You are currently viewing ’’الشارع كنيستي‘‘: كاهن ينام في الشارع للتنديد بالجوع وأزمة الإسكان

’’الشارع كنيستي‘‘: كاهن ينام في الشارع للتنديد بالجوع وأزمة الإسكان

RCI : إنه ’’كاهن الشارع‘‘ اللقب الذي يعرف به الأباتي التابع للكنيسة الكاثوليكية، والمعروف عنه أنه يكرس نفسه في خدمة المشردين والفقراء في شوارع المدينة الكوسموبوليتية.
بدأ الأب كلود بارادي منذ يوم الأحد الفائت بالصوم والنوم في الشارع داخل خيمة في وسط مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك. وهو بذلك يسعى إلى التنديد بتقاعس السلطات ورفع مستوى الوعي العام بمحنة المشردين والأشخاص المعرضين لخطر الطرد من منازلهم.
يقول الكاهن البالغ 68 عاما: ’’أنا أفعل ذلك من منطلق التضامن مع هؤلاء الأشخاص الذين لا يجدون مأكلا ولا مأوى، يجب أن تتدخل بلدية مونتريال، ويجب أن تتدخل الحكومة‘‘.
إن مشاهدات الكاهن في الشارع على مدار العام تسمح له بمعاينة عن كثب العدد المتزايد من العائلات في مونتريال التي يتعين عليها الاختيار بين دفع الإيجار أو شراء البقالة. يقول ’’إنه يجب على السلطات أن تدرك أن الأطفال لا يأكلون، وكذلك آباؤهم. الحكومات تصمّ آذانها أو لا تريد أن ترى، ولا تريد أن تعرف‘‘. يتابع قائلا: ’’لا يملك هؤلاء ثمن الإيجار السكني وهم مهددون بالطرد من منازلهم وافتراش الشوارع والطرقات‘‘.
يستشهد الكاهن المونتريالي كمثال بحالة ابنه المتبنى الذي أخرجه من الشارع واضطر إلى سداد غرامات قدرها 20 ألف دولار لأنه افترش الحدائق العامة عبر أرجاء المدينة لينام. كذلك تتنقل السيدة سيسيل البالغة 96 عاما من حديقة إلى أخرى لتجد المأكل وهي تعيش بمعاش الشيخوخة الضئيل الذي يكاد يكفي لدفع مستحقات إيجار غرفة رثة.
هذا وعلى الرغم من اعترافه بشعوره بالجوع والتعب بشكل خاص، إلا أن الأب بارادي ينوي الصيام والنوم في خيمته لأطول مدة ممكنة. يقول ’’إن المشاكل المرتبطة بالفقر تتطلب حلولاً طويلة الأمد: فإذا أطعمنا أهل الشارع لجعلهم يموتون أكثر بدانة، فإن ذلك لن يفيد كثيراً‘‘.
هذا المدمن السابق على المخدرات، الذي عاش في الشارع عندما كان يكافح مع إدمانه، يرى نفسه الآن على أنه ’’تاجر الأمل‘‘.
يعتبر هذا الكاهن بأن إدمان المخدرات معاناة وثيقة الصلة باليأس، وهذه المعاناة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأسئلة الوجودية. ’’إنه أمر روحاني للغاية، لا أقول دينيا، بل روحانيا‘‘ على حد تعبير الكاهن كلود بارادي. ويردف قائلا: ’’من أنا، هل أنا محبوب، هل سيكون أحدهم في انتظاري غداً للسؤال عن صحتي وكيف أعيش؟‘‘
برأيي المتحدث إن الإجابة على هذه الأسئلة صعبة للغاية طالما الإدمان متربص بصاحبه.
’’يجب أن أهب وأعطي الأمل لهؤلاء‘‘، خلص هذا الكاهن إلى القول في المقابلة التي أجرتها معه المحطة الإذاعية المحلية في هيئة الإذاعة الكندية في مونتريال.
(المصدر: هيئة الإاذعة الكندية، البرنامج الصباحي(Tout un matin/ ICI Première)، إعداد وترجمة كوليت ضرغام)

اترك تعليقاً