رفع رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو ’’عَلَم الناجين‘‘ على التلة البرلمانية في أوتاوا قبل ظهر اليوم تكريماً للسكان الأصليين الذين أجبروا على الالتحاق بمدارس داخلية فدرالية.
وبمناسبة اليوم الوطني للسكان الأصليين المصادف اليوم، قال ترودو إنّ علم الناجين هذا هو أيضاً تذكير يومي بأنّ بعض هؤلاء الأطفال لم يعودوا على الإطلاق إلى منازلهم من تلك المدارس.
وأضاف رئيس الحكومة الليبرالية أنّ المصالحةَ مسؤوليةُ جميع الكنديين.
وكان ترودو يتحدث أمام حشد يضمّ ناجين من المدارس الداخلية من مختلف أنحاء كندا. وأخبرهم أنّ هذه المؤسسات التي كانت تديرها الكنائس وتموّلها الحكومة الفدرالية كانت مبنية على معتقدات ومفاهيم خاطئة بشكل فظيع.
أندرو كارييه، أحد الناجين من المدارس النهارية الكاثوليكية وهو عضو حالياً في ’’الدائرة الحاكمة للمركز الوطني للحقيقة والمصالحة‘‘، قال إنه من المهم أن يفخر السكان الأصليون والخلاسيون بلغاتهم وثقافاتهم.
وهو شجّع جميع الكنديين على التأمّل في تاريخ المدارس الداخلية التي عملت لأكثر من قرن من الزمن في كندا.
وكارييه عضو أيضاً في ’’اتحاد الخلاسيين في مانيتوبا‘‘ وقال إنّ رفع ’’علم الناجين‘‘ على التة البرلمانية في أوتاوا دليل على التزام الناجين المستمر بكشف الحقيقة حول ما حدث في نظام المدارس الداخلية.
ويرى كارييه أنّ هذا البحث عن الحقيقة يشكّل بداية تغيير في أذهان الكنديين.
’’هذا تذكير أيضاً بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل على طريق المصالحة هذه‘‘، أضاف كارييه.
آمل أن نواصل السير معاً وفي وئام على هذه الطريق. إنها طريق وعرة، لكن علينا أن نحاول، باسم جميع أطفالنا.
والخلاسيون (Métis) شعب تكوّن من انصهار السكان الأصليين بالأوروبيين البيض، لاسيما بالفرنسيين منهم.
رئيس الحكومة الكندية أقرّ بأنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به.
’’بينما حاولت المدارس الداخلية تعليم السكان الأصليين أنّ لغاتهم لا قيمة لها، وأنّ ثقافاتهم لا قيمة لها، وأنّ هويتهم لا قيمة لها، كانت سائر المدارس في كندا تعلّم الأطفال من غير السكان الأصليين بالطريقة نفسها، أنّ لغات السكان الأصليين وثقافاتهم وشعوبهم ليس لها أيّ قيمة‘‘، قال ترودو.
لدينا جميعاً عمل نقوم به في قلوبنا وأنظمتنا.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)