اتهمت زعيمة الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) دومينيك أنغلاد خصمها زعيم التحالف من أجل مستقبل كيبيك (’’كاك‘‘ CAQ)، رئيس الحكومة الكيبيكية الخارجة، فرانسوا لوغو بممارسة ’’سياسات تافهة‘‘ حول موضوع الهجرة وبتغذية ’’الخوف من الآخر بشكل مستمر‘‘ من أجل ’’تقسيم الكيبيكيين‘‘.
وجاء كلام أنغلاد خلال مؤتمر صحفي عقدته اليوم في مدينة لافال، إلى الشمال مباشرة من جزيرة مونتريال، عندما طُلب منها التعليق على استخدام لوغو مصطلح ’’التماسك الوطني‘‘ في شرحه أهمية حماية اللغة الفرنسية.
وتعتقد أنغلاد أن تصريحات لوغو ’’متعمَّدة‘‘ وتنتمي، وفقاً لها، إلى ’’أقدم أشكال السياسة‘‘.
لا بل أنّ زعيمة المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية المنحلة تحدثت عن ’’تكرار للإساءة‘‘، مذكّرةً بتصريح أدلى به لوغو مؤخراً وبدا وكأنه يربط فيه بين العنف والهجرة قبل أن يعتذر عنه.
آخر شيء ينبغي القيام به هو تجييش الناس ضدّ بعضهم البعض.
واعترفت أنغلاد، ذات الأصول الهايتية، بأنّ هذا النوع من التصريحات حول الهجرة يؤثر عليها شخصياً.
’’في كل مرّة، تؤثّر بي هذه الكلمات بشكل كبير، لأنّ قيماً عميقة تسكنني، لكنها تسكن (أيضاً) جميع الأشخاص الموجودين هنا، كلّ الأشخاص الموجودين في الحزب الليبرالي‘‘، قالت أنغلاد.
’’أفكّر في والديّ الذين قدموا إلى هنا. كما تعلمون، الهجرة ليست عملية سهلة. لقد جاؤوا إلى هنا وعملوا وساهموا‘‘، قالت أنغلاد التي ساهم والدها البروفيسور جورج أنغلاد، السياسي والكاتب الهايتي، في تأسيس قسم الجغرافيا في جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) ودرّس فيه سنوات طويلة.
وقالت أنغلاد إنها تأمل في أن يلتقي زعيم الـ’’كاك‘‘ على الطريق في حملته الانتخابية بكيبيكيين من خلفيات مهاجرة، وذكّرت بأنّ كيبيك شُيِّدت مع ’’أشخاص قدموا من الخارج‘‘.
وأكّدت أنغلاد أنّ الهجرة لا تضر بالتماسك الاجتماعي. لكنها أقرّت بوجود أوجه قصور في عملية استقبال القادمين الجدد.
هل هناك جهود ينبغي بذلها في تعليم اللغة الفرنسية؟ بالتأكيد. هل هناك جهود يجب بذلها في مجال الإدماج. بالتأكيد. لكننا لن نتمكن من القيام بشيء كبير إذا ما لعبنا كل مرة مع الغريزة الصغيرة وحاولنا التلميح إلى أنه يجب أن نخاف من الآخر.
’’أنا لا أفهم لماذا فرانسوا لوغو هو غير مرتاح بهذا الشكل مع موضوع الهجرة. أنا لا أفهم لماذا يبدو الموضوع دائماً بالنسبة له على أنه مشكلة. أجد هذا الأمر مؤسفاً، تلك النغمة، وأطلب منه أن يجمع نفسه وأن يقترح على الكيبيكيين والكيبيكيات مشروعاً إيجابياً ومعبّئاً لكي نحلّ نقص العمالة ولكي نعيد إحياء مناطقنا‘‘، قال من جهته غابريال نادو دوبوا، الناطق المشارك (بمثابة الزعيم المشارك) باسم حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري.
وكان لوغو قد سُئل أمس عمّن ’’يهدّد التماسك الوطني‘‘، فأجاب: ’’من المؤكد أنّ الأحزاب التي تريد أن تستقبل 70.000 أو 80.000 قادم جديد سنوياً، فالأمر حسابيّ. إذا أردنا وقف الانحدار (للغة الفرنسية) لفترة معينة، يجب علينا دمج القادمين الجدد بشكل أفضل على صعيد اللغة الفرنسية‘‘.
واليوم قال زعيم الـ’’كاك‘‘ إنّ تعبير ’’التماسك الوطني‘‘ الذي استخدمه أمس يشير إلى التضامن الذي سُجِّل خلال جائحة كوفيد-19 وإلى الاحترام الكبير للتعليمات الصحية وإلى التعاضد بين الناس خلال الأزمة.
ويرى لوغو أنّ سكان مقاطعة كيبيك يتشاركون في ’’قيم معينة‘‘ ويشكلون ’’أمّة متماسكة‘‘.
لكي يكون هناك تماسك وطني يجب أن تكون هناك أمّة، أمّة قوية. والأمّة الكيبيكية، لكي تكون قوية، يجب حماية اللغة الفرنسية، وإلّا كانت هناك مخاوف.
وكرّر لوغو القول إنّ الهجرة تمثل ’’ثروة‘‘ لكيبيك، مع تأكيده بأنّه يتعيّن أيضاً على المقاطعة أن تأخذ في الاعتبار ’’قدرتها على الاستقبال‘‘ ومسؤوليتها في ’’الدفاع عن اللغة الفرنسية‘‘.
’’لدينا التحدي المتمثل في أخذ عدد من المهاجرين يمكننا دمجهم من أجل حماية اللغة الفرنسية
على المدى الطويل. ثمّ إنّ الفرنسية آخذة في التراجع حالياً في كيبيك. عندما أسمع بعض زعماء الأحزاب، يبدو وكأنهم غير مدركين لذلك‘‘، قال لوغو.
وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهتها إليه الزعيمة الليبرالية، ردّ لوغو: ’’السيدة أنغلاد سلبية دائماً. الكيبيكيون لا يحبون ذلك. سيكون عليها أن تخبرنا في وقتٍ ما كيف ستوقف تراجع اللغة الفرنسية في كيبيك‘‘.
(نقلاً عن تقرير لراديو كندا، ترجمة وإعداد الهاروني)