You are currently viewing خصلة فضة.. مبادرة نسائية للتوقف عن صبغ الشعر الأبيض

خصلة فضة.. مبادرة نسائية للتوقف عن صبغ الشعر الأبيض

صبغ الشعر ليس موضة مرتبطة بالحداثة والتقدم الحضاري بل يعود إلى العصور القديمة (غيتي)

شيماء عبد الله

الخصلات البيضاء في الشعر الأسود ليست مجرد لون يعتلي رأس النساء، كثيرات يضعن لها تفسيرات عدة تتماشى مع ما مررن به في حياتهن وتجاربهن، البعض يرى ضرورة طمسها بألوان تعيد البهجة إلى الشعر والعمر وتخطف من الزمن قليلا من أيامه السعيدة.

ويراها آخرون خلاصة تجربة وأثر الألم والأمل في مشوار ليس بالضرورة أن يكون طويلا، فربما يأتي الشعر الأبيض بعد عمر قصير ليعلن لصاحبه أن الحياة لا تستدعي كل ذلك الغرور بها.

عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ظهرت مجموعة “خصلة فضة” التي دشنتها مجموعة من النساء ليُعلن بكل فخر اعتزازهن بالشعر الأبيض والكف عن استخدام الصبغات لإخفائه والتوقف عن الامتعاض عند السؤال “لماذا لا تخفين شعرك الأبيض، إنه يزيد عمرك؟” سيدات المجموعة اقتنعن بأن أعمارهن لن تزيدها الخصلات البيضاء، بل يزيد العمر عدم الرضا، لذا كان هدفهن هو القبول بديلا عن النفور.

تطورت الألوان الخاصة بصبغ الشعر عبر التاريخ وصولا إلى اكتشاف الصبغة بالمصادفة في القرن الـ19 (شترستوك)

صبغ الشعر ليس موضة مرتبطة بالحداثة والتقدم الحضاري، لكن ألوان الشعر التي تعرفها أغلب النساء حاليا تعود إلى العصور القديمة.

في مصر القديمة عرفت النساء الألوان الأحمر والأخضر والأزرق، بل واستطعن باستخدام الذهب ابتكار اللون الأصفر الذهبي، بالإضافة إلى استخدام الحناء التي ارتبطت بالحضارة المصرية.

تطورت الألوان الخاصة بصبغ الشعر عبر التاريخ وصولا إلى اكتشاف الصبغة بالمصادفة في القرن الـ19 على يد الكيميائي وليام هنري باكين أثناء محاولته اكتشاف علاج للملاريا.

وحتى الآن لا يزال اسم باكين معروفا في عالم الألوان، ومنه تطورت الصناعة لأشكال ووصفات متعددة ومختلفة، لكن جميعها تخلت عنها نساء “خصلة فضة” بعد أن تسببت لسنوات في تدمير ثقتهن بأنفسهن بدلا عن تعزيزها كما هو المرجو.

هوس الشباب

“لدي شعر أبيض، لكني لست عجوزا” تقول رشا ثابت إحدى عضوات المجموعة، مضيفة أن لديها شعرا أبيض منذ كانت في الـ20 من عمرها، وجربت الصبغة عشرات المرات، لكنها بعد أن تخطت الـ50 استطاعت أن تأخذ قرارها بالتوقف عن تلوين خصلاتها الفضية وعدم الالتفات للأقاويل التي تخبرها بأن عليها أن تصبغ شعرها لأنه يعطيها مظهرا أكبر.

وتضيف رشا للجزيرة نت أن المجتمع حدد عمرا معينا للشعر الأبيض، لكن الأمر ليس كذلك، كنت شابة عشرينية حين بدأ الشعر الأبيض يغزو رأسي، لكني كنت ضعيفة حينها واستسلمت للهوس المجتمعي من أن أصير عجوزا برؤيتهم.

قد يسبب المشيب فقدان الثقة في النفس لبعض السيدات لكن أخريات يرفضن اعتباره دليلا على الشيخوخة (غيتي)

أولويات العناية بالشعر

بدورها، تقول هبة مجدي “رغم كوني محجبة وفي أوائل الثلاثينيات من عمري فإنني قررت حماية شعري أكثر من مجرد الالتفات إلى لونه”.

وروت هبة قصتها مع حلاقة شعرها على الدرجة الثالثة كي تضمن نموا سليما وملونا بلون واحد بديلا عن تشابك ألوان عدة في أطرافه والتهاب فروة رأسها من أثر الصبغات.

القرار الذي يبدو غريبا اتخذته هبة بعد حديث إلى شعرها أمام المرآة، أخبرته حينها أنها تقبله بكل أشكاله وستتوقف عن إيذائه بالصبغات الكيميائية، وفي رحلتها لذلك ستتخلص من كافة الآثار السابقة ومعها كل التعليقات السلبية عن ظهور خصلات الشعر الأبيض المبكرة.

تخلصت هبة من ألوان الصبغات المختلفة التي أتلفت شعرها بعد قصه لدرجة قصيرة، فاجأت الجميع بمظهرها الجديد بعد تقصير شعرها، لكن بعد الإنبات الأبيض الجديد استطاعت إبهارهم، كما شعرت برضا وثقة شديدة في النفس.

كان عدم الذهاب إلى صالونات التجميل إبان الإغلاق العام في 2020 بسبب جائحة كورونا سببا في أن تتوقف ريم حمدي ذات الـ44 عاما عن صبغ شعرها الأبيض، ورغم دعم زوجها لها فإنها لا تزال تسمع بعض التعليقات السلبية حول لون شعرها الذي اختارته عن قناعة، ولن تعود مرة أخرى إلى تلوينه بأي لون آخر.

وقدمت المرأة -التي تعيش في إحدى الدول العربية- الشكر لكوفيد-19 الذي أنقذ شعرها وحالتها النفسية من الانهيار، وذلك بعد أن اقتنعت بجمالها الخاص وابتعدت عن التعليقات المؤلمة واستمتعت بقرارها.

اترك تعليقاً