You are currently viewing معن حسين: تفادي الأسوأ في تغيّر المناخ يُحتّم التأنّي في البدائل

معن حسين: تفادي الأسوأ في تغيّر المناخ يُحتّم التأنّي في البدائل

RCI : يتساءل أستاذ البيئة والهندسة الكيميائية في جامعة كالغاري في مقاطعة ألبرتا الدكتور معن حُسين عما إذا كان التخلي عن الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقة المتجددة هو الحل الأمثل لمحاربة التغيرات المناخية. هذه الأخيرة التي تتسبب اليوم في حدوث أسوأ موسم حرائق غابات في تاريخ كندا.
تحتل أخبار حرائق الغابات في كندا العناوين الرئيسية في الصحف ووسائل الإعلام المحلية والعالمية. وما زاد الطين بلّة تبوّء تورونتو ومونتريال، على التوالي أكبر مدينتيْن في البلاد، المركزيْن الثاني والرابع في قائمة المدن الأكثر تلوثا في العالم ، كما أشار تقرير صادر مطلع الشهر الحالي عن موقع أي كيو إير (IQAir) لمراقبة جودة الهواء. من جهته، أكد وزير الحماية المدنية في الحكومة الفدرالية بيل بلير نهاية الأسبوع الماضي بأن البلاد تشهد أسوأ موسم حرائق غابات عبر تاريخها. و حتى تاريخ 27 حزيران / يونيو الماضي كانت حصيلة عدد حرائق الغابات قد تجاوزت الـ 3415 حريقا. وقد التهمت النيران أكثر من 8،8 مليون هكتار من الغابات، ما يساوي مساحة الأردن.
ويفوق عدد الحرائق هذا بـ 12 مرة معدل عدد الحرائق التي شهدتها البلاد خلال السنوات العشرة الماضية، مسجلةرقما قياسيا جديدا يتجاوز الرقم القياسي الأخير الذي سجل في العام 1989 حين التهمت النيران 7،6 مليون هكتار من الغابات.
بتاريخ 6 تموز / يوليو الجاري كان هناك 648 حريقا ناشطا عبر مقاطعات البلاد من غربها إلى شرقها وفي الاقليم الشمالي الغربي، بينها 339 حريقا لم تتم السيطرة عليه.
يشارك في عمليات إطفاء الحرائق في هذا الوقت أكثر من 3790 إطفائياً كندياً تساعدهم القوات المسلحة الكندية. هذا ويشارك معهم أيضا 1765 إطفائياً أجنبياً من أحد عشر بلدا بينها البرتغال وجنوب أفريقيا وفرنسا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.
التغيّرات المناخية المسبب الرئيسي
يشرح البروفيسور من أصل فلسطيني معن حسين بأن الحرائق هي نتيجة لطبيعة الطقس التي تتغير نحو مزيد من الجفاف وتراجع نسبة هطول الأمطار. ’’تبدأ الحرائق بوجود أشجار و أعشاب يابسة من السهل اشتعالها، تلتقط النيران أي شرارة لتسري بسرعة فائقة‘‘ على حد توصيف المتحدث.
يتابع قائلا: ’’عانت البلاد من عدم هطول الأمطار لأسابيع، والسبب في ذلك يعود حسب الدراسات الحديثة إلى الوقود الأحفوري الذي يساهم في زيادة ثاني أوكسيد الكربون. ينجم عن ذلك احتباس حراري وبالتالي لا تعود الأرض تستطيع التنفس بفعل الجو الجاف والحار‘‘.
يطمئن المتحدث إلى أن الطبيعة تمنّ على الكنديين هذه الأيام بالأمطار الغزيرة التي ترطب اليابسة وتساهم في إخماد الحرائق. ’’هذا على الأقل ما يحدث اليوم (السبت) في المدينة التي أعيش فيها كالغاري، وباعتقادي إنّ الحرائق إن لم تخمد عاجلا، فستكون على الأقل محدودة آجلا‘‘، على حد تعبيره.
’’الطاقة المتجددة قد تكون الخيار المستقبلي ولكن…‘‘ “في معركتنا ضد التغير المناخي، العالم بحاجة لعلماء محايدين وعلم مجرد من الدوافع الشخصية يضع الأولوية لحماية البيئة فوق كل اعتبار ويساهم في توفير حلول فعالة ومستدامة.”
نقلا عن الدكتور معن حسين، أستاذ البيئة والهندسة الكيميائية في جامعة كالغاري

في سياق آخر، حذر المتحدث من مواجهة تحديات أخرى للتغير المناخي. يقول: ’’إن تراكم الغازات الدفيئة ووجود ثاني أوكسيد الكربون قد نجم عنهما زيادة في معدلات درجات الحرارة على سطح الأرض مما أسفر عن ذوبان الثلوج على اليابسة. نشهد ذلك في الشمال الكندي مما يسهم في زيادة كميات المياه في البحيرات والمحيطات وهذا نوع آخر من الكوارث الطبيعية. وارتفاع مستويات المياه يتسبب بحدوث فيضانات. أضف إلى ذلك أن الطبيعة الكيميائية للبحار ستتغير مع ازدياد المياه العذبة فيها مما سيخفف من أملاحها، مما قد يؤدي إلى القضاء على أسماك وكائنات حيّة أخرى‘‘.

اترك تعليقاً