You are currently viewing ويل سميث يبرر صفعة الأوسكار: تذكرت والدتي وهي تُضرب ولم أدافع عنها

ويل سميث يبرر صفعة الأوسكار: تذكرت والدتي وهي تُضرب ولم أدافع عنها

النجم الأميركي ويل سميث خلال تسلمه جائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم “الملك ريتشارد” في مارس/آذار 2022 (غيتي)

لمياء رأفت

صفعة ويل سميث لكريس روك يوم فوزه بالأوسكار قصة سينمائية للغاية، ربما أفضل حتى من الفيلم الذي حاز عنه الجائزة الأهم في السينما الأميركية، ومن المحتمل أن يراها أحفادنا في فيلم سينمائي يخلد قصة صعود وهبوط نجم بسرعة الصاروخ.

بعد الصفعة الشهيرة اختفى ويل سميث عن الأنظار، لم يظهر في أي برنامج تلفزيوني، أو عروض أفلام، واعتذر فقط عبر قناته على اليوتيوب، ثم عاد مرة أخرى إلى الظلال، حتى العرض السينمائي الأول والمحدود لفيلمه المقبل “تحرير” (Emancipation) في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وها هو الآن يواجه معجبيه وكارهيه في آن واحد بظهوره في برنامج “ذا ديلي شو” (The Daily Show) ليلقي بعض الضوء على أحداث تلك الليلة العجيبة.

أفضل وأسوأ أيام حياة ويل سميث

على الرغم من بدء الحديث في الحلقة عن فيلم “تحرير” فإن النقطة الأساسية التي تمت استضافة ويل سميث من أجلها هي الصفعة الشهيرة وما حدث بعدها، وقد وصف سميث هذه الليلة بأنها بالتأكيد “واحدة من أفضل ليالي حياتي، وواحدة من أسوئها”.

وقال بهذا الصدد “ليلة مروعة، في النهاية أنت لا تعرف أبدًا ما يمر به شخص ما”، مفسرًا ذلك بأنه الشخص الذي يبدو طبيعيا للغاية بجوارك الآن قد يكون فقد والدته منذ مدة بسيطة، أو عمله، أو لديه أزمة شخصية كبيرة، لكن يبدو من الخارج طبيعيا فلا أحد يعرف على وجه الدقة ما يحدث في نفس أي شخص آخر.

وتابع حديثه موضحًا “هذا لا يبرر سلوكي على الإطلاق”. وأكمل بأنه على الرغم من جهوده الدائمة ليصبح شخصا لطيفا جعل هذه الليلة صعبة ومؤسفة على الآخرين، وهو أكثر ما يؤلمه فهو لا يرغب في إيذاء أي شخص.

وقال سميث “كان عليّ أن أسامح نفسي لكوني إنسانًا”. “صدقني، لا يوجد أحد يكره حقيقة أنني إنسان أكثر مني.. لطالما أردت أن أكون السوبرمان.. كان عليّ أن أتواضع، وأدرك أنني إنسان معيب، ولكن لا يزال لديّ فرصة للخروج إلى العالم والمساهمة بطريقة تريح قلبي، وآمل أن تساعد الآخرين”.

شبح من الماضي!

حاول ويل سميث توضيح مشاعره في هذه الليلة ولكن دون استجداء الغفران من المشاهدين، أو تبرير أفعاله الأمر الذي سيجعل الوضع أسوأ بالتأكيد، وركز على مشاعره في هذه اللحظة، ومثلما وصف المضيف نواة الأمر قام سميث بأخذ “رد الفعل الصحيح في الوقت الخطأ”.

النقطة المحورية التي تفسر هذه الصفعة هي تذكر سميث في هذه اللحظة النسخة الأصغر منه، الطفل الذي كان يشاهد والدته تُضرب من والده، دون أن يستطيع وقف هذا العنف المنزلي، وكيف في تلك اللحظة التي تعرضت فيها زوجته للتنمر والسخرية شعر أن عليه حمايتها بالطريقة التي لم يستطع القيام بها في الماضي، ولكن في اللحظة الخاطئة تمامًا بالتأكيد، ووصف سميث شعوره هذه الليلة قائلًا “كان هذا غضبًا تم كبته لفترة طويلة حقا”.

ثم حكى قصة مؤثرة عن عودته إلى المنزل بعد فوزه بجائزة الأوسكار واضطراره إلى شرح سلوكه لابن أخيه البالغ من العمر 9 سنوات. “إنه أجمل ولد صغير، بقي حتى وقت متأخر لرؤية عمه ويل، جلسنا في المطبخ حاملاً الأوسكار، سأل لماذا ضربت ذلك الرجل؟”.

يقول سميث شعرت وقتها بالفوضى التي خلّفتها تلك الصفعة ولن أستطيع تبريرها أو تفسيرها لأحد بشكل كاف أو واضح، فهي ابنة للحظة اعتملت فيها الكثير من المشاعر المختلطة من الماضي والحاضر. فقد بات الترقب والقلق والخوف وشبح من الماضي يراقب أفعال سميث الرجل ويدفعه للقيام بردود أفعال متأخرة لعقود.

الخوف من الفشل

يأتي هذا اللقاء ضمن الحملة الترويجية التي يقوم بها ويل سميث لفيلمه المقبل “تحرير” ويخشى بصورة كبيرة من رفض الجمهور له بسبب هذه الصفعة والسمعة السيئة التي تلاحقه، ففي مقابلة مع قناة “فوكس” (Fox) الأميركية سبقت ظهوره في برنامج “ذا ديلي شو”، قال سميث إنه يحترم تمامًا إذا لم يكن الجمهور مستعدًا لمشاهدته في فيلمه المقبل “تحرير”، ولكن “أمله العميق” هو أن أفعاله خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2022 “لا تعاقب فريق الفيلم”.

فهو يقر بمشاعر الجماهير المختلطة حول مشاهدته مرة أخرى، ولكن همه الأكبر هو فريق الفيلم وقدرته على الاحتفاء بالإنجازات الفنية للعمل، بعيدًا عما قام به في مارس/آذار الماضي، وأشار سميث بوجه خاص إلى عمل المخرج أنطوان فوكوا والمصور السينمائي روبرت ريتشاردسون ومصممة الإنتاج نعومي شوهان ومصممة الأزياء فرانسين جاميسون تانتشاك والنجمة شارمين بينغوا، ووصف هذا الفيلم بأنه أفضل أعمال فوكوا في كل مسيرته المهنية.

وأوضح أن هذه اللقاءات الإعلامية الهدف منها جعل الناس يشاهدون هذا العمل بقلوب مفتوحة لإيمانه بالقصة التي يقدمها، حيث يدور “تحرير” حول الفترة الفاصلة بين إلغاء العبودية في الولايات المتحدة، وتفعيل هذا القانون، ومعاناة الأميركيين من أصول أفريقية عبر قصة “بيتر” الذي انتشرت صورة أُخذت لظهره المقطع من التعذيب وأصبحت دليلًا عالميًّا على المعاملة المجحفة التي يلاقيها العبيد في الولايات المتحدة.

من المنتظر عرض الفيلم في 9 ديسمبر/كانون الأول المقبل، على “آبل تي في بلس” (Apple TV+) بعد العرض الخاص الذي تمت إقامته من قبل في واشنطن العاصمة وحاز وقتها على إعجاب المشاهدين المحدودين الذين اعتبروه عودة قوية لويل سميث بعد فوزه بالأوسكار.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

اترك تعليقاً