يقول مستشار يعمل لصالح فريق عمل في نوفا سكوشا معني بتكلفة الطاقة في هذه المقاطعة الأطلسية إنه مصدوم من عدد الأُسر التي تجهد من أجل دفع فواتير الكهرباء والتدفئة.
ووجد روجر كولتون، وهو مستشار لدى شركة ’’فيشر، شيهان وكولتون‘‘ (Fisher, Sheehan & Colton) في ولاية ماساتشوستس الأميركية أنّ 43% من الأسر في نوفا سكوشا تخصص للطاقة ما نسبته 6% أو أكثر من متوسط دخلها بعد خصم الضرائب، وهو ما يعتبر مرادفاً للفقر الطاقي.
ويوضح كولتون أنّ هذا هو تعريف الفقر الطاقي، مضيفاً أنّ النتيجة هي أنّ هذه الأسر تجهد من أجل دفع فواتيرها، وأحياناً تُضطر إلى التضحية بنفقات أُخرى لضمان تأمين الكهرباء أو الحصول على ما يكفي من المازوت لتدفئة منازلها.
ويضيف أنه خلال 40 عاماً من الأبحاث في 40 من الولايات الأميركية الـ50، لم يرَ مطلقاً وضعاً سيئاً كالذي عاينه في نوفا سكوشا.
’’لم أجد في أيّ واحدة من تلك الولايات أنّ 30 أو 40 أو 50% من الأُسر تعاني من فقر الطاقة‘‘، يقول كولتون من مكتبه في بوسطن، عاصمة ولاية ماساتشوستس، في مقابلة عبر الإنترنت.
تكلفة الطاقة (مقارنة بدخل الأسرة) في نوفا سكوشا هي أعلى بكثير ممّا هي عليه في الولايات الأميركية التي أجريتُ أبحاثاً فيها.
الوضع في جزيرة كيب بريتون هو الأسوأ
ووفقاً لكولتون، المنطقة التي تعاني من أكبر نسبة فقر في الطاقة في نوفا سكوشا هي جزيرة كيب بريتون، التي تشكل الطرف الشمالي الشرقي للمقاطعة.
على سبيل المثال، في شمال سيدني (North Sydney)، وهي جزء من بلدية كيب بريتون الإقليمية (CBRM) التي تشكل أكبر تجمع سكاني في الجزيرة، تعاني 1819 أسرة من أصل إجماليّ عدد الأُسر البالغ 2722، أي بنسبة 67%، من فقر الطاقة.
وفي محمية إسكاسوني (Eskasoni)، في جزيرة كيب بريتون أيضاً، التي تشكل أكبر تجمع للسكان الأصليين في مقاطعات كندا الأطلسية، تعاني 87% من الأُسر من الفقر الطاقي، حسب كولتون.
وترسم هذه الأرقام واقعاً محزناً بالنسبة لإريكا شيا، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ’’نيو دُوْن‘‘ (New Dawn Enterprises)، وهي جمعية توفر مساكن ووجبات غذائية بأسعار مخفّضة في بلدية كيب بريتون الإقليمية.
’’في كل فصل شتاء يُضطر بعض الزبائن لإلغاء اشتراكهم في برنامجنا لتوزيع الوجبات الغذائية‘‘، تقول شيا بأسف، ’’وتبلغ تكلفة كل وجبة خمسة دولارات فقط، لكنها تكلفة لا يمكنهم تحملها في فصل الشتاء لأنه يتعين عليهم أيضاً دفع تكاليف التدفئة‘‘.
الوضع في العاصمة أفضل
ويشير كولتون إلى وجود فجوة في الفقر الطاقي بين الأُسر المقيمة في المدن الكبيرة وتلك المقيمة في مناطق ريفية.
ففي حين أنّ قرابة 50% من الأُسر تعاني من فقر الطاقة في منطقتيْ ديغبي ويارموث، وهما مدينتنان صغيرتان في أقصى جنوب غرب نوفا سكوشا، تبلغ النسبة 30% فقط في هاليفاكس، عاصمة المقاطعة وكبرى مدنها.
ويوضح كولتون هنا أنّ ’’متوسط الدخل بعد خصم الضرائب في المناطق الريفية هو أدنى بكثير من متوسط الدخل بعد خصم الضرائب في المناطق الحضرية‘‘.
وقام كولتون بجمع بيانات من برنامج ’’Efficiency One‘‘ للفعالية الطاقية ومن وكالة الإحصاء الكندية لكتابة تقرير يعتزم تقديمه الشهر المقبل إلى مجموعة عمل أنشأها في العام الماضي ’’تحالفٌ من أجل طاقة ميسرة‘‘ يضمّ العديد من وزارات نوفا سكوشا وشركةَ ’’نوفا سكوشا باور‘‘، (’’نوفا سكوشا للطاقة‘‘ Nova Scotia Power) التي تزوّد المقاطعة بالتيار، وجمعياتٍ مختلفة.
ونوفا سكوشا هي كبرى المقاطعات الأطلسية الأربع من حيث عدد السكان (حوالي 1,07 مليون نسمة) وحجم الاقتصاد.
(نقلاً عن موقع راديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)