منها أمراض القلب والسرطان.. كيف يمكن لجراحة إنقاص الوزن أن تساعد في تقليل مخاطر المعاناة من الأمراض المرتبطة بالسمنة؟
دراسة: الأعمال المنزلية قد تقلّل خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء
- الرابط بين أمراض القلب والسكري .. كيف يمكن لمرضى السكر أن يعتنوا بقلوبهم بشكل أفضل؟
- دراسة: الأشخاص الذين يتناولون الكثير من دهون الألبان لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب
- أعراض النوبة القلبية تصيب النساء والرجال على حد سواء..إليك بعض الحقائق عن أمراض القلب
- هل يمكن أن يقلل تناول الأسبرين كل يوم من خطر الإصابة بأمراض القلب؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — يرى أطباء القلب البارزين بـ”الحبة المتعددة” البخسة الثمن، إحدى أفضل الأدوات ربما لحل مشاكل القلب حول العالم.
هذه المقاربة المتّبعة لعلاج أمراض القلب، يقول الخبراء إنّها قد تنقذ ملايين الأرواح، وتجنّب ملايين آخرين المعاناة من مشاكل في القلب، غير متوفر في الولايات المتحدة.
ولفت الخبراء إلى أنّه في الأماكن المتوفر فيها هذا العلاج، يكون غير مستغل بشكل كافٍ.
أما مصطلح “الحبة المتعددة” فيشير، عمومًا، إلى مجموعة من الأدوية التي تستخدم عادةً لعلاج أمراض القلب، وتشمل أدوية خفض ضغط الدم، وتلك المخفّضة للكوليسترول (الستاتينات)، والتي تخفف من قوة نبض القلب، أو الأسبيرين.
إنّها أشبه بالفيتامينات للقلب.
وتصمم أنواع أخرى من الحبة المتعددة لعلاج أمراض أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
وفي تعليق نُشر الثلاثاء، في المجلة الطبية The Lancet، كتب فاوستو بينتو، رئيس اتحاد الصحة العالمي، وسالم يوسف، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث صحة السكان، أنّه قد آن الأوان للشركات لإنتاج المزيد من هذه الأقراص، والتوصية بها من قبل المزيد من الأطباء لمرضاهم.
“مأساة عالمية”
وتعد أمراض القلب السبب الأول للوفاة حول العالم.
يفارق الحياة حوالي 18 مليون شخص بسبب مشاكل في القلب سنويًا، ويعاني حوالي 54 مليون شخص من أمراض القلب.
وفي الولايات المتحدة وحدها، يعاني نحو نصف البالغين من أحد أشكال أمراض القلب والأوعية الدموية، ويموت شخص واحد بسببها كل 34 ثانية، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
ومع تزايد عوامل الخطر مثل السمنة ومرض السكري، ستستمر مشاكل القلب بالنمو، لا سيما لدى المجتمعات المتأثرة بالفعل بشكل غير متناسب بالقضايا الصحية، مثل مجتمع السود، والعائلات التي وصولها للرعاية الصحية محدود، مثل من يعيشون في المناطق الريفية أو في المجتمعات الفقيرة.
ولنحو عقدين من الزمن، ناقش الأطباء الحبة المتعددة، وتوصلوا إلى أنها ستكون طريقة غير مكلفة وسهلة للوقاية من مشاكل القلب.
لكن قلة من الشركات تصنّعها، وحتى عندما تكون متاحة، فإن قلة من الناس تستخدمها، بحسب التعليق.
وكتب بينتو ويوسف: “هذا الفشل المنهجي يعتبر مأساة عالمية، حيث يمكن تجنب العديد من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية”.
ويشير كل من بينتو ويوسف إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أنّ الحبة المتعددة يمكن أن تحد من مشاكل القلب، مع القليل من الآثار الجانبية.
وتُظهر الدراسات أيضًا أنّه عندما يُتاح للأشخاص استهلاك حّبة دواء واحدة فقط، عوض حبّات عدة من الأدوية، يميلون إلى الخيار الأول.
ميزة أخرى هي أنّ الحبة المتعددة قد تكون مصنوعة من مكونات عامة، لذلك يمكن أن تكون غير مكلفة.
وجاء في التعليق، أنّه خلال التجارب المستقلة الأخيرة طويلة الأمد، كان هناك دليل “واضح ومدوّي” على أنّ هذه الحبة تعمل حقًا للوقاية الأولية، ما يعني أنّ الشخص يمكن أن يأخذها حتى لو لم يصب بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وكوقاية ثانوية، بعد نوبة قلبية.
وأظهرت البيانات من هذه التجارب الثلاث أيضًا أنّ الحبة المتعددة قلّلت من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 40% تقريبًا.
وكان هناك أيضًا تراجع نسبي لجهة المخاطر بنسبة 50% عندما أدخل العلماء الأسبرين في تركيبة الحبّة.
وشوهدت نتائج إيجابية لدى الأشخاص الذين يعانون من مجموعة واسعة من عوامل الخطر الأساسية، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم.
وبحسب تقديرات بينتو ويوسف، حتى وإن تناول نصف الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بأمراض القلب الحبة المتعددة، فإنها قد تمنع حوالي مليوني حالة وفاة سنويًا سببها أمراض القلب، وتحمي 4 ملايين شخص من الإصابة بأمراض القلب.
وكتبا: “الدليل على فوائد الحبة المتعددة أصبح الآن جوهريًا. حان الوقت لاستخدام الحبة المتعددة على نطاق واسع لإنقاذ ملايين الأرواح سنويًا”.
والجدير بالذكر أنّ الحبة المتعددة غير مدرجة ضمن قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية التي تعتبر الأكثر فعالية وأمانًا لتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية في النظام الصحي.
ومثل هذه الإضافة ستدفع الحكومات وشركات التأمين إلى تشجيع الأطباء على التوصية بها، وفقًا لبينتو ويوسف.
جدل حول الفئة المخولة بالحصول على الحبة المتعددة
أشار دونالد جونز، الرئيس السابق لجمعية القلب الأمريكية واختصاصي أمراض القلب بكلية الطب في جامعة نورث وسترن، إلى أنّ مجموعة كبيرة من الأدلة تفيد أنّ الحبة المتعددة قد تكون آمنة ويمكنها الحد من النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وقد يحافظ اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية على صحة القلب، لكن قد لا يتمكن بعض الأشخاص من الحصول على طعام صحي، أو قد يعيشون في أحياء حيث ليس من الآمن التنزه خارجًا.
وبالنسبة للدكتور داريوش مظفريان، اختصاصي أمراض القلب، وعميد السياسات، وأستاذ التغذية في كلية فريدمان لعلوم وسياسة التغذية بجامعة تافتس، فإنه ضد فكرة إتاحة الحبة المتعددة على مستوى السكان، حتى لدى المجتمعات الضعيفة.
وقال مظفريان إنه دخل بعض المناقشات مع علماء آخرين حول هذا الموضوع.
وبالنسبة لمعظم الأشخاص، يجب أن يكون هناك مقاربة متعددة للصحة بدلاً من الحبة المتعددة.
وأوضح مظفريان: “اجعل الوصول إلى الطعام الصحي أكثر سهولة، واجعل نمط حياة صحي أكثر قابلية للتحقيق”.
وأضاف: “هذه هي العلاجات التي يجب أن نستثمر فيها للوقاية الأولية”.
رغم ذلك، يدعم مظفريان استخدام الحبة المتعددة كوسيلة وقاية ثانوية، بعد التعرض لنوبة قلبية، أو لدى الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر كبير.
السعي للحصول على إذن الاستخدام
من جانبه، نشر فالنتين فوستر، مدير مركز ماونت سيناي للقلب، والمدير العام للمركز الوطني لفحص القلب والأوعية الدموية في مدريد بإسبانيا، نتائج تجربة كبيرة من الحبة المتعددة في مجلة نيو إنغلاند الطبية، الشهر الماضي.
وقال فوستر إنّه يوافق على أنّ المزيد من الشركات يجب أن تصنّعها، لكنّ ذلك ليس بالأمر السهل.
وجرب فريق فوستر 50 نوعًا مختلفًا قبل أن يبتكروا مزيجًا من الأدوية التي يبدو أن نتيجتها أفضل.
وتتكون الحبة المتعددة التي صمّمها فريقه من مزيج من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لخفض ضغط الدم، وستاتين لخفض الكوليسترول، والأسبرين.
وأظهرت نتائج المرحلة الأخيرة من تجربته أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية وتناولوا الحبّة كان لديهم انخفاض بمعدل المخاطر بنسبة 33% للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أنّها ساعدت في الحد من مشاكل أخرى، مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية اللاحقة.
وقال فوستر إن النتائج كانت إيجابية للغاية، وسيرفعها إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على الحبّة المتعددة الخاصة بفريقه.
ويعتقد فوستر أنه يجب إعطاء هذه الحبّة للأشخاص الذين أصيبوا بنوبة قلبية فقط، بدلاً من استخدامها كدواء وقائي.