الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفرة ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنّ لا اله الاالله وحدة لاشريك له ، وأشهد أنّ محمد رسول الله. الإسلام عقيدة فكرية صلبة ، تضم جميع الفضائل الإجتماعية والمحاسن الإنسانية.. وتقود الإنسان على الطريق الصاعد.. ولهذه العقيدة أخلاقياتها الجادة.. فليس من الممكن أن تكون الحياة الإجتماعية حياة حياد.. خاصة إذا كان هناك خير وشر.. وطغيان وظلم.. فالإسلام في جوهره دين التزام ، وأداة في خدمة العدالة والحق.. السلام في الإسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الإسلام جذورها في نفوس المسلمين ، فأصبحت جزءاً من كيانهم ، وعقيدة من عقائدهم.. ولفظ الإسلام هو عنوان هذا الدين.. فالسلام والإسلام يلتقيان في توفير الطمأنينة والأمن والسكينة..ورب هذا الدين من أسمائه السلام ، لأنه يؤمن الناس بما شرع من المبادئ وبما رسم من خطط ومناهج.. وحامل هذه الرسالة هو حامل راية السلام ،لإنه يحمل إلى البشرية الهدى والنور والخير والإرشاد.. وتحية المسلمين التي تؤلف القلوب ، وتقوي الصلات وتربط الإنسان بأخيه الإنسان هي السلام.. وأولى الناس بالله تعالى ، وأقربهم إليه من بدأهم بالسلام… وقد جعل الله تحية المسلمين بهذا اللفظ للإشعار بأن دينهم دين السلام والأمان..ثم دعا الإسلام إلى التعارف والتعاون ، وأرشد الناس إلى أن العلاقة الإنسانية بينهم ليس سوى ما يقتضيه الرحم والسلم والأمان.. ثم دعاهم الى إقرار العدل والحرية فيما بينهم ، ليتمكن كل إنسان من القيام بواجبه وتقديم ما يستطيع في رقي الحياة وتقدمها.. ومن هنا حذر البغي والعدوان.. وحذر تسخير نعم الله في التدمير والتخريب.. والسلام في الإسلام له جذور وعمق في حياة الإنسان ، ويقوم على خلفية في داخل النفس الإنسانية.. وله فروع وثمرات وآثار واسعة في حياة الإنسان..والله جعل الإسلام تحية المسلم ، وأمناً لغيره.. وما ينبغي للإنسان أن يتكلم مع إنسان قبل أن يبدأ بكلمة السلام.. يقول رسول الإسلام (ص):(السلام قبل الكلام).. وسبب ذلك أن السلام أمان ، ولا كلام إلا بعد الأمان… وتحية الله للمؤمنين تحية سلام..(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ) الأحزاب 44. وتحية الملائكة للبشر في الآخرة سلام.. (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُم) الرعد 23-24. وأهل الجنة لا يسمعون لغوا من القول ، ولا يتحدثون بلغة غير لغة السلام.. (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا).. الواقعة 25-26. إن مفهوم السلام حقيقة قائمة في الإسلام ، سواء في معاملة أتباعه لأنفسهم او لغيرهم ، ومظهر من مظاهر الأمان والاطمئنان. ففي الإسلام من الرحمة والعاطفة والمحبة.. مالا يملك منصف ان ينكرها.. وهي إنسانية مبذولة للمجموعة البشرية كلها لا لجنس ولاتباع دين معين ، إنما هي للإنسان بوصفه إنساناً.. يوصلنا القرآن الكريم إلى أن الانبياء جميعاً كانوا يسيرون على هذا الخط الإيماني الموحد ، ويتجهون نحو غاية واحدة ، وهي: تحقيق العبودية لله ، وإسلام البشرية لرب العالمين ، وتحريرها من عبادة الطواغيت ، والأهواء ، ومن كل صنوف العبوديات البشرية الضالة. وللحقيقة ذاتها اعتبر القرآن الكريم الإيمان بكل الأنبياء والرسل ركناً أساسياً من عقيدة المسلم ، ودليلاً تاريخياً ومنطقياً على صدق الرسالة المحمدية ، قال تعالى: (قُولُواْ آمَنَّا بالله وَمَآ أُنزِلَ إلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إلى إبْرَاهِيمَ وَاسْمَاعِيلَ وَإسْحقَ وَيَعْقوبَ وَاْلاَسْبَاطِ وَمَا أوتيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَآ أوتيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرَّقُ بَيْنَ أَحَد مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) .(البقرة/136) – إلا أن هناك أفراداً وجماعات أساءت الى هذه الروح السارية في أعطاف الإسلام والتي اجتذبت الناس إليه.. وشوهت صورته الناصعة من خلال القتل والتمثيل بالبشر.. فأصبح الإسلام دين السلام مخيفاً ليس في دول لا تدين بالإسلام.. بل في بلاد المسلمين.. يقول رسول الله (ص) : ( يا أيها الناس أفشوا السلام ) الخطاب للناس كافة ، ثم فضَّلَ من سبق غيره في إقامة السلام ، وقال رسول الله (ص): ( خيركم من يبدأ صاحبه بالسلام). وأمرنا الله أن نتعاون على الخير والبر فقال { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى “ المائدة: 2 . وقدم الإسلام البراهين العملية على أن أسلوب العدوان منبوذ مبتذل مرفوض ، بقوله تعالى { وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} كما أن الله منع التعاون على الشر والعدوان فقد حرم العدوان مطلقاً قال تعالى” وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ “ البقرة: 190- اللهم ألف بين قلوبنا ، واصلح ذات بيننا ، واهدنا سبل السلام ، ونجنا من الظلمات إلى النور ، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك قابلين لها . اللهمَّ انصر الإسلام والمسلمين في فلسطين وأعزَّهم ، اللهم حرر بيت من نجس اليهود القردة الخنازير انهم تجبروا وأراقوا دماء الرضع والنساء ، والشيوخ والصبيان ، اللهم سدد رميهم وانصرهم على الصهاينة. نسأل الله أن يحسن خواتيمنا وأن ييسر علينا سكرات الموت وأن يرضى علينا في الدنيا والآخرة. اللهم أدحلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقه عذاب ، اللهم أصلح أحوال المسلمين وارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسنتاً ذاكرة وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رَبِّ العَالَمِيِنَ – اللهم آمين – وإلى اللقاء
إعداد أم تامر المصرى