيض، فما عذرك؟ حتى أنه ينسب للكتب الفضل في نجاحه في الخروج من فترة رئاسته بخير.
الرئيس أوباما ليس الزعيم الوحيد الذي ينسب نجاحه إلى القراءة، حيث إن بيل غيتس ووارن بافيت وأوبرا وينفري وإيلون ماسك ومارك كوبان وجاك ما، قرّاء شرهون أيضا. وقد صرَّح غيتس لصحيفة نيويورك تايمز بأن القراءة “هي إحدى الطرق الرئيسية التي أتعلم من خلالها، وهي كذلك منذ أن كنت طفلاً”.
ولنا أن نتساءل كيف يجدون الوقت للقراءة يوميًا؟ والجواب هو أنهم يلتزمون بقاعدة الساعات الخمس.
قاعدة الساعات الخمس
وضع مايكل سيمونز مؤسس “إمباكت” (Impact) قاعدة الساعات الخمس التي كتب عنها على نطاق واسع. وهي تقوم على مفهوم بسيط للغاية، مقتضاه أنه بغض النظر عن مدى انشغال الأشخاص الناجحين، فإنهم يقضون دائمًا ما لا يقل عن ساعة يوميًا- أو 5 ساعات في الأسبوع- في التعلم أو التدريب، ويفعلون ذلك طوال حياتهم المهنية.
ويتتبع سيمونز منشأ هذه الظاهرة فيرجعها إلى بن فرانكلين، الذي كان يخصص وقتًا للتعلم باستمرار. كان فرانكلين يقوم بذلك عموما في الصباح، ويستيقظ مبكرًا للقراءة والكتابة، كما كان يضع أهدافا شخصية ويتابع نتائجه، وانطلاقًا من روح نوادي الكتاب اليوم، أنشأ ناديًا للحرفيين والتجار، كانوا يجتمعون فيه لمتابعة تطوير الذات، وكان فرانكلين يجرب معلوماته الجديدة ويطرح أسئلة تحفز على التأمل كل صباح ومساء.
أنشطة القاعدة الثلاثة
تبنى القادة الناجحون اليوم قاعدة فرانكلين المتعلقة بالساعات الخمس من خلال تقسيم القاعدة إلى 3 أنشطة:
اقرأ: أصحاب الملايين العصاميون، بمن فيهم مارك كوبان ودان غيلبرت، ومالك كليفلاند كافالييرز، يقرؤون ما بين ساعة و3 ساعات يوميًا. وقد تعلّم إيلون ماسك كيفية بناء الصواريخ، وهو ما قاده إلى تطوير مشروع “سبيس إكس” (SpaceX) من خلال القراءة. وإلى جانب توسيع نطاق معرفتك، يقول جاك ما المؤسس المشارك لشركة “علي بابا” (Ali Baba) إن “القراءة يمكن أن تمنحك بداية جيدة، هذا غالبًا ما لا يستطيع أقرانك الحصول عليه. مقارنة بالآخرين، من المرجح أن يعرف القراء إستراتيجيات الصناعات الأخرى وتكتيكاتها”.
وحتى إذا كنت لا تستطيع الالتزام بساعة أو أكثر من القراءة كل يوم، فابدأ بـ20 إلى 30 دقيقة. وأنا أحرص على أن يكون عندي دائمًا كتاب يرافقني، لذا عندما أكون في انتظار بدء اجتماع أو في غرفة الانتظار في مكتب الطبيب، يمكنني القراءة بدلا من إضاعة الوقت على هاتفي الذكي. ويمكنك أيضا تجربة الكتب الصوتية أثناء تنقلاتك اليومية أو أثناء ممارسة الرياضة.
تأمّل: تتضمن أنشطة قاعدة الساعات الخمس أيضًا التفكير والتأمل. قد يكون ذلك من خلال مجرد التحديق في الحائط أو تدوين أفكارك. على سبيل المثال، مؤسسة شركة “سبانكس سارا بليكلي” (Spanx Sara Blakely) هي صحفية تمارس الصحافة منذ سنوات عديدة.
إن التركيز على الماضي يمنحك فرصة للتعلم من الأخطاء التي ارتكبتها من قبل، وكذلك تقييم ما فعلته بشكل صحيح. ونتيجة لذلك، ستكون مؤهلا أكثر لتحقيق أهدافك وتحسين حياتك.
وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة تكساس عام 2014، أن الراحة العقلية والتفكير يحسّن مهارات التعلم. ولكن أنصحك أن تبدأ بخطوات صغيرة، خصص 5 أو 10 دقائق يوميًا، ثم زد المدة بالتدريج حتى لا تشعر بالإرهاق.
تعرف إلى الأسئلة التي تريد طرحها. التزم بسؤالين أو ثلاثة فقط. على سبيل المثال، إذا حضرت مؤتمرًا فاسأل: “ما النقاط الرئيسية؟”، و”كيف يمكنني تطبيق هذا على عملي؟”.
جرّب: النشاط الثالث والأخير هو التجربة السريعة. أصبح بن فرانكلين وتوماس إديسون من رواد المخترعين والمفكرين بسبب تجاربهم، وقد أصبح لدينا الآن خدمة بريد “جيميل” ( Gmail) لأن شركة غوغل سمحت للموظفين بتجربة أفكار جديدة.
وسبب كون التجارب مفيدة للغاية، هو: أنك تتعامل مع حقائق لا افتراضات، كما تمكنك التجارب من معرفة الأشياء التي نجحت من غيرها، وعليه يمكنك التعلم من أخطائك والحصول على آراء الآخرين. وأفضل ما في الأمر هو أن التجربة لا تستغرق وقتًا طويلاً. ففي معظم الأوقات، تقوم بتجربة اختبار من خلال نفس الأنشطة التي تؤديها دون اختبار.
حتى أن جاك ما يوصي بتطبيق المعرفة التي تعلمتها على سيناريو من واقع الحياة. على سبيل المثال، بعد قراءة كتاب عن التعاون والعمل الجماعي، يمكنك القيام بعمل تطوعي جديد لاستخدام هذه المعرفة.
عندما تجعل التعلم عادة، فمن المرجح أن تكون أكثر نجاحًا وإنتاجية في مجالات مختلفة من حياتك، ومن خلال الاستثمار في تنمية عادة القراءة لديك، يمكنك التأكد من أنك تنمّي قدراتك وشركتك يوميا.
المصدر : الصحافة الأميركية