تطالب مجموعات يهودية في كندا بمزيد من الإجراءات ضد أعمال الكراهية بعد توقيف شاب دون سنّ الـ18 من أوتاوا لضلوعه في مؤامرة مزعومة ضد الجالية اليهودية.
وأكدت الشرطة الملكية الكندية أنّ الشاب الذي تم توقيفه نهاية الأسبوع الماضي بتهم الضلوع في أنشطة إرهابية قد وُجَّهت إليه تهم بثلاث جرائم إضافية، من بينها حيازة متفجرات بقصد تعريض حياة الناس للخطر، بعد أن نفذت الشرطة مذكرة تفتيش.
وتقول الشرطة إنها عثرت على مواد تُستخدم في صنع مواد متفجرة. وقال مصدر مطلع على الملف يوم الاثنين إنّ معلومات قضائية أشارت إلى أنّ المتفجرات كانت مادة الأسيتون ومادة مؤكسِدة.
وقالت الرئيسة التنفيذية المؤقتة لـ’’الاتحاد اليهودي في أوتاوا‘‘، ساره بيوتل، في بيان يوم أمس إنّ هذه الاتهامات تُعد تطوراً مذهلاً بسبب معاداةٍ للسامية دون رادع وإنه يجب على مديري المدارس وعلى الحكومات مكافحة خطابات الكراهية.
وأضافت بيوتل أنّ منظمتها ’’تدعو قادة المدارس والجامعات والحكومات من كافة المستويات والمؤسسات الأُخرى إلى أن يدركوا أنهم مسؤولون عمّا يُقال ويتمّ مشاركته (على منصات التواصل)‘‘.
ارتفاع ’’مرعب‘‘ في معاداة السامية، حسب ترودو
من جهته، قال رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو في مقابلة مع شبكة ’’غلوبال نيوز‘‘ الإخبارية إنّ توقيف الشاب المشار إليه في أوتاوا كان ’’لحظة في غاية الأهمية‘‘ ويدلّ على أنّ الحكومة تبذل كلّ ما في وسعها لـ’’ضمان سلامة الجالية اليهودية في هذا البلد‘‘.
وفي المقابلة التي أذيعت بعد ظهر أمس، وصف رئيس الحكومة الليبرالية صعود معاداة السامية في كندا المرتبط بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بأنه ’’مرعب‘‘ مشيراً إلى أنّ الحكومة تتعامل مع هذه المشكلة.
وفي سياق متصل أعلن وزير السلامة العامة الفدرالي، دومينيك لوبلان، أمس عن تمويل إضافي بقيمة 5 ملايين دولار لبرنامج مؤقت يهدف لمساعدة المجتمعات المحلية المعرضة لخطر جرائم الكراهية، مشيراً إلى تزايد معاداة السامية والإسلاموفوبيا في كندا.
ومن المقرَّر أن يساهم هذا التمويل في جعل أماكن مثل المكاتب ودور الرعاية النهارية أكثر أماناً، من خلال توظيف حراس أمن لفترة محدودة.
زيادة في هجمات الكراهية
يُشار إلى أنّ وجهاء اليهود والمسلمين في كافة أنحاء كندا أبلغوا عن زيادة في الهجمات المدفوعة بالكراهية منذ أن شنت حماس هجوماً دامياً على جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) وما أعقب ذلك من ردّ إسرائيلي بقصفٍ قلّ نظيره على القطاع الفلسطيني وعملية عسكرية برية واسعة النطاق فيه لا تزال مستمرة.
وقال ’’المركز الاستشاري للعلاقات اليهودية والإسرائيلية‘‘ (CIJA) أمس إنه كان ينبغي لحكومة ترودو الليبرالية أن تقدّم قانوناً، وعدت به منذ زمن طويل، حول بثّ الكراهية عبر الإنترنت.
وكان الليبراليون بقيادة ترودو قد وعدوا بتقديم مشروع قانون في هذا الشأن في غضون 100 يوم من فوزهم في الانتخابات العامة الأخيرة في أيلول (سبتمبر) 2021.
وقال وزير العدل الفدرالي عارف فيراني مؤخراً إنه يأمل في تقديم مشروع القانون العام المقبل.
وقدّر نائب رئيس المركز اليهودي المذكور للشؤون الخارجية، ريشار مارسو، أنه لو تمّ طرح مشروع القانون هذا، لكان من الممكن ’’رؤية محادثة مختلفة عبر الإنترنت، ونحن نعلم أنّ ما يحدث عبر الإنترنت لا يبقى على الإنترنت‘‘.
يشعر اليهود في جميع أنحاء كندا بأنهم مُهدَّدون، يشعرون أنهم مُحاصَرون. إنهم قلقون على أنفسهم وعلى أطفالهم.
وفي مذكرة أرسلها إلى مؤيديه، حثّ المركز الأشخاصَ الذين يعانون من معاداة السامية في المدارس والجامعات على تقديم شكاوى، واعداً بتقديم الدعم القانوني لهم.
وكانت الشرطة الملكية الكندية قد كرّرت في بيان أصدرته مساء الاثنين أنها تشعر بالقلق إزاء ’’الاتجاه المتزايد نحو التطرف العنيف‘‘ و”خاصة الزيادة في مشاركة الشباب‘‘ في هذا المنحى.
يُذكر أنه تمّ القبض على خمسة شبان كنديين في قضايا تتعلق بالإرهاب منذ حزيران (يونيو) الفائت.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)