الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يمين) والرئيس الأميركي جو بايدن (الجزيرة)
كشف تحقيق لواشنطن بوست أن المخابرات الأميركية أبلغت الرئيس جو بايدن، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بنوايا روسيا شن الحرب ضد أوكرانيا. في المقابل اتهم الرئيس الروسي الولايات المتحدة بإطالة أمد الحرب.
وأفادت الصحيفة أن قادة الاستخبارات والجيش والدبلوماسيين الأميركيين أحاطوا بايدن بمعلومات سرية للغاية، تضمنت تحديدا لمواقع القوات الروسية والأسلحة الإستراتيجية.
ووفقا للصحيفة فقد تضمنت المعلومات صورا للأقمار الصناعية تظهر تحركات القوات الروسية، بالإضافة إلى اتصالات تم اعتراضها ومصادر استخباراتية أخرى.
ونقلت عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي أخبر بايدن أن روسيا تخطط للهجوم على أوكرانيا من اتجاهات متعددة وفي وقت واحد.
كما أشارت واشنطن بوست إلى أن إدارة بايدن عانت كثيرا لإقناع حلفائها، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بخطر الغزو قبل شهور من حدوثه في فبراير/شباط الماضي.
إطالة أمد الحرب
في المقابل، اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بمحاولة إطالة الصراع في أوكرانيا، وتأجيج صراع مشابه في آسيا وإثارة التوترات في العالم.
ووصف بوتين -في كلمة مسجلة بمؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي- سياسات واشنطن بأنها “غير مسؤولة” معتبرا زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان دليلا صارخا على عدم احترام واشنطن لسيادة الدول الأخرى والتزاماتها الدولية.
وتعليقا على تصريحات بوتين، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إنه لم تبذل أي دولة في العالم جهودا بحجم ما بذلته بلاده لمنع الحرب، وإن المسؤول الأول عن إطالتها هو بوتين.
من جانبه، بحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف- احتياجات كييف الفورية، وعلى المدى الطويل من المساعدات العسكرية والأمنية.
وقال البنتاغون في بيان إن الوزيرين ناقشا التخطيط للاجتماع القادم لمجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا، وتعهدا بالبقاء على اتصال وثيق.
أردوغان في أوكرانيا غدا الخميس لأول مرة منذ بداية الحرب الروسية عليها (الأناضول)
لقاء ثلاثي
من جهة أخرى، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش سيسافر إلى لفيف في أوكرانيا للقاء زيلينسكي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا الخميس.
وأضاف أن غوتيريش سيزور أيضا الجمعة ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، حيث استؤنفت صادرات الحبوب بموجب اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس بأن غوتيريش سيجتمع مع زيلينسكي في لفيف غرب أوكرانيا لبحث الوضع في محطة زاباروجيا للطاقة النووية، إلى جانب إيجاد حل سياسي للصراع مع روسيا.
ومن المقرر أن يزور غوتيريش السبت المقبل مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، الذي يضم مسؤولين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة للإشراف على صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وتم رفع الحصار عن 3 موانئ على البحر الأسود في يوليو/تموز الماضي بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، مما أتاح إرسال مئات الآلاف من الأطنان من الحبوب الأوكرانية إلى المشترين.
وقالت الأمم المتحدة إن الاتفاق يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية المتفاقمة.
انفجارات القرم
وكانت انفجارات قوية هزت أمس قاعدة عسكرية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وقد نددت موسكو بعدها بما وصفته بأعمال تخريبية تسببت في الانفجارات.
وقال مسؤولون ووكالات أنباء من روسيا إن انفجارات هزت مستودع ذخيرة في قاعدة عسكرية شمال شبه جزيرة القرم التي تعد خط إمداد مهما لحرب موسكو على أوكرانيا، مما أدى إلى تعطيل القطارات وإجلاء ألفي شخص من قرية مجاورة.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مستودعا عسكريا للذخيرة تضرر في القرم جراء “عملية تخريبية” مؤكدة أن الأضرار الناجمة عن الهجوم امتدت إلى محطة للكهرباء وخط للسكك الحديدية ومنازل سكنية.
من جهته اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاستخبارات الغربية بتزويد كييف بالإحداثيات لتنفيذ ضربات عسكرية.
وفي كلمة أمام مؤتمر موسكو العاشر للأمن الدولي، اعتبر شويغو أن العملية العسكرية لبلاده في أوكرانيا بددت ما وصفه بأسطورة السلاح الغربي.
في المقابل، لمحت أوكرانيا إلى مسؤوليتها عن الانفجارات، وهو إن صح يُظهر قدرتها على الضرب على مدى أعمق داخل الأراضي الروسية، مما قد يغير من مسار الحرب المستمرة منذ 6 أشهر.
ونقلت “نيويورك تايمز” (New York Times) عن مسؤول أوكراني قوله إن وحدة عسكرية تابعة تعمل خلف خطوط “العدو” استهدفت مستودع ذخيرة روسيا بالقرم.
وذكرت الصحيفة أن الانفجار جاء بعد أسبوع من تفجيرات استهدفت قاعدة جوية روسية بالمنطقة نفسها دمرت خلالها عدة طائرات مقاتلة.
المصدر : الجزيرة + وكالات + واشنطن بوست