حكومة الذكاء الاصطناعى!

تابعنا على مدى سنوات تقنية الذكاء الاصطناعى في أمور كثيرة في الحياة.. منها أن يكون الروبوت عاملًا في محطة خدمة تموين سيارات، أو يكون أمين مكتبة في المكتبات العامة يقدم الكتب للطلاب والباحثين، أو عاملًا في صيدلية أو طبيب تحاليل.. ومؤخرًا استخدم البعض تقنية الذكاء الاصطناعى في الكتابة والغناء.. فهو يكتب لك ويغنى بالنيابة عنك.. ويستحضر أرواح المشاهير من الفنانين.. كما سمعنا عن استخدام التقنية في الغناء نيابة عن أم كلثوم.. قبلها سمعنا عن تقنية الهلوجرام، واليوم تقنية الذكاء الاصطناعى تقتحم كل المجالات!
الذكاء الاصطناعى قد يعمل في مجال الطيران أو الهندسة، ولكن هل يمكن أن يعمل في شؤون الحكم والسياسة؟.. بمعنى هل يأتى يوم تكون فيه الحكومة كلها من الروبوت، وتعمل بتقنية الذكاء الاصطناعى؟!.. لا شىء يمكن استبعاده.. ولكن مؤخرًا علمنا أن هناك أصواتًا تطالب بالتعامل الحذر مع تقنية الذكاء الاصطناعى، وتطالب بوضع الضوابط لها لمخاطرها على الأمن القومى الأمريكى!
والغريب أن أحد المتخصصين في هذه التقنية هو الذي طالب الحكومة الأمريكية بالتوقف لدراسة مخاطر الذكاء الاصطناعى.. فما الذي يخيف صاحبنا من هذه التقنية بالضبط؟
في مصر، رفض بعض المتخصصين تجربة استحضار صوت أم كلثوم لتغنى لملحن شاب، وقال البعض إنه إهدار للتراث واعتداء على حق من حقوق الملكية الفكرية.. وقال الملحن إنه سوف يستمر في تقنية الذكاء الاصطناعى دون ذكر أسماء أحد حرصًا على هذه الحقوق!
الزميل الأستاذ أشرف مفيد مغرم باستخدام هذه التقنية في العمل الصحفى، وقال إنها سوف تقتحم الساحة مستقبلًا، وقد يكون هذا على حساب الصحفيين والأيدى العاملة البشرية.. ولا يفارق هذه التقنية حتى لو ذهب إلى الصلاة في مسجد السيدة نفيسة.. وأذكر أنه كتب تقريرًا عن نفيسة العلم باستخدام هذه التقنية، وأخرج فيلمًا قصيرًا عنها، وكان دوره ينحصر في التوجيه فقط وتقديم بعض الصور عن السيدة نفيسة وتم إنجازه في أسرع وقت، واختار الصوت أيضًا ليكون صوتًا مصريًا وليس خليجيًا، كما أرسل لى تقريرًا عنى بهذه التقنية في دقائق بمجرد تزويد الآلة بمعلومات سريعة عن طريقة الكاتب ومنهجه الوطنى!
ومما ذكره أشرف مفيد لى أنه ينوى الاستعانة بمجلس تحرير كله بتقنية الذكاء الاصطناعى، وقال إن أهم شىء أن تعرف طريقة التعامل معهم وتوجيههم للمطلوب منهم بدقة!
أعود إلى سؤالى الأول: هل يمكن استخدام هذه التقنية في إدارة شؤون الحكم؟ وكيف لو أن السيستم توقف فجأة أو أن الكهرباء قطعت كالعادة؟.. هل يمكن أن يكون مجلس الوزراء كله من الروبوتات؟.. وهل هذا يساعد على جودة العمل أم التخبط؟.. هل يمكن أن يقدم حلولًا لمشكلاتنا السياسية والاقتصادية أم أنه سيكون في حاجة معظم الوقت للوزراء البشر؟
لا أدرى كيف يمكن حدوث ذلك؟.. ولكنى أدرى أن الذين اخترعوا هذه التقنية مازالت لديهم مخاوف على الأمن القومى ويحذرون من التوسع في استخدامها في كل المجالات!.
*نقلاً عن “المصري اليوم”

محمد أمين

اترك تعليقاً