كيف يمكن للدول العربية -التي تحارب التطرف في مجتمعاتها- التصالح والتعايش مع التطرف الإسرائيلي؟
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش (رويترز)
بينما تغرق إسرائيل في مستنقع سياسي معقد نجد أنفسنا معشر مناصري السلام نفكر في طبيعة إسرائيل التي سنتعايش معها، حيث يوجد خليط خطير من الكراهية الشديدة للفلسطينيين، وتراجع مقلق لأي جهود للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومساع حازمة لتفكيك النظام القضائي الإسرائيلي بدعوى إصلاحه.
هذه العناصر مجتمعة تعرض علاقات إسرائيل للخطر، ولا يقتصر الأمر على علاقتها بشرائح كبيرة من مجتمعها، بل أيضا علاقاتها مع حلفائها الإقليميين ومع واشنطن.
هذا ما يراه الإعلامي اللبناني نديم قطيش في مقال نشرته له صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” (Times of Israel) تناول سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ومواقف بعض وزرائها وما قد يمثله ذلك بالنسبة لاتفاقيات السلام بين بعض الدول العربية وتل أبيب.
وقال قطيش -الذي قدم نفسه في المقال بصفته مدافعا عن السلام- إن إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الوقح في باريس بأنه “لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني” فيما كان يقف أمام خريطة تصور حدود إسرائيل وهي تضم جزءا من الأردن ترك أثرا عميقا في نظرة العرب لما يجري.
وعلاوة على ذلك -والكلام لقطيش- اختار البرلمان الإسرائيلي إلغاء جزء من قانون عام 2005 يقضي بتفكيك 4 مستوطنات إسرائيلية في شمال الضفة الغربية، كما يلغي قانونا يمنع بناء مستوطنات جديدة بالضفة الغربية.
ورأى أن الأزمة الحالية تكشف طبيعة الخلاف بين دول محور السلام العربي وإسرائيل، حيث تعري التناقض الصارخ والمتأصل في شخصية الدولة الإسرائيلية بين مواقفها الرجعية وتطرفها الديني وبين ما حققته من إنجازات في مجال التكنولوجيا والعلوم والصناعات العسكرية والاكتشافات الطبية.
وقال قطيش “بصفتي مدافعا عربيا عن السلام قادتني التطورات الأخيرة للتفكير بأن معارضي السلام في إسرائيل يبدون أكثر تشددا وعنادا من نظرائهم العرب”.
وأضاف أن إسرائيل المتدينة ممثلة في الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتغاضى عن حقيقة كون دول محور السلام العربية تكافح بجد التعصب والتطرف في مجتمعاتها، الأمر الذي يستدعي طرح سؤالين مهمين هما: كيف يمكن لهذه الدول العربية التصالح والتعايش مع التطرف الإسرائيلي؟ وبما أن دول محور السلام جادة في عزل المتطرفين داخل مجتمعاتها فكيف يمكنها قبول وجود المتطرفين في المجتمع الإسرائيلي، خاصة عندما يكونون في مناصب عليا بالسلطة؟
وتساءل قطيش في ختام مقاله: لماذا تقابل كل الخطوات النظرية والعملية التي يتخذها العرب لتعزيز السلام مع إسرائيل بموجة متصاعدة من الفصائل الإسرائيلية التي تظهر مزيدا من التشدد والتعصب والتطرف؟
المصدر : الصحافة الإسرائيلية